2 août 2015

لن يطول بطشكم و لن يدوم تطاولكم

كان والدي يضيف غالب الأحيان في رسائله إليّ أخبارا أو يبلغني تحيّات تتلو النصّ الأصليّ يعنونها :" تتمّة خير إن شاء الّله"
و أنا أضيف هنا إلى ما كتبته قبل حين "تتمّة" و لكنّها ليست للأسف الشّديد "تتمّة خير"
بلغني أنّ أحد المنسوبين لمستخدمي الدّين مطيّة بجربة قد تجرّأ على رجل يشهد له النّاس و تحكي عنه ثقافته و كتاباته
و أنا لا يفاجؤني خور كهذا فالخور و الخراب والتّيه و المكر و الجور و الاعتداء فظائع منهم لا تستغرب
إنّما أنا مصدوم من جبن وطمع و نفاق و تحمّل ذليل و رهان باطل و خنوع 
و إنّما أنا لا أفهم كيف لا يريد العالمون بالأشياء المدركون لخفايا الأمور أن يربط بين ظلم وظلم و أن يقرن بين جور و جور و أن تفضح العروة الوثقى الرّابطة بين تعدّ تعدّد و بين قطيع يقف خلف التعدّي
ألم تسألوا أنفسكم يوما كم هي الأقلام الّتي أريد لها أن تخرس ؟و من هيّأ لتلك الغزوة الّتي أطاحت باجتماع الكازينو ؟ و من هو الشّاهد الوحيد لفائدة المعتدين ذات 31 أوت ؟ و من كان يحكم الجزيرة فعليا عندما استبيحت جوامعها و مآثرها و آثارها ؟
السّاكتون على الخور أظلم من مرتكبيه واللاّهثون وراء تحوّل و "تعقّل" سيندمون
المنّوبي لن يرهبكم و أصدقاء المنّوبي لن يخذلوه و صلفكم سحابة صيف
لن يطول بطشكم و لن يدوم تطاولكم
ستخسؤون و ستخسؤون

1 août 2015

اعتداءات الامن في جربة




تصلني أخبار ، الخبر تلو الخبر ، عن تعدّيات يمارسها بعض "الأمنيين" بجربة و تتوارد على ذهني تلك الليلة الليلاء التي عشناها ذات يوم سبت 31 أوت 2014 و أحسّ بسعادة غامرة لأنّ القدر حمى لينا من موت كان شديد الاحتمال ومنعنا عائلة كاملة أو نكاد من عنف أقرّ به حتّى المسؤولون عن ارتكابه و أحسّ بالفخر لأنّ نساء و رجالا هبّوا فحالوا دوننا و دون الأسوإ
لكنّ غصّة تملأ حلقي : غصّة الإحساس بالقهر لأنّ الجناة ظلّوا بلا عقاب بل بلا ما يثبت و يوثّق جريرتهم و يكشف خفاياها فنحن نسعى لا إلى عقاب بل إلى إثبات فإقرار و اعتراف
فتجاوز و غصّة الإشفاق على من لم يكن حظّه كحظّنا و الحزن على من ذهبوا
أيّتها الدّنيا التي حوّلت ثورة شبابنا إلى تحوّل ديمقراطيّ أيننا الآن من معنى خطابك بل حتّى من أدنى من خطابك؟

