24 janv. 2016

لا أفق في الأفق

لا أفق في الأفق
يكذب من يقول إنّ أفقا في الأفق
دعيّ و مخادع من يجعل للأفق أفقا
أفقنا مغلق مقفل مسكّر لا منفذ فيه و لا بصيص
لا أحد يملك حلاّ أو بديلا أو منفذا إلى مخرج أو حتّى طرف خيط نحو مسلك نحو مخرج
لا توهموهم بأن ما زال أمامهم أفق
كانوا ضحايا اليأس و في عيونهم أمل ثمّ هدّهم الأمل إذ راموه فعانقوا سرابا و خيبة فعادوا إلى يأسهم فعمّهم إحباطا و غمّا فانتفضوا انتفاض الذّبيح لا رغبة و لا توقا و لا إرادة بل انتفاض الغريزة
لا توهموهم فلئن فعلتم فإنّكم ستقودونهم حيث لا شيء غير الخيبة و المرارة و ويلا عميما و ثبورا لا مهرب منه
كفانا عماء و غفلة و تهوّرا و غلطا
لنصارحهم و لنصف الأمر كما هو الأمر
و لنفتح لهم على الأقلّ عين ضوء على اجتراح المستحيل المعجزات بنات الإبداع
أو لنتركهم على الأقلّ يصبرون على صبرهم
و لنتهيّأ مرّة أخرى بل مرّات لنشهدهم وهمّتنامعوقة يركبون خشبات منخورة نحو سراب حلّ أو نحو زؤام أو يتسلّقون سماء ذبح أو ينتحرون أو ينفجرون من حين لوهلة ثمّ يفرنقعون حتّى ...انفجار غيره ...فانفجار بعده
لا توهموهم وهما إذ الوهم خنّاس لئيم

انت في جربة



أنت في جربه نصف ساعة فقط يفصل عن منتصف اللّيل، طقس ربيعيّ بل صيفيّ لولا الضّباب و الرّطوبة ، تودّ لو كنت على الشّاطئ تصطاد و تتأمّل و ترتاح لكنّ انضباطك يمنعك ، قمر جميل ينير دنياك مغازلا و مناجيا و هامسا أو مناغيا : " تعلّقت همّة شبابكم بالقمر لنيله و خابوا بل أفلحوا و لكن من دون أن يستمرّوا فقلت أطلّ أعزّي الصّادقين و أمنع عنهم شماتة المتجبّرين"
البحر خذلني هياجه و أعشابه ولكنّه أمتعني أراه كما كنت أراه هو هو ثابت حتّى في تبدّله لا يرتضي المناورات الحمقاء و لا يناور
و الآن أهزج لبومة تغنّي ،أقول تغنّي و لا أسمعها تنعق أكراما لرفيقة دربي تتفاءل بصوتها كما كانت والدتي، بومة كلّفت نفسها حراسة بيتنا المنعزل تظهر نفسها كلّما حللنا تطمّننا و كأنّما تقول : "اسعوا حيثما شئتم فالبيت بيتي أحميه و أحميه" و كلّما مرّ كلب أو قطّ تآزرت عليه مع أختها أو رفيقها حتّى ينصرف
و غير بعيد عنّي في الاتّجاهين جرأة الخوّافين انفلتوا بعد ثورة لم يعملوها و صلف من لم يجدوا ليبرزوا جهدا فجعلوا ادّعاء حراسة دين اللّه لهم مطيّة و جهلة يخالون ألسنتهم تنطق بالحقّ الرّبّانيّ و أدعياء توهّموا قدرتهم و فطنتهم و ريادتهم في أن يشوّهوا ما أورثنا الأجداد ويبدّلوه تبديلا و كأنّما هم بذلك يتحدّون نظما لطالما خضعوا لها و هانوا يسترضونها ، يدمّرون تراثا حلوا ينطق يسبّح يجذب يحكي يروي يشهد يعلّم
و غير بعيد يقلعون نخلا و النّخل مهدّد
و تسمع عن بعد دعوات من انتصبوا دعاة و زعامات و قبلة لم ينصّبوا بل انتصبوا ينادون إلى فرز و إلى إقصاء و إلى تمييز بل ميز و إلى نصب المشانق و الإبعاد
ما كانوا أبدا ليكونوا و لن يكونوا
فالتّاريخ و إن هو مكر من حين لحين عن مجراه لا يخرج و مجراه في مجراه بيّن
الصّادق بن مهنّي
23 جانفي 2016

