20 août 2013

إلى نساء بلدي


وأخيرا اتّضحت الأمور للنّاس جميعا وانجلت عن بعض العيون غشاوة كادت تتصلّد : ليس فيهم لا معتدلون ولا حمائم ولا ساعون وراء مصالح النّاس ولا مشفقون على هذا الشّعب !
بان الخيط الأبيض من الخيط الأسود وتجلّت ضحكات أكثرهم وسامة صفراء ، سمِّية ووراءها دم !
الصّلف والغطرسة والرّعونة والعنجهيّة والنّفاق والطّمع المتهافت وشهوة لا متناهية على السّلطة ورقاب النّاس وتجنّ حتّى على الرّبّ وباسم الرّبّ ، وتصرّف العصابة – المهرّبين –المتكالبين على الثّراء السّريع – جماعات الضّباع الضّارية متى جاعت ... هذه أخلاقهم و واعزهم ...
لا شيء غير ذلك وتلوّن الحرباء لكن ليس تخفّيا بل للهجوم بل للهجوم وحرص على منكر العلاقات وتباك وشره للمغانم وعجز بيّن لخلق تبريرات وعبث بالأرقام والحقائق ومقدّرات الوطن !
لاشيء غير ذلك وسلاح يكدّس ومليشيات تُدَرًّبُ ولوائح المحكوم عليهم بالقتل تمتدّ و تتمطّط و الوطن و المواطنون – المواطنات متاع – رعايا وكلّهم مستباح !
ومقابل هؤلاء بل حولهم من كلّ الجهات في مواجهتهم ومن خلفهم وعلى رؤوسهم شعب رائع تحدّى القدر وطوّعه ، غلب خوفه وسخّره اندفاعا و إصرارا ، بدأ يتسامى على ما يفرّق و يبني عماد النّصر : وحدته و تآزر فئاته.
 مقابل هؤلاء ثورة غلبت أشعلها الشّباب وبعض شابّات وغدت مع الأيّام ثورة غلبت 
عليها الأنوثة ... نساءٌ...نساء ... نساء !




في كلّ الأماكن نساءٌ ...في الاعتصامات وفي المسيرات و في المظاهرات و في التّجمّعات  وفي حلقات التّكوين وفي نقل الأحداث وفي الحوارات ... نساء يطلعن من كلّ الأماكن : من الأحياء الشّعبية جميعها و من ملاذات الرّفاه : من الإدارات و المستشفيات ومن المعامل  و عطونة البطالة و من الجامعات – المعاهد – مدارس الصّغار ... نساء متطوّعات لا يرعبهنّ لا غاز و لا الخرطوش بل يزهو ببشائر الشّهادة المحتملة جدّا محيّاهم ..تساء يتحدّين التّعب والسّهر يغنّين ويرعين النّاس يعددن لهم ما يشدّ أزرهم ويدفعن الشّباب أن داوموا ولا تتراجعوا ، ويحدثن لدى أهل السّياسة خجلا يصدّ نزوعهم للمراوغة والتّنازل ويمنعنهم من التّفريط ..
يوم 6 أوت ويوم 13 أوت كانا يومي الثّورة الحقّ / يومي نسائنا – بناتنا – أمّهاتنا – حفيداتنا – صديقاتنا – رفيقاتنا – جدّاتنا / يومي المرأة تهلع من دامس ينهال على أبنائها – بناتها فتنقضّ عليه زاهية – جميلة – بألوان الوطن – صادحة – غير مبالية بالضّباع /  يومي التّصدّي والتحدّي من قبل من يحسبونهنّ جنسا ضعيفا وهنّ القوّة – الإبداع – الولادة – العطاء – الوفاء – المكابدة ...
حًصُلً الفرز واندلع الضّياء و غدا الدّرب سالكا .
نساؤهم متاع – نكاح جهاد – ببّغاوات يردّدن ما يهمس به إليهنّ – عورات يعيّرن بذلك – لا طعم / لا رائحة / لا لون ... و رجالهم بغي و تسلّط و طمع وعمى البصيرة و تيه خارج الزّمان و التّاريخ ...
ونساؤنا المستقبل يتعالى على الذّبح – يشددن أزرهنّ الواحدة بالأخرى وجماعات جماعات وينبعثن من ترمّلهنّ لبؤات ومن تثكّلهنّ مجاهدات ، ورجالنا تعلّقت هممهم  بمواطنتهم وإنسانيّتهم وتحرّروا يتعلّمون من أمّهاتهم / يفخرون بزوجاتهم / يسندون بناتهم / و يتصدّون جنبا  إلى جنب مع أخواتهم ...
هم الأمس السّحيق يريد أن يسحق الآمال و يسدّ باب المصائر و يحول دوننا ودون الشّمس .
ونحن من مجالدة أمّهاتنا جُبِلْنًا ومن توق بناتنا نهلنا وبشموخ أخواتنا انتشينا ومن صبر زوجاتنا استمددنا المداومة وكيف نقاوم مبتسمين ... نحن : نساؤنا ونحن سنصبر عليهم ولن نشدّ حبالهم / لن نجاريهم إلى عنف يعشقونه بل سنطيل حبالهم لا كي نطيل حياتهم بل لتكفيهم لينشنقوا  - لينشنقوا بتكالبهم وتهافتهم وصلفهم وخبثهم ينقلب عليهم  / وسنغضّ الطّرف عنهم ينزاحون الواحد إثر الآخر يعودون إلى مهاجرهم وقد تقوّست ظهورهم بما حملوا من دمنا – حقّنا متاع دنيانا – يندحرون تباعا ويغدون كما هم على حقيقتهم  : عصابة سوء انتشت من سلطة ألقاها مكر الزّمان بين أيديهم : عصابة هدم وشقاء وغدر وتسلّط أهلكها الطّمع ...
سيؤذوننا أكثر وسيلقون شباكا أبشع على غد بناتنا ، أبنائنا ...ولكنّهم حتما سيندحرون ...قريبا جدّا سيندحرون .

الصادق بن مهنّي                                                 19/08/2013