21 févr. 2012

إلى كلّ حبيباتي : نساء تونس جميعكنّ !

الصباح 7 فيفري 2012




أيّتها الجميلات الرائعات البديعات المضحّيات المتمكّنات المناضلات –عزّنا وفخرنا وتيجان رؤوسنا وقمح خبزنا وروح أرواحنا !
أخجل من نفسي وتهتزّ خوالجي ويصيب فكري الغثيان وأنا أذكركنّ في هذه الأيّام التي ينقضي معها عام سيذكره التاريخ قرونا بل دهورا !
وأستحي من أمّي-أخواتي-بنتي-صديقاتي-رفيقات دربي-زميلاتي- وكلّ من كان لي لديهنّ بخت ونصيب !
مطلع هذا القرن الجديد صنع أهلنا-شعبنا-شبابنا شابّاتنا-شهداؤنا-شهيداتنا-جرحانا-متظاهرونا- معتصمونا-حناجرنا العزلاء –أصواتنا البهيّة- فنّانونا- مسرحيونا بطّالونا- نقابيونا-مثقّفونا-الفقراء وأصحاب المشاريع فجرا جديدا لنا فكان بشارة للآخرين وبصيص نور انبثقت نحوه أوطان كثيرة !
أخجل وأستحي فأنا قدر رأيتكنّ-عيانا أو على الشبكة أو في وثائق- أو سمعت عنكنّ : لم تكنّ خلف رجالكنّ تزغردن لهم ليندفعوا بل كنتنّ جنبا لجنب معهم وفي طليعتهم، وتقدّمتنّ مرارا عديدة : تحدّيتن جميعكن الهراوات والغازات وغالبتنّ هلعكنّ وأرهقتنّ حناجركنّ ولم تتردّدن في نُصرة مظلوم أو مكلوم أو مجروح أو خائف، وكنتنّ زهرنا وزهونا وغنانا وغناءنا وشعر الصّادقين ونسيم الحائرين... كنتنّ الأمّهات تدفعن أبناءهنّ للاستبسال !
كنتنّ البنات يجررن أهاليهن إلى ساحات المواجهة !
كنتنّ في كل شارع وبطحاء عجائز تغالبن الزمن والتجاعيد ومفاصلهنّ وتنطلقن !
كنتن مدوّنات تنطعن على حاكم كدنا ننسى معه أنّه هو أيضا خلق ليموت !
كنتن تلك الأمّ تهرع لأولادها تبغي حمايتهم فيرديها ويرديهم قنّاص هرب إلى قتلهم من خوفه أو طُبِّع بطباع الذّئاب وانتزعت الرأفة منه !
كنتنّ تلك الأستاذة تحرص على رفق خطاويها كي لا يجزع ساكن بطنها فيغتالهما معا رصاص اقتنوه من عرقنا وبَذْلِنا لا ليذود عن الوطن بل ليديم قهر الفاسدين !
كنتنّ صاحبات البدلات السوداء ناكفن قيادات الإرهاب عند باب وزارة الإرهاب !
كنتنّ وكنتنّ وكنتنّ... أنتنّ !
أنتنّ المجد والعزم والتوق والانفجار الرّحيم... أنتنّ المستقبل، أنتنّ قاهرات العناء الواثبات إلى الشمس الغناء !
أنتنّ من أشعلن حناجرنا، وحرّرنا سيقاننا، وأرعبن مرعبينا، وزيّنتنّ الاستشهاد في عيوننا، أنتن العظيمات اللواتي اكتشفنا فيهنّ عظمتنا، أنتن من أشعل شموعا لأعزّائنا-عزيزاتنا وسط الشارع الذي كدنا ننسى أنّه قبلا وبعدا شارعنا...
أخجل منكنّ وأستحي من نفسي !
أشهد أنّني كنت أنا وكنت أنتنّ !
أشهد أنّنا كنت توحّدنا وصرنا جمعا واحدا، لا فرق لا عمرا ولا جنسا ولا انتماء : كلّنا مواطنون وكلّنا للوطن.  
أشهد أنّني عشت أيّاما وليالي –أسابيع بل بضعة أشهر وأنا أراكن وقد غدوتنّ مواطنات كاملات حرّات متحرّرات منطلقات نحو أقدارهنّ، ياسمينا عبقا، نسائم رئيفة، لا فرق بينكنّ وبين إخواتكنّ... ورأيت الميزان يعود عادلا، نشارككن أحلامكنّ ونرفع معكنّ أثقال اليوم البليدة ونربّي معكنّ أطفالنا ولا نرى بينكنّ وبيننا فرقا إلاّ فرق الحبّ المقرّب بل الموحّد...
ورأيتكنّ كما ديدون-علّيسة قائدات ورفيقات ومساويات...
وفرحت لكنّ... لنا.
لكنّ الرياح جرت بما لم تشته سفننا.
وها نحن-يا ويحنا !- نُجادل ونتصدّى لأنّ من لا يترك للحريّة حريّة قد غدا يعتدّ بحقوق الإنسان عن باطل ويدّعي أن من لا يبتغي لَكُنَّ أن تغلّفن كغنيمة مغتصبة- في حجب كالعتمة- كجدران العزل- كزنزانات مخافر الشرطة، إنّما هو المعتدي والسالب !
هبّت علينا من الشرق ريح صرصر لا تبقى ولا تدر، واحتوانا صعيق لا يشبع شبقه للحرارة ، كلّ بترول الدنيا، وهيئت لكن... ولنا... الأصفاد من كلّ نوع لا يوحّدها إلا الكبت والعسف والحلكة !...
أخجل منكنّ وأستحي من أن أقول لكنّ "حبيباتي" يا  كلّ حبيباتي !
غير أنّني أرى في عيونكنّ-بسماتكنّ-جذلكن رغم الحزن المخيّم بدل الفرحة ما يحرّك سواكني ويدعوني إلى... الأمل. 



12 جانفي 2012

أيها الساعون إلى السلطة وإن جارت ارعووا وثوبوا إلى رشدكم !


قبلا أبدأ باعتراف : أنا أيضا تمسكت طوال الوقت - طوال السنين الماضية وخلال الأشهر المنصرمة - بأنّكم منا، من صفنا، قوة لها قابلية التحول إلى ديمقراطية... وحتى في لحظات الشك القصوى لم أتخل عن حد أدنى من التفاؤل وأقنعت نفسي بأن من واجه الجلد والحبس ولم تنخلع من يده العروة الوثقى لا بد أن يقرأ حركة التاريخ في تطورها.وإن أبطأ وترنح.

ورغم أن فكري كان يرى في نصوص كثيرة من نصوصكم، وفي مراجع بينة من مراجعكم ما يؤكد أنكم خارجون عن حركة الزمن، مفتقرون إلى البصيرة، متشبثون بمقولات الزمن الغابر، سعاة إلى السلطة، أي سلطة وأيا كان الثمن، فالأثر، فأنا لم أطاوعه وتشبثت بأنكم في صف رافضي الاستبداد والقهر،، ومقموعون في ما تقولونه وما تكتبونه (أحقا كنتم كذلك ولكم المنابر الدولية والقنوات العابرة لحدود السماوات والتسرب بعد الصلوات وقبلها وفي الأعراس والمآتم؟ !) وتعلمتم من ممارستكم...

ورغم أنني لم أناصر يوما من تحالفوا معكم لحد ملامسة الانصهار وإياكم، وأحيانا لمت بعضهم على تماهيهم ولم أفهم كيف يلتقي الأحمر بالأسود ولا يسود الأسود، فإنني ظللت ماسكا بتلابيب مقولات الحق الإنساني، ولم يخطر بذهني البتة أنكم من صف الغاشمة أو متربصون وراءها وأشد منها.

