24 janv. 2016

الى من يرأس جمهوريتنا الهائمة على وجهها

الى من يرأس جمهوريتنا الهائمة على وجهها
لم أنتخبك بل لم أشارك في تصويت البتّة
و رغم ذلك أعتقد أنّه من حقّي عليك أن اخاطبك و أكاشفك
إذ هكذا هي الدّيمقراطية كما تقولون استطرادا و تركيز كلام غالب الأحيان أو عندما لا يكون عندكم ما تقولون
لتعلم و أنت العليم مكانا أن لا أحد تقريبا ما يزال يعتقد أنّك حقّا وريث من خاتلت كثيرين لتبدو وريثه
فهل حذقت أبدا كيف تطفئ لهيبا بكلمة و إشارة و مناورة؟ و لتعلم أنّه لم يكن كما أن بل متميّزا في ما عمله شرّا و خيرا وشرّا أكثر فيما أنّ ما تعمل على عمله عمل لا طعم له و لا لون و لا أقول لا رائحة
و إن أنت صدّقت ادّعاءك و ظننتك منقذا و داهية و مجمّعا فلتستفق و تراك مسنّا عاش طول العمر يأتمر حقّا قد تكون راودتك رغبة أو أغراك حلم لكن أن كان ذلك فلقد درّبت نفسك على وأد الحلم في نفسك جزعا ومهانة و ضيق أفق
في مكره أهداك التّاريخ فرصة ضنينة فاهلكك الجشع كان يمكنك أن تدخل التّاريخ وصلة أو همزة وصل أو مطّة تفتح انتقالا لكنّك خلت أنّك الحلّ حتّى حلّ فيك الصّلف و عاشرك التّلف
أنت تلعب لعبة الفاهم العالم النّبيه و الأصل و الحاسم أنّك من عهد بل من زمن ولّى و اندثر و أن أصحاب الحقّ شبابنا لا تفهمهم و لن يفهموك
ناوروا و ناورت كلّ يخاتل الآخريريد أن يركبه فلا ركبت و لا ركبوا بل هنّا أوقعتمونا في المهانة
تكبّد شبابنا افتتاح القرن الجديد بإبداع فخربشتم الإبداع بفحم وبعنجهية

قدّمت نفسك نسخا لسيّدك لا أقول سيّدنا لأنّه لم يكن لحظة سيّدي بطلا و عبقرية و فرصة التّاريخ و فاتك أنّك كنت بعد خارج التّاريخ فمجّك التّاريخ و اقلب بنا
لا أنت في حال تعرف فيها ما حلم الشّباب و لا ما وجع الأمّهات و لا ما ألم الأمل و لا أنت في هيئة تظهرك الأمير المخلّص
و أمّا مبادراتك فلقد خدعتك و لم تخدع شبابا لم يخدعهم و لم يهجعهم حتّى من قبلته سيّدا ثان تنكّرت به لسيّدك الأوّل الّذي رمت الآن أن تبزّه أو تضاهيه
شبابنا لا حاجة به لمن يلوك على مسامعه عبارات و حكما و ترّهات قد تكون انطلت على آبائه فهرموا خانعين
و واقعنا لا حلّ له بأيدي من أسهموا في صنع هذا الواقع العسير و أسهموا في التصدّي لمن لم يركعوا و لا هانوا و لا ذلّوا
شبابنا لا حاجة بهم لا لمن يقودهم إلى ورع و لا لمن يدعوهم إلى صبر على الصّبر و لا لمن يماطل و يغالط و يهين فيحوّل الحقّ منّة و الرّجاء سؤالا
الحلّ ليس عندك و لا عند مريديك و لا عند مستعمليك
و الخوف تعلّمنا تحدّيه
و الإبداع غدا جبلّة في شبابنا
و التّاريخ قد يمكر لكنّه أبدا إلى مجراه يعود
أنقذ نفسك و ما تبقّى من أيّامك و اعفنا من محنة قد تأتي من عنادك
و اترك شبابنا يسيرون دربهم و لو متعثّرين
و اقو على ما لم يقو عليه صاحب البدل و النظّارات الّتي تتشبّه بها : انصرف قبل أن تصرفبعمر أو بصارف
و لا يأخذك الخوف علينا بل قل : " إن كان في انصرافي ما يزيد الأزمة أزمة فلعلّني بانصرافي أثبت أنّ الأزمة متى اشتدّت تنفرج
هذا نصح و لا أبتغي على نصحي لا جزاء و لا شكورا و لا ,,, العكس ممّا أسهمت في مثيله
الصّادق بن مهنّي
24 جانفي 2016

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire