18 sept. 2015

إلى شابّات و شبّان أعادوا الأمل بقلم: الصّادق بن مهنّي

أيا بنات تونس و أبناءها الّذين بادرتم بهذه الهبّة ضدّ مشروع قانون تشريع النّهب و مكافأة الاغتصاب أحيّيكم لأنّكم قبلتموني ـ شيخا ـ في صفوف مظاهرتكم و أقول و أكرّر ملء فمي :أنتم الأمل أعدتم للأمل بريقه و حرّكتم الخواطر بعد أن كاد يغشاها الصّدأ و أبنتم مرّة أخرى أنّ ثورة كهذه الّتي ابتدعتموها لم تنثن ولن تنحني ولن يسحبها إلى وراء لا الباغي و لا النّفاق و لا حلفهما الّذي ما بنياه بل أملي عليهما ، و أظهرتم أنّكم كما ابتدعتم ثورة العصر تبتدعون دوامها، و رأيناكم بحرا قد يهدأ و يلين لكن أبدا لا يهادن و لا يستكين،




هاهم يتحاملون عليكم يطعنونكم بكلّ سكّين حاف و يتهافتون بكلّلسان بغيض و ها أنّ عهر صنائعهم ينفضح و ها أنّ هلعهم منكم يغمرهم جميعا فيخرس بعضهم و لا يقوى بعضهم إلاّ على السّباب و ها أنّ أفئدتهم كما أرجلهم كما ألسنتهم كمل صحفهم تختلط و تنعجن و تتناقض و تهن فيصفونكم بالشّرذمة مرّة و بالخطر مرّة و ينعتكم « زميمهم » بالفوضويين مرّة و يغازلكم « قوّادوهم » مرّة فيزعمون أنّ مشروعهم قابل للمراجعة و التّحسين،
هاهم تنخلع قلوبهم من قدرتكم ـ أنتم من لا تملكون إلاّ عزائمكم ـ على تحريك النّاس و الشّارع على امتداد الوطن و هاهم يتهافتون عليكم بهراواتهم فلا يحصل لهم من ذلك سوى أن تزداد أعدادكم و هاهم تنشقّ صفوفهم بعد أن حسبوا أصفوفهم صلدا و أنّنا قد تراخينا وخنعنا و أنّ في وسعهم أن يقودونا إلى حتفنا و نحن بشكرهم نلهج،
ها هم يحاصرونكم من كلّ ناحية وصوب فتنفتح لكم نواح جديدة و ينقشع أمامكم وعر الدّروب،
ستحقّقون ما ستحقّقون و سنظلّ نرنو إلى النّور حتّى ندركه حتّى و إن كان الثّمن قانيا لكنّكم حقّقتم بعد الكثير:عدتم إلى دهئرة الفعل و جررتم أو ناديتم ساهين إلى دائرة الفعل و استعدتم المبادرة و كشفتم تواطأ و خيانات و جشعا و طمعا و استعدتم شارعا تهافتوا عليه كم مرّة و في خلدهم أن يسحبوه إلى الأبد من تحت إصراركم و أفشلتم خططهم مرّة أخرى كما فعلتم في أوت 2011 و أفريل 2012 و ظهروا جميعهم على حقيقتهم و قد عجنوا في طينة واحدة مستبدّين همّهم إخماد أنفاس الشّباب و أن يستقرّ العسف بين أيديهم،
أنا معكم و ليس لي من حلّ سوى أن أكون معكم،
مازحني صديق قال :  » ما لي أراك لا تسامح و أنت السّمح قد أعلنت قبل غيرك أنّك لا ترنو إلى تعويض و لا تبتغي أن ترى جلاّديك يعاقبون و أنّك تشتهي أن ترى بلدك يسوده الوئام قبل انغماض عينك؟ »
ذكّرت صديقي أنّني خالفت و من كنت معهم في الشّبكة الوطنية لمقاومة الفساد والرّشوة(أقول خالفنا و لا أدّعي أنّنا تصدّينا رغم أنّنا ذهبنا حينها حتّى استقالتي على الملإ) تهافت المتهافتين على الصّفح قبل أيّ محاسبة أو مساءلة و مسارعة رئيس الّلجنة الوطنية لتقصّي الحقائق حول الفساد و الرّشوة بإعدهد مشروع مرسوم »يتعلّق بتيسير التتبّعات القضائية و الإدارية ضدّ ممارسات التعسّف في استعمال السّلطة و الرشوة و الفساد و التعويض بعنوانها خلال الفترة المتراوحة بين 7 نوفمبر 1987 و 14 جانفي 2011″ و قد جاء فيه على وجه الخصوص:
ـ  » الفصل 8 :يعفى من العقوبات المرشي أو الواسطة في جرائم الرشوة أو المستفيد من جرائم الفساد الذي بادر من تلقاء نفسه بإبلاغ اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق حول الرشوة و الفساد المحدثة بالمرسوم عدد7 لسنة 2011 المؤرخ في 18 فيفري 2011 أو المحاكم المتعهّدة بإرشادات أو معلومات تمكّن من كشف تلك الجرائم و إثباتها،
كما يعفى من العقاب البدني كل من بادر من تلقاء نفسه بإبلاغ اللجنة بحصوله على امتيازات غير قانونية أو غير مشروعة ذات علاقة بإساءة استعمال واضح للسلطة و القانون من قبل الرئيس السابق و أصهاره و المقربين منه،
و لا يمنع الإعفاء من العقاب من إرجاع العائدات المتأتية بصورة مباشرة أو غير مباشرة من الجريمة، »
ـالفصل9: يتم سماع المبلغين والضحايا و الشهود و الخبراء فرادى في غياب ذي الشبهة و لا تجري مكافحتهم به أو بغيرهمن الشهود إلا برضاهم،،،، »
حدث هذا و الحال غير الحال ،غير أنّ صاحب مشروع القانون الّذي تعارضونهـ نعارضه كان وقتها هو من يمسك بالسلطة و يتبجّح بأنّه يحكم وحده
وإذا ما نحن قارنّا بين مشروع المرسوم و مشروع القانون فإنّنا سنجد لهما رغم الفوارق أصلا مشتركا و سعيا غايته واحدة كما سنكتشف أنّهما يخدمان نفس البغاة و الخدم الذليلين و أصحاب الثروات غير المشروعةو
عليّ أن لا أسهى عن إجابة صديقي
أنا ضدّ استغباء النّاس و أنا ضدّ تبديد الثروات العامّة و أنا أرى أقذر ممارسات المخلوع تتواصل و تترى بل تتّسع ويزداد شرّها و أرى جناة و مرتكبي جرائم يحكمون و يزيّنونو و لذا أنا على قناعة أنّه لا بدّ من المساءلة و المحاسبةو و بصفة علنية حتّى نعلم و حتّى نفهم و حتّى نستردّ وحتّى نعالج و نتوقّى
و لكنّني حقّا لا أتمنّى أن أرى أحدا أيّا كان جرمه في الحبس أو يجلد أو يتشفّى منهة و مع أن يتصالح النّاس لكن ليس مصالحة الاستغباء و التحقير بل مصالحة تبنى على الوضوح و الاعتراف و لا تتّخذ المخاتلة سبيلا و منهجا
لو قالوا لنا من هم المعنيون بالتّجاوز و عرّفونا بجرائرهم و نظرنا معا في الأوضاع و القوانين و المنظومات و الإجراأت التي يسّرت التجاوزات و الفساد والجرائم و لو استرجعت خزينة الدّولة ما نهب منها لكان لي موقف آخر
أنا مسامح لكنّني  » مانيش مسامح » طالما كان في الأمر مخاتلة و استغباء و تحيّل و خداع و تواصل الفساد »
شباب تونس الواعي بنات و شبّانا!
شرف لي أن أقف إلى جانبكم و أن أشارككم حلمكم بوطن عادل و للجميع و أن يمنحني نضالكم نفسا و سعادة و تفاؤلا !
و من حقّكم عليّ أن أصارحكم بما أراه بخصوص مساعيكم:أرى فيكم صدقا و بذلا و إخلاصا و شفافية …
أرى فيكم رفضا للانقلاب على تلكم الأيّام الخالدات…
قلبي يخفق لكم لكنّي أدرك صلابتكم و عنادكم البهيّ و أعلم أنّ سير التّاريخ 
الصادق بن مهنّي

2 août 2015

لن يطول بطشكم و لن يدوم تطاولكم

كان والدي يضيف غالب الأحيان في رسائله إليّ أخبارا أو يبلغني تحيّات تتلو النصّ الأصليّ يعنونها :" تتمّة خير إن شاء الّله"
و أنا أضيف هنا إلى ما كتبته قبل حين "تتمّة" و لكنّها ليست للأسف الشّديد "تتمّة خير"
بلغني أنّ أحد المنسوبين لمستخدمي الدّين مطيّة بجربة قد تجرّأ على رجل يشهد له النّاس و تحكي عنه ثقافته و كتاباته
و أنا لا يفاجؤني خور كهذا فالخور و الخراب والتّيه و المكر و الجور و الاعتداء فظائع منهم لا تستغرب
إنّما أنا مصدوم من جبن وطمع و نفاق و تحمّل ذليل و رهان باطل و خنوع 
و إنّما أنا لا أفهم كيف لا يريد العالمون بالأشياء المدركون لخفايا الأمور أن يربط بين ظلم وظلم و أن يقرن بين جور و جور و أن تفضح العروة الوثقى الرّابطة بين تعدّ تعدّد و بين قطيع يقف خلف التعدّي
ألم تسألوا أنفسكم يوما كم هي الأقلام الّتي أريد لها أن تخرس ؟و من هيّأ لتلك الغزوة الّتي أطاحت باجتماع الكازينو ؟ و من هو الشّاهد الوحيد لفائدة المعتدين ذات 31 أوت ؟ و من كان يحكم الجزيرة فعليا عندما استبيحت جوامعها و مآثرها و آثارها ؟
السّاكتون على الخور أظلم من مرتكبيه واللاّهثون وراء تحوّل و "تعقّل" سيندمون
المنّوبي لن يرهبكم و أصدقاء المنّوبي لن يخذلوه و صلفكم سحابة صيف
لن يطول بطشكم و لن يدوم تطاولكم
ستخسؤون و ستخسؤون

1 août 2015

اعتداءات الامن في جربة




تصلني أخبار ، الخبر تلو الخبر ، عن تعدّيات يمارسها بعض "الأمنيين" بجربة و تتوارد على ذهني تلك الليلة الليلاء التي عشناها ذات يوم سبت 31 أوت 2014 و أحسّ بسعادة غامرة لأنّ القدر حمى لينا من موت كان شديد الاحتمال ومنعنا عائلة كاملة أو نكاد من عنف أقرّ به حتّى المسؤولون عن ارتكابه و أحسّ بالفخر لأنّ نساء و رجالا هبّوا فحالوا دوننا و دون الأسوإ
لكنّ غصّة تملأ حلقي : غصّة الإحساس بالقهر لأنّ الجناة ظلّوا بلا عقاب بل بلا ما يثبت و يوثّق جريرتهم و يكشف خفاياها فنحن نسعى لا إلى عقاب بل إلى إثبات فإقرار و اعتراف
فتجاوز و غصّة الإشفاق على من لم يكن حظّه كحظّنا و الحزن على من ذهبوا
أيّتها الدّنيا التي حوّلت ثورة شبابنا إلى تحوّل ديمقراطيّ أيننا الآن من معنى خطابك بل حتّى من أدنى من خطابك؟

الى لينا


إلى لينا 
لا تقنطي و لا تتركي لليأس سبيلا إلى نفسك و لا تحسبي الخيبات و لا الخيانات ، كبيرها و صغيرها
لاتدعي للشّكّ المشلّ مسلكا إلى فكرك بل تمسّكي بالشّكّ البنّاء وحده
لا تستسلمي للحلم إلاّ دافعا للفعل ولا تتركيه يغرّك فتحسبي الحاضر و الآتي أحلى ممّا كان و سدّي عليه شقوقا يرتادها ليتحوّل أضغاثا تنخر الأمل و تشلّ الإرادة
لا تنسي مكر التّاريخ و لا تغفلي عن التواءاته و تذكّري أبدا أنّنا في الدّنيا أصغر من هباءات و أن لا شيء دائم حتّى الخيبات و الانكسارات
فعلك تفعلينه لا طمعا في نتيجة و لا رغبة في اعتراف و لا اجتذابا ببريق شهرة و لا ردّ فضل لأحد و لا اصطفافا مع فصيل
كنت البراءة و التفرّد و الحقّ و المثابرة والسّخاء بلا حساب فظلّي البراءة و التفرّد و الحقّ و المثابرة و السّخاء بلا حساب
ستشعرين بالغبن و سيهرب منك من آويتهم و سيتنكّر لك حتّى بعض من لا مصلحة لهم في أن يتنكّروا لك و سيتمادى في استغلالك كثر و سترين البعض يستغفلونك أو يغافلونك
و يحسبونك في إغفاءة و يخالون صمتك قصر نظر لا سخاء و كبرياء نفس ، سينفضّ كثيرون من حولك و يحاصرك بعض ممّن فتحت لهم الأفق ، سينكرك بعض من أسهمت في صنعهم و ستقفل في وجهك أبواب لطالما تدافع أصحابها لاستمالتك إلى ساحاتهم و لا أقول رحابهم،
سترين المعاناة تظلّ هي المعاناة و سترين العنف هو العنف و سترين الفساد والظّلم يستشريان و سترين الكثيرين يهرولون إلى العهود القديمة و سترين من هبّوا يمدحوننا و يتطوّعون لنصحنا يحوّلون أنظارهم عنّا
سترين عجبا عجهبا و ما هو بالعجب العجاب
سترين و سترين و سترين أتعس و أمرّ وأسوأ و أشدّ و أقنى و أسود و أبلد ممّا رأينا
و لكنّ قدرك أن تكوني كما كنت و كما أنت و أن تظلّي رغم هشاشتك و لطفك و رقّتك الكبرياء و التّصميم و القدرة و الحلم الرّاقي و البذل و البسمة
أبوك السّعيد ،رغم كلّ شيء ، بأنّك ابنته