وأمر إلى معاينة: رغم أنني ممن لا يحبون السواد ولا تعجبهم هذه الأزياء الغريبة العجيبة المكبلة المكممة لبناتنا المعتمة لملامحهن وأصواتهن والفاصلة بينهن وبيننا المنزّلة إياهن إلى درك خلناه مضى منذ تكلم "الحداد"، والموحدة لشباب كأنه عسكر بل جراد قادم من الأدغال السحيقة والبراري الموحشة موغل في الغياهب لا صلة له بالحاضر إلا من قدميه المتأمركتين، رغم ذلك لطالما طمأنت أحبتي أن تغير المشهد بعد جانفي نسبي وزائل وأنكم وقد عدتم، بفضل الشهداء والجرحى والحناجر التي طاولت الغازات السامة وتهديد القناصة، من منافيكم (هل كانت حقا منافي؟) ستتبدلون في منطقكم وفي ملبسكم بل وقد تظهرون أكثر تواضعا وأشفق وخدومين متسامحين... لكن تتالت المفاجآت بل الفواجع وتسارعت وتائر أفعالكم وأقوالكم تظهركم بغاة سلطة ليس إلا، ومدبرين عن الزمن الحاضر بمبادئه وأحكامه وأحلامه، وعاشقين لفعل" استبدّ"، متهالكين على أدواته متكالبين على كراسيه... اعتديتم على المتظاهرات والمتظاهرين، وهاجمتم الثقافة، وشوهتم المساجد، واغتصبتم المنابر، وانتزعتم من الناس حتى إيمانهم وادعيتم القبض على الحق والحقيقة لوحدكم، وتطاولتم حتى على الأفئدة تدّعون قراءة ما فيها وتشوّهونه تشويها...

ولم نسمع من "مكذبيكم" إلا ما يبرؤكم أو يجد لكم الأعذار، أو يلقي باللائمة على ضحاياكم"الذين استفزوكم" (أليس في عرف أغلبكم أن مجرد وجودهم كما هو وعلى غير شاكلتكم استفزاز بل الاستفزاز؟ !)... ولم نقرأ لكبار كباركم إلا كلاما يتلوّن حسب المقام والسائل لكن أغلبه وعيد وإن كان مبطّنا، وإصرار على نفي الآخر...وقسّمتم البلاد شطرين : متكلم باسم الله وكفار... وقلتم أن من ليس من صفكم يقسم البلد قطبين... وادعيتم سعيا إلى تآلف أو توافق وما سعيتم إلى غير اصطفاف الناس في ظلكم... دعوتم... وهددتم... وناورتم وبدا أنكم على ثراء فاحش وأنكم من مهاجركم الظليلة راكمتم الذخائر وعقدتم تحالفات لاتخلو من عملة صعبة(صعبة على أجيالنا القادمة !) ونفط عميم... ومنحناكم هامة أكبر من هامتكم، وصوتا لا يناسب صوتكم، وبسطنا لكم البلاد فرشا تسيرون عليها إلى ما خلناه انتقالا جماعيا إلى ديمقراطية وإن كانت نسبية وحراكا إلى كرامتنا وحرياتنا فأردتموه استفرادا بحكم وأجهزة حكم، وتقاسم غنائم وتبديل سروج ليس إلا... ونفختم في ضفادعكم ونكثتم عهودكم وتناديتم إلى الشوارع والعنف تحتجون على نتائج اقتراع أعلنتموها قبل أن تخرج من صناديقها... ثم انقضضتم على الكراسي  تتخاصمون عليها وهي لما تزل بالتوافق عامرة... ومنذ أن نلتم مرامكم طفقتم تراوحون بين الوعود التي لايصح الحلم حتى بمجرد الحلم بها ولا في المنام وبين التباكي على تآمر ضدكم من قلة قليلة حملتموها وزرا بل أوزارا أنتم عالمون بقصورها عنها... وبعد أن كنا دعونا معا إلى تأسيس جديد ينقلنا إلى إنسانيتنا ويفتح لأطفالنا باب الغد الزاهي، تراخيتم عن التأسيس بل وبدأتم تظهرون أن فعل"أسس" لا يصرّف عندكم إلا في الزمن الماضي وأخرجتم لنا رق العهود الخوالي تقرؤون لنا منه أحكاما تقولون أن لا محيد عنها... وحيثما أردتم أطلقتم العنان لأتباعكم - قدامى وجددا و خصوصا الجدد - يقطعون الطرق ويعتصمون ويعتدون على ممثليكم (أقول ممثليكم وإن لم تنصّبوهم أنتم فأنتم الآن السلطة !) ويضربون المتظاهر والمتآزر والمحتج، ويثلبون الناس، ويشيعون الفساد على الشبكات والمنابر، ويدعون بإقامة الحد على كل من ليس منكم ومن أحزابكم ورؤاكم... وتزامنا تباكيتم على الاقتصاد وتراجع الاستثمار وهددتم معتصمين ومحتجين ومطالبين وجائعين إلى القوت والكرامة معا بالويل والثبور وقطع الأطراف من خلاف لا لشيء إلا لأنكم لم تجدوهم من صفكم... وأزحتم من أحلافكم حتى من حالفكم عن طواعية وهيأ الأمر لكم تطوعا وزيّن صورتكم لدى الغير تهافتا وضمن في قدرتكم على التأقلم والتطور ومواكبة العصر.(هل يمكن أن نعرف يوما فحوى اتفاقات وتحالفات شهري جويلية وأوت ولماذا حدث ما حدث يوم 14 أوت؟)... وها أنكم تقوّضون الصروح التي صنعها شعبنا من كدّه وجدّه وتفتّحه وتنوّعه... وتصوّبون سهامكم بل مدافعكم إلى جامعات ومعاهد تركها العهد البائد تترنّح... وتغرقوننا في تفاصيل تفاصيل أمور لا تفتأ تبعدنا عن غدنا الذي َنْنشُدُ ونُنْشد...