الى من يرأس جمهوريتنا الهائمة على وجهها

الى من يرأس جمهوريتنا الهائمة على وجهها
لم أنتخبك بل لم أشارك في تصويت البتّة
و رغم ذلك أعتقد أنّه من حقّي عليك أن اخاطبك و أكاشفك
إذ هكذا هي الدّيمقراطية كما تقولون استطرادا و تركيز كلام غالب الأحيان أو عندما لا يكون عندكم ما تقولون
لتعلم و أنت العليم مكانا أن لا أحد تقريبا ما يزال يعتقد أنّك حقّا وريث من خاتلت كثيرين لتبدو وريثه
فهل حذقت أبدا كيف تطفئ لهيبا بكلمة و إشارة و مناورة؟ و لتعلم أنّه لم يكن كما أن بل متميّزا في ما عمله شرّا و خيرا وشرّا أكثر فيما أنّ ما تعمل على عمله عمل لا طعم له و لا لون و لا أقول لا رائحة
و إن أنت صدّقت ادّعاءك و ظننتك منقذا و داهية و مجمّعا فلتستفق و تراك مسنّا عاش طول العمر يأتمر حقّا قد تكون راودتك رغبة أو أغراك حلم لكن أن كان ذلك فلقد درّبت نفسك على وأد الحلم في نفسك جزعا ومهانة و ضيق أفق
في مكره أهداك التّاريخ فرصة ضنينة فاهلكك الجشع كان يمكنك أن تدخل التّاريخ وصلة أو همزة وصل أو مطّة تفتح انتقالا لكنّك خلت أنّك الحلّ حتّى حلّ فيك الصّلف و عاشرك التّلف
أنت تلعب لعبة الفاهم العالم النّبيه و الأصل و الحاسم أنّك من عهد بل من زمن ولّى و اندثر و أن أصحاب الحقّ شبابنا لا تفهمهم و لن يفهموك
ناوروا و ناورت كلّ يخاتل الآخريريد أن يركبه فلا ركبت و لا ركبوا بل هنّا أوقعتمونا في المهانة
تكبّد شبابنا افتتاح القرن الجديد بإبداع فخربشتم الإبداع بفحم وبعنجهية

قدّمت نفسك نسخا لسيّدك لا أقول سيّدنا لأنّه لم يكن لحظة سيّدي بطلا و عبقرية و فرصة التّاريخ و فاتك أنّك كنت بعد خارج التّاريخ فمجّك التّاريخ و اقلب بنا
لا أنت في حال تعرف فيها ما حلم الشّباب و لا ما وجع الأمّهات و لا ما ألم الأمل و لا أنت في هيئة تظهرك الأمير المخلّص
و أمّا مبادراتك فلقد خدعتك و لم تخدع شبابا لم يخدعهم و لم يهجعهم حتّى من قبلته سيّدا ثان تنكّرت به لسيّدك الأوّل الّذي رمت الآن أن تبزّه أو تضاهيه
شبابنا لا حاجة به لمن يلوك على مسامعه عبارات و حكما و ترّهات قد تكون انطلت على آبائه فهرموا خانعين
و واقعنا لا حلّ له بأيدي من أسهموا في صنع هذا الواقع العسير و أسهموا في التصدّي لمن لم يركعوا و لا هانوا و لا ذلّوا
شبابنا لا حاجة بهم لا لمن يقودهم إلى ورع و لا لمن يدعوهم إلى صبر على الصّبر و لا لمن يماطل و يغالط و يهين فيحوّل الحقّ منّة و الرّجاء سؤالا
الحلّ ليس عندك و لا عند مريديك و لا عند مستعمليك
و الخوف تعلّمنا تحدّيه
و الإبداع غدا جبلّة في شبابنا
و التّاريخ قد يمكر لكنّه أبدا إلى مجراه يعود
أنقذ نفسك و ما تبقّى من أيّامك و اعفنا من محنة قد تأتي من عنادك
و اترك شبابنا يسيرون دربهم و لو متعثّرين
و اقو على ما لم يقو عليه صاحب البدل و النظّارات الّتي تتشبّه بها : انصرف قبل أن تصرفبعمر أو بصارف
و لا يأخذك الخوف علينا بل قل : " إن كان في انصرافي ما يزيد الأزمة أزمة فلعلّني بانصرافي أثبت أنّ الأزمة متى اشتدّت تنفرج
هذا نصح و لا أبتغي على نصحي لا جزاء و لا شكورا و لا ,,, العكس ممّا أسهمت في مثيله
الصّادق بن مهنّي
24 جانفي 2016