الى صديقي و رفيقي المنوبي زيود


إلى صديقي و رفيقي المنّوبي زيّود لقد ظلّت جربه على الدّوام ملاذا حرّا التقت فيه الأديان و مذاهب الأديان و حلّ بها النّاس ،أفرادا و أسرا و حتّى قبائل، إلأ من كلّ مكان،من مناطق البلاد ومن مناطق أخرى هي اليوم في بلدان أخرىكليبيا و الجزائر و المغرب و إسبانيا و مالطا و أسهمت جربه وما زالت تسهم في كتابة التّاريخ و تقدّم العلوم وتفتح ذراعيها لقاصديها تهيّأ لهم جنّة آمنة و حنونة
و ستظلّ جربه جربة (مزرعة)على الدّوام يحلو فيها العيش لكلّ قادم
و ستظلّ جربه بهيّة بألوانها و أنوارها و تنوّعها و إقبالها على الحياة و لن تيأس لن تركع لن تنثني لن تخضع لن تستكين لن تنخذل و لن تخذل
ستقاوم جربه كما قاومت على مرّ الأزمان و ستظلّ بهيّة مضيافة متسامحة صبورة قويّة
لن تخنع جربه و لن تفلّمن عزمها معاول التّخريب الفكريّ و التّصحير الثقافيّ وو صلف المتغطرسين و وقاحة الجهّال
ستظلّ جربه شامخة معطاءة مهرة جامحة سفينا لا يخضع للرّيح بل يطوّعها منيعة على كلّ غاصب لا تهن حتّى و قد أثخنتها الاعتداءات و الخيانات و جشع الطّامعين
جربة ستجد في أحضان أرضها إرثا إنسانيا مخفيا بدل الإرث الّذي خرّبه المتعجرفون لهثا وراء أمتار أزيد في عقار أو سراب كنز أو حجر يباع بدنانير
جربه ستستردّ ألق مساجدها البديعة النّاطقة بحذق مبدعيها
جربه ستحفظ تاريخها و إسهاماتها ذات البعد الإنسانيّ
جربه لن تنحني لا للباطل و لا للجور و لا للمستبدّين قديمهم و جديدهم
جربه لن تتحوّل إقطاعية يحكمها متجبّرون تطاولوا حتّى على الربّ يخضعون أحكامه لهواهم
جربه لن تسودّ و لن تصفرّ و لن تخيب
و المغايرون المختلفون الحالمون التوّاقون المبدعون الأحرار الصّادقون عشّاق الجزيرة و الوطن 
و الحقّ لن يهزموا و لن ينهزموا

منّوبي زيّود لست وحدك
لينا بن مهنّي لست وحدك
تراثنا البهيّ لست وحدك
أيّها المتعجرفون لن تخضعوا جربه و إن تعنّتم

27 janv. 2015

وقائع الاعتداء على لينا بن مهنّي و والديها و أسرتها (وهي في واقع الحال اعتداءات ثلاثة )