أنا لا أنوي ولا أريد ولا أقبل أن تتسرب إلى وجداني قناعة بأنكم ترغبون أو تقبلون أن تنجر البلاد إلى تطاحن  طاحن مقيت... وأنا أتمنى أن يكف زعيمكم عن التهديد بالساحات والشوارع وأن يخرج "التدافع" من قاموسه... لكنني لم أعد أقوى على وضع سد بين عقلي وبين الاقتناع بأنكم مجرد طلاب سلطة وحكم ونفوذ ولارغبة لكم ولا قدرة على مثل إبداع شعبنا الذي هب حيث سلم الجميع وعلى رأسهم أكثركم والذي التزم الصبر والفعل الراقي وترفّع عن العنف... بل إنني لأتساءل : هل أنتم حقيقة معنا في صف الطامحين إلى لقمة شريفة وعمل كريم وعدل صاف وإلى الحريات التي ميزت الإنسان فانتزعها منه الإنسان؟ ...

زمن الحكومات الثلاث التي هيأت لحكومتكم كنا نصرخ وننشد ونستغيث وننادي ونحتج وحتى نخطئ لكننا حققنا وانتزعنا وفرضنا وأقنعنا وعدلنا وبدأنا نلمس أننا رغم العثرات والتعثر والعصي التي تعطل الدواليب نمضي كل يوم أكثر باتجاه حلمنا الذي كنا خلناه حلم الجميع... وكنا نقدر على البسمة والضحكة والأمل... أما اليوم فلقد ساد الكساد والسهاد والتوجس وأصبحنا لا نرى منكم إلا صدا وردا وتلويحا بردع فاجر... ولم نعد نسمع عن فاسدين أوقفوا أو شرع في محاسبتهم أو مساءلتهم... وتحولت العدالة الانتقالية عبارة عن اسم مطوّل لوزارة يخيل للناس أن الهم الأول لمتقلدها تكذيب توضيح تكذيب القول..،،الخ. ولم نسمع منكم عن دستور توحدنا في السعي إليه، ولا عن تشريك واسع بل رأيناكم تدعون لذواتكم الغلبة المطلقة وحق التفكير والتخطيط والعقد والإبرام لوحدكم وكأن الشعب بطم طميمه قد منحكم صكا على بياض وقدمكم بكل جمهوره وجهاته وفئاته وكلاء مطلقين عليه لايصحّ له حتى أن يراقبكم أو يعدّل أوتاركم...