الى لينا


إلى لينا 
لا تقنطي و لا تتركي لليأس سبيلا إلى نفسك و لا تحسبي الخيبات و لا الخيانات ، كبيرها و صغيرها
لاتدعي للشّكّ المشلّ مسلكا إلى فكرك بل تمسّكي بالشّكّ البنّاء وحده
لا تستسلمي للحلم إلاّ دافعا للفعل ولا تتركيه يغرّك فتحسبي الحاضر و الآتي أحلى ممّا كان و سدّي عليه شقوقا يرتادها ليتحوّل أضغاثا تنخر الأمل و تشلّ الإرادة
لا تنسي مكر التّاريخ و لا تغفلي عن التواءاته و تذكّري أبدا أنّنا في الدّنيا أصغر من هباءات و أن لا شيء دائم حتّى الخيبات و الانكسارات
فعلك تفعلينه لا طمعا في نتيجة و لا رغبة في اعتراف و لا اجتذابا ببريق شهرة و لا ردّ فضل لأحد و لا اصطفافا مع فصيل
كنت البراءة و التفرّد و الحقّ و المثابرة والسّخاء بلا حساب فظلّي البراءة و التفرّد و الحقّ و المثابرة و السّخاء بلا حساب
ستشعرين بالغبن و سيهرب منك من آويتهم و سيتنكّر لك حتّى بعض من لا مصلحة لهم في أن يتنكّروا لك و سيتمادى في استغلالك كثر و سترين البعض يستغفلونك أو يغافلونك
و يحسبونك في إغفاءة و يخالون صمتك قصر نظر لا سخاء و كبرياء نفس ، سينفضّ كثيرون من حولك و يحاصرك بعض ممّن فتحت لهم الأفق ، سينكرك بعض من أسهمت في صنعهم و ستقفل في وجهك أبواب لطالما تدافع أصحابها لاستمالتك إلى ساحاتهم و لا أقول رحابهم،
سترين المعاناة تظلّ هي المعاناة و سترين العنف هو العنف و سترين الفساد والظّلم يستشريان و سترين الكثيرين يهرولون إلى العهود القديمة و سترين من هبّوا يمدحوننا و يتطوّعون لنصحنا يحوّلون أنظارهم عنّا
سترين عجبا عجهبا و ما هو بالعجب العجاب
سترين و سترين و سترين أتعس و أمرّ وأسوأ و أشدّ و أقنى و أسود و أبلد ممّا رأينا
و لكنّ قدرك أن تكوني كما كنت و كما أنت و أن تظلّي رغم هشاشتك و لطفك و رقّتك الكبرياء و التّصميم و القدرة و الحلم الرّاقي و البذل و البسمة
أبوك السّعيد ،رغم كلّ شيء ، بأنّك ابنته

الى صديقي و رفيقي المنوبي زيود


إلى صديقي و رفيقي المنّوبي زيّود لقد ظلّت جربه على الدّوام ملاذا حرّا التقت فيه الأديان و مذاهب الأديان و حلّ بها النّاس ،أفرادا و أسرا و حتّى قبائل، إلأ من كلّ مكان،من مناطق البلاد ومن مناطق أخرى هي اليوم في بلدان أخرىكليبيا و الجزائر و المغرب و إسبانيا و مالطا و أسهمت جربه وما زالت تسهم في كتابة التّاريخ و تقدّم العلوم وتفتح ذراعيها لقاصديها تهيّأ لهم جنّة آمنة و حنونة
و ستظلّ جربه جربة (مزرعة)على الدّوام يحلو فيها العيش لكلّ قادم
و ستظلّ جربه بهيّة بألوانها و أنوارها و تنوّعها و إقبالها على الحياة و لن تيأس لن تركع لن تنثني لن تخضع لن تستكين لن تنخذل و لن تخذل
ستقاوم جربه كما قاومت على مرّ الأزمان و ستظلّ بهيّة مضيافة متسامحة صبورة قويّة
لن تخنع جربه و لن تفلّمن عزمها معاول التّخريب الفكريّ و التّصحير الثقافيّ وو صلف المتغطرسين و وقاحة الجهّال
ستظلّ جربه شامخة معطاءة مهرة جامحة سفينا لا يخضع للرّيح بل يطوّعها منيعة على كلّ غاصب لا تهن حتّى و قد أثخنتها الاعتداءات و الخيانات و جشع الطّامعين
جربة ستجد في أحضان أرضها إرثا إنسانيا مخفيا بدل الإرث الّذي خرّبه المتعجرفون لهثا وراء أمتار أزيد في عقار أو سراب كنز أو حجر يباع بدنانير
جربه ستستردّ ألق مساجدها البديعة النّاطقة بحذق مبدعيها
جربه ستحفظ تاريخها و إسهاماتها ذات البعد الإنسانيّ
جربه لن تنحني لا للباطل و لا للجور و لا للمستبدّين قديمهم و جديدهم
جربه لن تتحوّل إقطاعية يحكمها متجبّرون تطاولوا حتّى على الربّ يخضعون أحكامه لهواهم
جربه لن تسودّ و لن تصفرّ و لن تخيب
و المغايرون المختلفون الحالمون التوّاقون المبدعون الأحرار الصّادقون عشّاق الجزيرة و الوطن 
و الحقّ لن يهزموا و لن ينهزموا

منّوبي زيّود لست وحدك
لينا بن مهنّي لست وحدك
تراثنا البهيّ لست وحدك
أيّها المتعجرفون لن تخضعوا جربه و إن تعنّتم