وقائع الاعتداء على لينا بن مهنّي و والديها و أسرتها
(وهي في واقع الحال اعتداءات ثلاثة )
* تمّ الاعتداء ليلة 30 _31 أوت 2014 بمنطقة الأمن الوطني بحومة السّوق بجربة.
* الوقائع
- طلب مرافق لينا منها أن يتحوّلا إلى منطقة الأمن الوطني بحومة السّوق لينسّق مع زملائه بالمنطقة وبقاعة العمليات ، علما أنّ جميع تحرّكات لينا منذ دخولها جربة قبل يوم كانت تجري بتنسيق دقيق بين المرافق و بين غرفة العمليات ، بل إنّه حدث أكثر من مرّة أن اتّصلت المنطقة بالمرافق ( وهو عون أمن من إقليم بن عروس) لتسأله عن برنامج لينا أو لتتثبّت من انّها لم تخرج من مسكن والديها.
- كانت لينا مع المرافق وحدهما. وكانت السّاعة قد فاقت السّابعة مساء.
- عندما بلغت السيّارة منطقة الأمن أرساها المرافق قدّام مقرّ المنطقة بمحاذاة الطّوار الملاصق لسورها في المسافة الفاصلة بين باب دخول العموم وبين مدخل المأوى و أعلم أعوان الحراسة المتواجدين أمام باب دخول العموم بأنّ لينا و السيّارة تحت أنظارهم طالما أنّه سيدخل إلى المقرّ للتنسيق. علما أنّ السيّارة لم تكن تعرقل الحركة بتاتا وإن وجدت علامة منع الوقوف (وليس التوقّف)كما أنّ لسيّارة هي سيّارة لينا المعتادة والتي يعرفها الأمن.
- ظلّت لينا بالسيّارة حوالي ربع ساعة ثمّ نزلت منها لتخفّف من الحرارة و ظلّت واقفة أمامها حوالي خمس دقائق أخرى دون أن يلاحظ لها الحرّاس أيّ شيء أو أن يخاطبوها . وكانوا طبعا يرونها.
- بعد ذلك تقدّم أحد الحرّاس من لينا وطلب منها نقل السيّارة إلى مكان آخر أو إلى الجهة الأخرى من الطّريق فاعتذرت لينا عن ذلك وشرحت للعون أنّه لا يمكنها أن تبتعد باعتبارها مهدّدة و باعتبار أنّ مرافقها الأمني هو من ركن السيّارة هناك ووضعها تحت أنظار الحرّاس. «
- عندها بدأ الحارس يسخر من لينا ويتساءل من تكون حتّى تخصّص لها حراسة و من تكون حتّى تتعرّض للتهديد و أخذ ينعتها بنعوت لاأخلاقية وعمل على إجبارها على أن تغادر فرفضت فصفعها على وجهها. والتحق بهم عونان آخران شاركاه في ضربها و جرّها إلى الدّاخل.
- أخذت لينا بالصّراخ. ولكنّ ذلك لم يمنع الأعوان من مواصلة جرّها إلى داخل ساحة مقرّ المنطقة حيث وقعت أرضا فتهافت عليها أعوان كثيرون بالزيّ النّظامي الأسود وأعوان آخرون باللباس المدنيّ و أشبعوها ركلا وضربا وشتما وسبّا. ولقد تعرّفنا –فيما بعد- على بعضهم وخصوصا على كلّ من رئيس مركز حومة السّوق ورئيس فرقة الشّرطة العدلية.
- سمع مرافق لينا صراخها فسارع إلى المكان (كان داخل المقرّ) وقدّم نفسه وقدّمها وطلب الكفّ عن إيذائها. فتمّ الحؤول بينه وبينها وحوصر فيما تمّ جرّ لينا غلى داخل المقرّ وتواصل ضربها بالأيدي و الأرجل وتهديدها وسبّها سبّا مقذعا.وتوعّدها من تعرّفنا عليه بعدها على أنّه رئيس فرقة الشّرطة العدلية بأنّه سيضع لها قضيّة تدمّر حياتها. فأجابته "اعتداء على موظّف حال مباشرته؟" فقال لها "لا... شيء أخطر بكثير و لن تفلتي منه".
- أمّا المرافق فزيادة على السيطرة الجسدية عليه ومنعه من أداء مهمّته فلقد سبّه زملاؤه هو أيضا و نعتوه بأبشع النعوت لأنّه يقبل بحماية لينا( التي وصفوها مرّة أخرى بأبشع الأوصاف) و قيل له أنّه لا يشرّف سلك الأمن لأنّه لم يرفض مهمّته .ومن الملاحظ أنّه اعتذر لديّ على عدم حمايته للينا و اعتبر أنّه أخل بواجبه فشكرته على تمسّكه بهدوئه وعدم لجوئه إلى العنف وهنّأته على أنّه لم يفقد سلاحه ولم يستخدمه.
- حلّ رئيس المنطقة ووضع حدّا للاعتداء ورافق لينا إلى مكتبه بالطّابق الأوّل. و لا ندري كيف حلّ. أصدفة؟ أم لأنّه أبلغ من قبل طرف ما؟ أم لأنّ المرافق أفلح في الاتّصال برؤسائه بالعاصمة فتدخّلوا ؟
- طلبت لينا تحرير شكاية و استدعاء محام. و تمّ لها ذلك. كما اتّصلت بالمسؤولين عن حمايتها بتونس و بأطراف أخرى بالدّاخلية و بالمجتمع المدنيّ و السياسي لإعلامهم.
- اتّصلت لينا بي –أنا والدها – و كنت اصطاد السّمك برأس الرّمل ،أي بعيدا عن حومة السّوق، ولمّا أعلمتني أنّها "كلات طريحة نبّاش القبور" استغربت ذلك اعتبارا لأنّها في حماية أمنيّ و ذهب بي الظنّ إلى اعتداء من طرف مدنيّ. لكنّها سرعان ما فاجأتني أكثر بالقول إنّ أعوان المنطقة هم المعتدون و أنّ الاعتداء توقّف بتدخّل رئيس المنطقة وطلبت أن ألتحق بها في مكتبه حيث ينتظرانني و أفادتني أنّ محام في طريقه إليها.
- سارعت بإبلاغ زوجتي و طلبت منها أن تهرع إلى المنطقة.كما اتّصلت هاتفيا بمنظّمات و جمعيات حقوقية دولية و وطنية و بأصدقاء و ساسة اتّصلوا بالسلطات السياسية و الأمنية.
- و في الطريق إلى حومة السوق جاءتني الأنباء من تونس من بعض من خاطبتهم يؤكّدون لي أنّ لينا أصبحت في حماية رئيس المنطقة و أنّه من حقّها أن تشتكي و أنّ الداخلية ستفتح تحقيقا.
- عند وصولي إلى حيث تقع المنطقة ، وكان معي قريب شابّ ، ركنت سيّارتي (وهي غير سيّارة لينا طبعا) حيث تيسّر موقف غير ممنوع إلى جانب سور المعهد و مشيت صحبة قريبي باتّجاه باب الحراسة.و ما إن وضعت ساقيّ على الطّوار حتّى فوجئت يسيّارة أمن (باقة) تندفع نحونا (كما يحدث في الأفلام البوليسية) و تنفتح أبوابها و يهجم علينا منها أعوان بالزيّ النظامي الأسود أحاطوا بنا واندفعوا لضربنا و هم في حالة هياج يسبّون و يقولون إنّنا نهجم على مقرّ المنطقة. و اندفع أحدهم (نزل من الكرسي الأمامي الأيمن) ليضربني فحال دوني و دونه قريبي ومسكه عنّي. استغربت فعلتهم و أعلمتهم أنّي آت لمقابلة السيد رئيس المنطقة الذي ينتظرني و أنّني كنت سأقول ذلك للمكلّف بالحراسة لو تركوا لي الفرصة.علّقوا "لماذا تريد مقابلة رئيس المنطقة ؟ فأجبت أنّ ابنتي بالداخل تستنجد بي لأنّها "ضربت"(لم أقل لا من ضربها و لا كيف ضربت) فهجم عليّ أعوان آخرون يريدون ضربي و قالوا انّني "نتبلّى عليهم" و "بنتك تتبلّى علينا" ...جدّدت استغرابي ممّا يفعلون و قلت إنّني مواطن قادم إلى المنطقة لأقابل رئيسها و لا داعي إطلاقا لتصرّفاتهم و أنّه كان عليهم على العكس من ذلك أن يرحّبوا بي...
- في الأثناء تقاطر منهم كثيرون آخرون بالزي و باللباس المدني و منهم رئيس مركز حومة السوق و رئيس فرقة الشرطة العدلية...
- هجم عليّ العون الذي نزل من المقعد الأمامي الأيمن للسيارة و خاطبني بالقول "كيف يكلّمك بوليس تهبّط.......رأسك وترشق.......عينيك في الوطى و تبلّع ......فمّك" فأجبته بالقول " عيب عليك .أنا نجي جدّك و أنا مواطن واللي نعرفو أنّوالبوليس يلزمو يحيّي المواطن قبل ما يكلموا و بعدها يسألوعلى اللي يحب بلياقة و وقتها يرد المواطنعلى التحية بأفضل منها و يجاوبو"
- عندها هجم عليّ عون آخر ليضربني حال دونه ودوني عون باللباس المدني (رئيس مركز حومة السوق) وقال له "لا موش هكّه" و كلّمته بما يفيد أنّه عليه أن يحترم المواطنين و أن يستوعب أنّ عهد الظلم والتصرفات التعسفية قد ولّى...و كنت أخاطب كلّ هؤلاء المهاجمين بعبارة "يا أولادي".
- و تقدّمت إلى واحد من الذين اندفعوا لضربي و تهافتوا على قريبي و سألته عن اسمه قائلا "هل أنت عبد الكريم ؟" (كنت سمعت من نادى بهذا الاسم) "اعطني اسمك" وتقدّمت لأقرأ رقم السيارة فقال لي "توّه .......فيه ........خوذ النومرو توّه تعمل بيه......"
- جرّني رئيس مركز حومة السوق من كتفي و هو يسبّني و يشتم ابنتي.
- سارع نحونا أعوان باللباس المدني من داخل المبنى و فصلوا بيننا و بين المهاجمين و قادونا إلى مكتب رئيس المنطقة. غير أنّ المهاجمين ساروا وراءنا و هم يسبوننا حتّى باب المكتب بالطابق الأوّل.
- في المكتب وجدت لينا ووجهها مزرقّ محمرّ من الصفع و سألتها عن كليتها فقالت إنّها تحسّ بوجع.كما وجدت المحامي يناقش تحرير محضر من عدمه مع رئيس المنطقة.
- و كانت هواتف الجميع ترنّ.تثبّتوا إن كنت وصلت .و كيف المعاملة.وهاتفوا لينا للاطمئنان. والتحق بنا مدير مكتب الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان.وسمعت رئيس المنطقة يجيب في الهاتف مديرا أو مديرا عاما من الداخلية حسب ما فهمت يقول له"ثابت اللي صار اعتداء و توّه بعد ساعة و ربع وإلاّ ساعة و نصف الطفلة ما زال وجهها أزرق من الكفوف أكثر من هذا توّه نعلمكم به، هاني باش نحلّ تحقيق".
- ناقشنا خيار رفع شكاية أو الاكتفاء باعتذار من قبل رئيس المنطقة و طيّ الملفّ.فأصررنا ،لينا و أنا، على أن نرفع شكاية اعتبارا لخطورة الاعتداءات الحاصلة و لأنّها حدثت بدون مبرّر وبإصرار على الاستمرار و لأنّنا رأينا فيها اعتداء على المن و وزارة الداخلية ذاتهما.
- وقتها تحوّلنا إلى مركز الشّرطة الكائن وسط حومة السوق.كلّ بوسائله.
- في الأثناء انتشر الخبر. و تمّ الاتّصال بنا من أطراف عديدة. ومن هذه الأطراف من أعلمني أنّه تمّ الادّعاء بأنّي هاجمت و لينا مقرّ المنطقة أو شيئا من هذا القبيل ، و آخر قال أنّ لينا و أسرتها وضعنا سيّارتنا حيث لا يسمح و لمّا طلب منّا عون أمن نقلها استعصينا...
- و بعد لأي اتّصل بي من أخبرني أنّ الأمن المركزيّ مقتنع بروايتي أنا... حصل ذلك بعد التثبّت.
- لمّا أدخلنا لكتابة المحضر انتبهت لينا إلى أنّ من سيحرّر المحضر هو أحد المعتدين عليها – رئيس مركز حومة السوق-فرفضت و ساندتها.
- حينها تقدّم نحوي المعنيّ و أكّد لي أنّه لم يكن بالمنطقة حين وقوع الاعتداء و أنّ لديه ما يثبت ذلك.
- بعد التشاور مع المحامين و الأصدقاء و بعد اتّصال الطرفين-كلّ من جهته- بالتراتبية الأمنية تمّ الاتّفاق على أن يرقن المحضر عون آخر. و هذا ما تمّ و حضره عون أمن آخر لم يشارك في الاعتداءات و مدير مكتب الرابطة و محام.
- في الأثناء خاطبني رئيس مركز حومة السوق و قال لي (مناقضا نفسه و ما سبق أن ذكره) "ألست أنا من حال دونك ودون ضربك؟" فأجبته "نعم ...و بعد ذلك نالني منك الشتم و السباب ...ألا ترى أنّك كنت إذن هنالك؟".
- فاتني أن أذكر أنّ زوجتي و أختي التحقتا بنا و نحن ما نزال بمقرّ المنطقة... فتمّ الهجوم عليهما هنّ أيضا و أسمعتا أقذع السّباب . و لولا أنّني هرعت إليهما صحبة ضابط بالزيّ لكانتا تعرّضتا للأسوإ . كما ألاحظ أنّ الأعوان لحقوهما حتّى باب المكتب هنّ أيضا.
- عند إملاء لينا لشكواها تعكّرت صحّتها و " ضربتها الدّوخة" فقرّرت نقلها إلى المستشفى و اتّصلت بطبيبها بتونس(هي مصابة بمرض مزمن و خبيث جدّا و تعيش بكلية مزروعة)... و بعد أن رآها طبيب الاستعجالي طلب تحاليل و نصحني طبيبها بتونس بعلاج محدّد و بضرورة تدقيق التشخيص...و لاحظت أنّ سيارة أمنية جابت إلى الاستعجالي تكليفا بإنجاز شهادة طبية أصلية لم أفكّر في طلبها حينها اعتبارا لتسلّط اهتمامي على إنقاذ لينا ...و لقد سلّمت لي هذه الشهادة فيما بعد في ظرف مغلق سلّمته (دون أن أعلم محتواه) إلى رئيس المنطقة في اليوم الموالي .
- عدنا إلى مركز حومة السوق حيث ختمنا محضري شكوى مفصّلين.
- و لكن قبل المغادرة (حوالي الساعة 02 فجرا او بعد ذلك) اجتمع بنا رئيس المنطقة و بعض من أعضاده وكان معنا مدير مكتب الرابطة و محام... وبعد تقديم اعتذارات واضحة ودقيقة و لا لبس فيها طاب منّا رئيس المنطقة و أعضاده أن نسامحو نتخلّى عن شكوانا. فرفضنا و فسّرنا رفضنا بالأسباب التالية موجزة
+ الاعتداء فظيع و ليس عرضيا أو ناتجا عن خطإ فهو قد استمرّ أكثر من ساعتين و تمّ على ثلاث دفعات...منهما دفعتان تمّتا في حين مرّ زمن طويل على الاعتداء الأوّل و في حين أنّنا كنّا نتوجّه إلى مكتب رئيس المنطقة بعلمه-أي كنّا في حماه و في ضيافته و تحت مسؤوليته-
+ الاعتداء حصل من قبل من هم مكلّفون بحمايتنا كمواطنين و بحماية لينا بوجه خاص باعتبارها مرافقة بقرار رسميّ، وطال مرافقها
+ لا يوجد أيّ مبرّر أو تفسير للاعتداء. وهو لم يكن عرضيا. ثمّ إنّ في الاعتداء تعنّت و حتّى إعداد مسبق و فيه ترصّد وفيه تمرّد على أوامر الرؤساء و تعليمات القيادة
+ لا يمكننا أن نتنازل عن شكايتنا لأنّ الأمر خطير بل بالغ الخطورة و يهمّ الأمن العامّ و وزارة الداخلية و جهد بناء أمن جمهوريّ و لأنّ في الأمر تمرّد على التعليمات و الأوامر و عصيان للقرارات العليا وتعدّ على الرؤساء المباشرين
- و أكّدنا أنّه حتّى و لو سامحنا في حقّنا الشخصي فإنّه لا يمكن لنا بتاتا أن نسامح لا في حقّ الأمن و لا في حقّ من هبّوا لإنقاذنا سواء محليا أو على المستويين الجهوي و الوطني وعلى الصعيد الدولي.
- في اليوم الموالي جدّد رئيس المنطقة دعوته لي (يوم أحد) و بمكتبه جدّد اعتذاراته الصريحة باسمه الخاص و باسم أعوانه الذين لم يعتدوا و أضاف أنّه انتبه إلى أنّ الاعتداء عليّ ثمّ على زوجتي حدثا في حين كان ينتظرنا بالمكتب و بالتالي فهما اعتداءان عليه هو أيضا... و قال لي أنّه اقتنع أنّه من حقّنا و واجبنا أن لا نتنازل عن شكايتنا و أنّه أذن بما يتعيّن إداريا.
- و قال أنّه يتمنّى أن تسنح له فرصة لينسينا ما حدث بإكرامنا و استضافتنا. كما أكّد لي أنّه إنّما دعاني ليجدد اعتذاره وحتى أدخل مقرّ المنطقة معزّزا محترما فيعوّض لي ما حدث لي من بهذلة و إهانة الليلة السابقة.
- كما تمّ استدعاء لينا إلى المنطقة حيث التحقت بها. و كان صاحب الدعوة رئيس فرقة المتابعة و الإسناد الذي قدّم هو أيضا اعتذاراته بوضوح و باستنكار. و أكّد لنا أنّه هو و فرقته لم يشاركوا في الاعتداء و أنّه مكلّف بالتحقيق الإداريّ و سيعمل ما يمليه عليه ضميره و القانون.
- تمّ الاتّصال بي من قبل من أعلموا وزارة الداخلية حين الاعتداء و تمّ التأكيد لي أنّ مسؤولين يطمئنونني" أنت و ابنتك ستأخذون حقّكم و ستتمّ معاقبة الجانين".