ومع أن الشفافية أحد المطالب الأبرز للمرحلة فلقد غدونا نسمع عن اتفاقيات تمضى ومعاهدات تقر ومشاريع تبرمج في شبه كتمان أو تقية بل ومخاتلة، لا رقيب ولا حسيب... ومع أن الديمقراطية وتوزيع السلطات والأدوار همّ لا يصرّح أحد بأنه مخالفه، ها أننا نرى جمعا للسلطات وتجميعا للقرار بين أيد منها يد عليا لا صفة لها كما انفكت نواذجها تقض اطمئناننا...

وقبل هذا وذاك معاينة واعترافا وملاحظات أناديكم أن ارعووا وتفكروا وتأملوا واسعوا إلى رشدكم : واقعنا مر ومعقد وفاسد بل متعفن والناس قد ضاقوا ذرعا بحالهم، وليس كل منتفض متآمر وما كل معتصم أو محتج ساع إلى إسقاطكم، وليس كل من خالفكم رأيكم أو فكركم أو زاوية نظركم كافر ولا خائن، وأنتم لا تملكون الحقيقة لوحدكم ولا تقبضون على القدرة جميعها، وطريقكم وإن راكمتم المال والصداقات والعلاقات وعر بل غير سالك... وهذا الشعب انتفى صبره، ومل انتظار آت لا يأتي... ثم إنه غلب قدره وتجرأ على هلعة وتمرد على خصلة أيوب فيه، وابتدع بل أبدع هبة ليست كسابقاتها، وغدا يريد إنسانيته هنا والآن، ولن ينخدع لوعود حتى وإن لوحت أمام ناظريه بالجنة : جنة السماء وجنات الأرض... وحتى متى صمت وسكت واتفق فهو سيظل يراقب ويحاسب وينتبه... لقد دخلنا في دورة تاريخية جديدة قوامها الثورة المستمرة... ثورة يريدها شعبنا ونحن معه هادئة رصينة سليمة عادلة جماعية... لكنه، أن اقتضت الحال قادر على أن يعترض على سرقتها وإطفاء وهجها بأن يبتدع لذلك طرقا ومسالك ومناهج ستفاجئ العالم وتبهره مرة أخرى...

شعبنا أبدع هبّة أراد بها أن يقفز من ماض تعس إلى غد قوس قزح...

وشعبنا – لا تنخدعوا ! – غير قابل لأن يدير ظهره لآت يشتهيه بديعا ليقفز إلى ظلمات القرون الخوالي،، ولا أن يحول ظهره سلما لارتقاء خطاب قديم – جديد يلهيه عن حلمه ويعيده إلى أطوار الخيبة وسلب مقدراته تحت أي عنوان.

ننتظر منكم نهضة بل استفاقة بل انتفاضة على أنفسكم ونزوات البعض منكم وشطحات هائمين لا يجب للاحترام الواجب إزاءهم أن يحول دونكم ودون تنبيههم إلى أخطائهم بل خطاياهم... ننتظر منكم أن تعودوا إلى الزمن الحاضر بل الزمن الآتي وأن تعدّلوا أوتاركم وأن لا تنساقوا إلى البطش...

ولنبن معا وطنا بديعا يسع الجميع ويحضن الناس نساء ورجالا ومن كل الأطياف.

ولتثقوا أنكم إن منحتم الناس فرصة ليثقوا بكم فهم بكم سيثقون حقيقة وفعلا. أما إن تركتم شياطينكم يسبون ويشتمون ويهتكون ويثلبون ويهددون ويهيؤون للذبح فإن قصارى ما ستحصلون عليه هو عرش على جماجم سرعان ما سيهتز ويترنح وينخلع.

لا نخافكم ولن ننهزم أمامكم... بل لم يعد لنا حتى أن نختار بين أن نقاوم وأن لا نقاوم فبناتنا - أولادنا فلذات أكبادنا قاوموا وسيقاومون ولم نعد نملك إلا أن نقاوم معهم... وسنقاوم معهم وبهم، فلتصطفوا مع انتقال حقيقي إلى الديمقراطية ولنبن معا –  طوبة طوبة وقشة قشة - وطنا يبهر الأوطان.

26 جانفي 2012