جربة مقال بتاريخ 14 جويلية 2014


ما يجري في جربة لا يمثّل مجرّد شأن محلّي و لا حتّى جهويّ بل هو شأن وطنيّ فالجزيرة أرض وطنية وموقعها على كلّ المستويات يجعل كلّ ما يطالها يطال ،ضرورة،الوطن كلّ,وما يجري في جربة ليس خلافا حول مسألة تقنية بل هو منهج تصرّف يرفض الدّيمقراطية(وبالذّات الدّيمقراطية المحلّية التشاركية) ويعمل على تفتيت المجتمع والنفث في تناقضاته وكسر شوكة التصدّي والمقاومة وينفخ في أهواء الفوضى و التّذرّر,للنفابات في جربة أكثر من حلّ , في المدى المباشر لا يوجد أيّ مبرّر لعدم اللّجوء إلى مصبّ بوحامد (الّذي لا يرجع رفض استعماله إلى معارضة المتساكنين بل إلى تحريض وإلى السلطة العاملة على نشر المشاكل وتغذية التناقضات)وعلى المدى المتوسّط لا بدّ أنّه يوجد حل ّ تقنيّ وإن على أرض الجزيرة لابدّ أنّ في وسع مختصّينا ابتداعه وإن كان مكلفا ,فلماذا لا ننظر غي استخدام مصبّ بوحامد فوريا حتّى وإن كان ذلك لأمد معيّن؟ ونشرع على الفور في دراسة فنّية توجد حلاّ محلّيا؟على السّلطة أن تتحمّل مسؤوليتها كاملة في وجود المشكل وفي تفاقمه و كذلك في إنصاف سكّان جربة(ومنهم من جاؤوها من منطقة بوحامد) وفي تحمّل أعباء إيجاد حلّ بديل ونهائيّ دراسة وتنفيذا,وعلينا جميعا أن نفضح الجهات التي تسبّبت في المشكل (تلك التي أوجدت مصبّ قلاّلة غير المناسب ثمّ لم تنه اشتغاله بعد انتهاء عمره الافتراضي ،وتلك التي تريد ضرب السياحة وغيرها من الأنشطة سعيا إلى تحقيق منافع لاحقة عبر المضاربات و تبييض أموال التهريب ربّما) كما أنّه من واجبنا أن نفضح الجهات الواقفة وراء القمع وأن نرفض حكم جهات في السلطة تكذب وتناور وتقمع وتفرّق,)

جلاد جلادون


فضّلت أن يعرض حوار الجلاّد لأنّ الإعلان عنه_ و قد تكرّر _ عرض في حدّ ذاته لكنّه عرض منقوص عدم استكماله أسوأ من استكماله و لأنّ في العرض ما كان يمكن استخدامه من قبل المدافعين عن حقوق الإنسان و مناهضي التعذيب بالذّات للمطالبة بموقف صريح بخصوص ممارسة التعذيب بصفة ممنهجة من قبل الدّولة التونسية أمس و اليوم فالجلاّد الذي هو موظّف دولة وما زال في الخدمة قد أعلن التعذيب "نضالا وطنيا" و أكّد أنّه ممارسة معتادة وأنّها طالت المعارضين يمينا و يسارا و استهان بالمواثيق الدولية و القوانين المحلية إذ تحدّى ضحيته بأن يرفع به قضيّة وبيّن ما لا يعترف به "المسؤولون" من أنّ التعذيب لم يكن يوما وليس تجاوزا فرديا بل أداة حكم يشترك في استخدامها لفائدة من هم في السلطة أعوان الأمن وأطبّاء ويسبق استخدامها تدريب متخصّص و لم تكن يوما (ولن تكون؟) موضوع محاسبة كما أظهر أنّ الجلاّدين محصّنون ضدّ المساءلة و المحاسبة بل و يفخرون ب"بطولاتهم" و لا يخامر ذهنهم حتّى مجرّد الاستحياء من نظرات ضحاياهم .و لأنّني أعتقد أنّ الجلاّد لم يتكلّم من تلقاء ذاته و لقّن مسبقا خطابه و أنّه على أيّ حال تكلّم باسم السّلطة باعتباره ما يزال في الخدمة فإنّني أرى أنّ هذه "المبادرة" كانت فعلا واعيا يدخل ضمن سلسلة الاعتداءات التي تلاحقت في الفترة الأخيرة تستهدف النشطاء و سلسلة التعديات التي تبرّر بدعوى محاربة الإرهاب وذلك التبختر المستهتر الذي تتالى متحدّيا القوانين والمشاعر و السلطة ذاتها,
و عليه فإنّني أرى أنّ التصدّي لهيمنة القمع ولتمدّد عنف السلطة و لغلبة التوحّش عليها و حتمية مواصلة النضال من أجل حقوق الإنسان تستدعي أن ترفع قضايا لا ضدّ عملية البثّ بل اعتمادا على المحتوى ضدّ الدولة و أجهزتها أوّلا ثمّ ضدّ الجلاّد ذاته وضدّ كلّ من قد يتضامن معه بأيّ شكل من الأشكال و أن يتمّ السعي إلى التقاضي محلّيا و دوليا,
كما أرى أنّ على النيابة العمومية أن تفتح تحقيقا حول لبّ الموضوع ذاته أي التعذيب كممارسة رسمية و أن تسارع لجنة "الحقيقة و الكرامة"إلى محاولة التقصّي حول جرائم التعذيب باستدعاء الجلاّد و أعرافه و ضحاياه و بافتتاح أعمالها التنفيذية بدءا بهذه الجريمة,
و أرجو أن لا يتمّ إتلاف ما كان مبرمجا للبثّ و كامل ما حصل تسجيله فهو قد غدا بعد ملكا عامّا و جزءا من ذاكرتنا الجماعية بل ارى أنّه قد يكون من المفيد حتّى أن يتمّ البثّ شريطة أن تتبعه نقاشات موسّعة و جدّية
و لأنّ جريمة التعذيب فظاعة تمنعها المعاهدات و القوانين و لأنّ التباهي و المفاخرة بها جرم في حدّ ذاته و لأنّ في اعترافات الجلاّد (وليس البحّاث مثلما قال المنشّط نفاقا) ما يؤكد الجرائم المرتكبة من قبل أجهزة رسمية فإنّني _كمواطن_ أنتظر مبادرة"الرؤساء الثلاثة" بإعلان موقف بيّن و لا لبس عليه و مناداتهم إلى الكفّ فورا عن كلّ مسّ بكرامة النّاس و تآزرهم لتفكيك منظومة التّعذيب و إعلان اعتذار الدّولة لضحايا التعذيب و ذويهم وللشّعب كافّة,
ولأنّ لي معارف و حتّى أصدقاء مارسوا السلطة أو يمارسونها و بالتّالي شاركوا أو يشاركون في تحمّل مسؤولية جرائمها لفإنّني أدعوهم إلى المبادرة بإعلان مناهضتهم الصّريحة للتّعذيب وانخراطهم في الجهد الرامي إلى القطع معه و أنا أتمنّى أن لا يدفعني خوفهمأو نفاقهم و رياؤهم وتنصّلهم إلى احتقارهم,
أمذا الجلاّدون و كلّ من مارسوا ويمارسون التّعذيب فإنّني أتمنّى لو تبادر السّلطات بوضع برنامج استعجاليّ لعلاجهم و أن يظهر من بينهم من تكون له الشجاعة الكافية لإعلان ندمه بل خزيه,

الى لينا بن مهني


لينا الغالية!

متيقّن أنا أنّ وعيد السّفلة لن يرعبك و لن يثنيك عن مواصلة مشوارك على هواك وكيفما يمليه عليك ضميرك.
و متاكّد أنا أنّك ستمضين على دربك تفضحين ما تفضحين و تشيدين بما تشيدين ، تشهّرين بما تشهّرين و تهدين الورود صادقة لا طامعة و لا منافقة.
وأنا على قناعة لا خدش فيها بأنّك ستظلّين على الدّوام كما أنت :تونسية حرّة تجهدين لأن تكوني إنسانة جديرة بانتمائها إلى البشرية
و مواطنة تمارس مواطنتها واجبات و حقوقا و لا تضع نفسها موضعا دونيا لا لأنّها امرأة و لا لأنّها شابّة و لا لأنّها من العالم المغلوب على أمره و لا لأيّ اعتبار.
و أدرك أنّك ستظلّين على سليقتك و على خيارك : تشكرين و تلومين معا ، تساندين و تعارضين معا ، تنقدين و تآزرين معا ، لا تهمّك الإيديولوجيا في حدّ ذاتها و لا يعيقك انتماء و لا يقودك اصطفاف أو مسبق تخطيط أو تدبير مصلحيّ.
و أعرفك تذودين عن الحقّ خالصا و عن حقوق النّاس أيّا كانوا و عن حلم الحرّية ساطعا بهيا وللجميع و عن مثل و أخلاق في أعمق أعماق معانيها.
و واثق أنا أنّك لن تنهزمي و لن تهزمي ولن ترتدّي ولن تنثني ولن يشتريك أحد ولن يغويك إغواء ولن تزلزلك لا النّوائب و لا الاعتداءات و لا الوعيد و لا السّيوف المشرعة باتّجاهك .
و أعرف أنّك تعرفين أنّك لأنّك كما قلت ستظلّين هدف كثر أغلبهم دافعت و تدافعين و ستدافعين عنهم  منهم من لا يرى سوى نقدك و تشهيرك ومنهم من يريدك أن تتحوّلي عبدة له ،ومنهم من يحسدك على حرّيتك و منهم من عطّل الفكر فيه ، ومنهم من غرّر به ومنهم من حلا له القيد ، ومنهم من لا يعرف إلاّ علاقة "يا قاتل يا مقتول" ومنهم من تستبدّ به رغبة الاستبداد ، ومنهم من لا يفهم بالمرّة من أنت و لماذا أنت أنت .

لينا العزيزة!

سيستهدفك مرّة بل مرّات أخرى من استهدفوك كم مرّة في الشّوارع و الطّرقات و من استهدفونا في دارنا و في دارهم ولكنّ بعضا آخر من زملائهم سيظلّون يحمونك و يحترمونك . و لن يكفّ عن استهدافك هؤلاء الّين أخرجوا علينا من غياهب التّاريخ بسبب و بدون سبب لأنّك أنت أنت و لأنّك في ذهنهم المريض حليفة "الطّواغيت ، وسيستهدفك من لن يهدأ لهم بال و لن يرتاحوا إلاّ إذا ما استقرّت لهم رقابنا كما لو لم تتبدّل حال ، وسيستهدفك هذا لأنّك في عرفه مرتدّة و ذاك لأنّك تعطّلين عمل من يقاومه و الآخر لأنّك تحرجينه و غيرهم لأنّك ، ببساطة ، لست مثله ,


لينا مبعث فخري !

اخترت الطّريق الصّعب و لا أملك إلاّ أن أقول لك : "هنيئا لك بالطّريق الصّعب!"
اخترت التحدّي والمقاومة و أن تكويني كما تشائين لا كما يبتغى لك و أنا فخور بك كما أنت و نصير لك في كلّ ما تفعلين و رغم أنّي أجزع عليك لن أنثني أبدا عن "مباركة" حالك و ترحالك و تحدّيك.
اخترت أن تكوني خارج كلّ انتماء و كلّ تشيّع و كلّ اصطفاف و رفضت لنفسك أن تكوني في حمى قطيع و لكنّك ، و أنت كذلك ،لست وحدك و لن ينفرد بك أحد :أنت في حضن أهاك و في أحضان كثيرين يجلّونك و يحبّونك وبين جناحي الحرّية .

للينا ابنتي ، صديقتي ،رفيقتي !

سينهزمون و ستغلبين .
سيندحرون و ستظلّين.
ستتبدّل الأحوال لا محالة .
أقسم شعبنا على انتصار الشّمس و ستنتصر الشّمس.

LES FLICS VOUS TAPENT DONC VOUS ETES BIEN CITOYENS

A LINA ! Je ne sais pas qui parmi nous deux a commencé le premier à se définir comme étant " un citoyen en devenir " ,cherchant à recouvrer ses droits et à remplir ses devoirs en tant que tel . Et quand on a été agressés par les flics (censés te protéger) à Jerba : toi d'abord puis nous à ta suie,,sans aucune raison palpable , j'ai commencé à me dire que je suis déjà trop vieux pour m'attendre encore à sortir un jour de mon état de "citoyen en devenir" et d'être un citoyen tout court; Puis advint la gifle administrée par un flic à un avocat à Sousse et sa "superbe" excuse :je n'ai pas réalisé qu'il s'agissait d'un avocat ,j'ai cru qu'il s'agissait d'un citoyen" pour me rendre mon optimisme et m'ouvrir les yeux sur une douce réalité; JE SUIS DEJA CITOYEN ! Oui évidemment ,oullahi!, je suis déjà citoyen,Et d'ailleurs depuis un bail déjà ,depuis qu'on m'a vaillamment accueilli à une certaine DST. Ce n'était pas évident pour moi d'accepter ce "cogito" mais mon dos et mes articulations n'ont pas cessé de m'en convaincre ces derniers jours et j'ai fini par me soulever contre mon lit de malade pour t'écrire ce mot et te féliciter de notre nouveau statut qu'on croyait si loin alors qu'il nous était déjà acquis; Tunisiennes et tunisiens! Chaque fois où vous êtes tabassés ,malmenés,giflés,voire même torturés,chaque fois où un flic vous colle une amende pour une faute que vous n'avez pas commise,chaque fois où vous inhalez du gaz importé par les gouvernements "de la révolution" à grand frais ou généreusement offert par des pays amis ne vous départagez pas de votre "fair-play" et soyez reconnaissant; LES FLICS VOUS TAPENT DONC VOUS ETES BIEN CITOYENS 

Sadok Ben Mhenni 



(Photo de Adel Mhadhebi)

إلى السيّد القاضي لطفي بن جدّو وزيرا للدّاخلية

ني لا أستنكف أن أزعجك و أنت تعيش وقتا تحتاجه كلّه لتحزم حقائبك وتلمّ أوراقك و أسرارك و إخفاقاتك و تمسح آثار بصماتك و تنصرف مطمئنّا واثق الخطوات وإن إلى حين ،ذلك أنّني انتظرت منك طويلا أن تتفضّل بالردّ على صرخة وجع وجّهتها إليك علنا ،وإن عبر ناطقك الرّسميّ المشهور بعشقه للظّهور ، فلم تتفضّل , و لأنّي حرت بين القول بأنّك لم تفهم و لم تدرك وبين الاعتقاد بأنّك لم تنتبه أو تغاضيت وبين التخمين بأنّك قد تهاونت أو غلبت على أمرك فلم تستطع سوى الصّمت فهذا أمر غير مستغرب منك بل عهدناه فيك و أنت تتعامل مع ملفّات نحسبها أساسية من  مثل ملفّات الشّهداء جميعهم وملفّات اعتداءات الأمن بأنواعها و ملفّات الميليشيات, بل و حتّى ملفّ الاعتداء على حمى عائلتك ,
لذلك و لأنني أراك ظالما للنّاس و أيضا لنفسك و لأنني لا أحبّ أن أخاطبك وأنت بعد قد خرجت من عرينك لم أستنكف من أن أشوّش عليك بعضا من لحظاتك الأخيرة في منصب لن يدوم لوربثك مثلما لم يدم لك و لا لمن سبقوك إليه,

لكنّني على أيّ حال لن أطيل فأنا لم أعد أنتظر منك شيئا لم تفعله و أنت قادر فكيف لك به و أنت تغادر؟

أريد أن أذكّرك فقط أن لا ابنتي لينا بن مهنّي و لا أنا و لا أحد من عائلتنا طلبنا منكم حماية الأولى
بل إنّكم أنتم من فرضتم حمايتكم بعد أن أكّدتم بواسطة مبعوثيكم أنّ حياتها في خطر شديد و أنّ حمايتها ليست موضوع خيار
ثمّ إنّكم مضيتم فأكّدتم شخصيا حقيقة التهديد على العلن و زدتم إلى المستهدفة مستهدفا فاتّصلت بمصالحكم حينها لأبلغكم أنّ في تصريحكم العلني تهديدا انضاف إلى التهديد و أنّه كان من المنتظر منكم أن لا تعمّموا الأسماء إذ لا مصلحة في تعميمها بلتحريضا وإن غير واع

و أريد أن أذكركم أيضا أن بنتي كانت منذ أن قرّرتم ذلك أمانة في عنقكم و أعناق من كلّفتموهم بحمايتها 
و اعتبارا لما سلف فهي قد كانت أمانة في عنقكم و أعناق مصالحكم لمّا استجابت لدعوتي للتحوّل إلى جربة نهاية الأسبوع الأخير من شهر أوت الماضي بعلم مصالحكم و موافقتها  و يصحبها مرافق لم يفارقها لحظة إلاّ حين أخذها إلى منطقة الشّرطة بدعوى التنسيق مع زملائه فتركها في ذمّة زملائه المكلّفين بالحراسة و دخل المقرّ, علما أنه لم تكن للينا مصلحة في أن تتحوّل إلى المنطقة و أنّ وقتها في جربة كان ضيّقا كما أنّه لم تكن لمرافقها حاجة فعلية للذّهاب هنالك فهو كان على الدّوام على الاتّصال بالمنطقة التي وضع جميع تحرّكاتنا في بالها مسبقا و دون أيّ استثناء  ، تأكّدنا من ذلك أكثر من مرّة من مكالمات المرافق و من إصراره على أن نعلنه بمساراتنا مسبقا و كذلك من تصرفات الدوريات التي كانت تتعرّف ىليا على سيّارتنا وكثير منا يجاملنا و يحيّينا،


و بالتّالي فإنّ  مسؤولية الاعتداء الذي حصل على لينا بالمنطقة هي مسؤوليتكم  و كان عليكم أو على مصالحكم قبلكم أن تتحمّلها دون مراوغة و لا تفصّ و لا تبرير و لا ادّعاء فلينا كانت تحت أنظاركم و في حمايتكم و"يرعاها" عون ثابت يتبعكم و جميع أعوانكم بجربة ( و غيرهم كافّة)  و ذهابها إلى "عرينكم" لم يكن خيارها

و لو نظرتم إلى الموضوع بجدّية و تمعّن لتساءلتم بكلّ تأكيد مثلي هل أخذ المرافق لينا إلى المنطقة استجابة أو عن غفلة أو لأنّه تواطأ و هل تركها وحدها عن تقصير أو بإرادة ما أو غرّر به و من كان له مصلحة أو بحث عن فائدة أو خيّل له أن في وسعه تحقيق هدف ما من كلّ ما حصل؟

بعد ذلك هل يمكن حقيقة أن تمثّل لينا تهديدا لمنطقة أمن كاملة بأعوانها و بمسؤوليها حتّى يعتدى عليها كما حصل و حتّى يبلغ الأمر برئيس مصلحة الشرطة العدلية حدّ تنفيذ وعيده فيطلب من النيابة العمومية أن يحتفظ بها ؟

و لو انتبهتم إلى أنّ في الأمر تمرّدا عليكم و على مصالحكم لانتبهتم أنّ الاعتداء ( وهو اعتداءات) حصل يوم سبت و ليلا و بحضور كمّ غير عادي من المعتدين وفي حماكم وفي ناحية لايرتادها حتى المارة في مثل تلك الساعة إلاّ نادرا و بالسيارات


و لو شئتم أن تتأمّلوا في الأمر بما يستأهله  وبربط العلاقة المحتملة بينه وبين وقائع أخرى لتساءلتم لماذا تواصلت الاعتداءات إثر ذلك لحوالي ساعة أخرى بل أزيد فطالتني ومن معي ثمّ طالت من بعدي أمّ لينا و من رافقها رغم أننا لم نفعل سوى أن نقدم إلى المنطقة لإنهاء الموضوع و خلنا أننا سندخلها آمنين فرئيس المنطقة كان ينتظرنا وكان قد أمسك بعد بالموضوع ( أو خيّل إليه ذلك ) بل إنني كنت قد اطمأننت بعد على الوضع حتى من خلال اتصالات أجريتها مع تونس
أقصد هنا أنّ الكمين الذي نصب لي ومن صاحبني  ثمّ الاعتداء الذي حصل لزوجتي(و هما اعتداءان حصلا بفارق زمني هام بينهما و بعد وقت هام من الاعتداء على لينا بل ومن السيطرة غليه من قبل السيد رئيس المنطقة و من تدخّل الأطراف التي تدخلت و منها من يتبعكم ) يشتمّ منه القصد و الاعداد المسبق و الإصرار وربّما أيضا الاطمئنان إلى الإفلات من العقاب و الاعتقاد في توفّر حماية استثنائية

ولو أردتم مواجهة الموضوع بما يستحقّه من عناية لأهميته وفظاعته و تعدّد أبعاده و لخطورته  ولما حملته من تعدّيات على الناس وعلى الأمن العام و من تمرّد عليكم شخصيا و على مصالحكم وعلى الأوامر و إلزامية الامتثال لها وعلى حرمة مقرات من المفترض أن يقصدها الناس آمنين خاصة متى كانوا تحت رقابتها أو منتظرين فيها

نعم أنا أعلم أنكم أذنتم بتحقيق و أنكم أذنتم بإحالة الموضوع إلى النيابة التي كنا أصررنا على إحاطتها علما بالموضوع ولمّا تباطأت مصالحكم المختصة في القيام بذلك تولينا إبلاغها مباشرة  و إننا لنشكر لكم ما أذنتم به و إن هو لم يتعدّ مستوى الواجب الأدنى

نعم سننتظر ما ستفعله العدالة ولن نكف عن المطالبة بحقنا في الإنصاف و في اعتذار رسميّ صريح ففي ما حصل خطورة كان يمكن أن تتسبّب في موت لينا ( ويساورني شكّ حقيقي في أنّ ذلك كان يمثل غاية الاعتداء و أنا متأكد على أيّ حال أن  إمكانية موتها لم تكن غائبة عن أذهان من اعتدوا عليها ، اقرؤوا بيان نقابتهم و سترون مثلما أرى)

نعم إنني أرى في الوقائع و في التحقيق الذي حصل من قبل مصالحكم و في السعي الذي حصل لطيّ الصفحة و في الاعتذارات التي قدّمت لنا وفي انقلاب شرّ الاعتداء على فاعليه ما يدفع على الأمل ولكنني غير غافل عن تهديدات مبطنة و لا عن تشهير و اتهامات باطلة وخسيسة ولا عن صمت مريب و لا عن تشف يبرز أنفه




فقط أردت أن ألفت نظركم إلى أننا بإصرارنا على التقاضي و بكتابتي إليكم إنما دافعنا عنكم و عن مصالحكم  

أمّا أنتم فلم تفعلوا حسب المعلوم شيئا لتعاقبوا الجناة ولتوقفوا أذاهم و لتستعيدوا هيبة مؤسستكم و انضباط أعوانكم

و لذلك فأنتم تتحملون دوننا سلبيات أي إشهار قد نضطرّ إليه وامتنعنا عنه لحدّ الساعة و أنتم تعلمون و لا شك أننا فعلا امتنعنا عن اللجوء إلى ما في وسعنا الجوء إليه من جهات وطنية و دولية يهمّها أمر حقوق الإنسان عموما و أمر لينا بالذّات وهي من هي رمزا و ألقابا و فخرا لهذا البلد

فهل في وسعكم ، سيّدي ، أن تعطونا فرصة  لنلمس لديكم شيئا من عدل و إنصاف و تجاوز و تحمل لمسؤوليتكم وحرص على أمن مواطنيكم بأن تتداركوا أمركم بأن تعتذروا جهارا و تعدّلوا ما لا بدّ من تعديله قبل أن تغادروا


لن أنهي بالقول "مع احترامي" بل بأن أتمسّك رغم كلّ شيئ ببصيص أمل فيكم 


السّاعي إلى مواطنة حقّة الصّادق بن مهنّي