15 juil. 2016

لماذا أشارك في تحرّك "مانيش مسامح"؟


من المعلوم أنّني أرفض رفضا باتّا أن أحصل على تعويضات لقاء ما تعرّضت له من عسف الدّولة و أنّني لا أبتغي الحبس و العذاب لأيّ مذنب و صاحب جريرة. و رغم ذلك أنا ذاهب لأشارك في مسيرة "مانيش مسامح" و فعلت ذلك من قبل. فحركة "مانيش مسامح" لا تقول أنّها ترفض المصالحة و ليست شحيحة العفو. كما أنّني لم أرها تلهث وراء منحة أو تعويض أو مقايضة. بل إنّ حركة "مانيش مسامح" تدعو إلى أن تسطع الحقائق و أن تعرّى الجرائم و التعدّيات و يفرز بين الجاني و بين المجنيّ عليه ،و إلى أن تفكّك آليات الجريمة و منظومات الفساد بأنواعها و إلى أن ننظر بعمق في ماضينا و حاضرنا لنعرف كيف نبني جيّدا مستقبلا مغايرا لأبنائنا و بناتنا ... حركة "مانيش مسامح" تدعو إلى استرجاع ما يمكن أن يتسنّى استرجاعه من مقدّرات شعبنا الّتي نهبت و ما تزال تنهب ، و إلى أن يعترف المذنبون بجرائرهم و يعلنوا على الملإ أنّهم يطلّقونها... حركة "مانيش مسامح" تدعو إلى المصالحة الحقّة ، المصالحة المبنيّة على الشّفافية و العدل و التّجاوز المنصف و الإقرار بالمسؤولية و الجرم ، المصالحة التي لا تجازي قاهرا على قهره و لا تغمد حقّ مقهور على ما أصابه من قهر،المصالحة الّتي لا تنبني لا على خداع مفضوح أو مبطّن و لا على استغباء لأصحاب الحقّ و لا على كلمة حقّ تحمي باطلا...حركة أو حراك أو تحرّكات "مانيش مسامح" تبتغي المصالحة الحقّ و المستدامة و الّتي تتمّ في العلانية ، المصالحة الّتي يبتغيها و يقبل بها الطّرفان و تحفظها الذّاكرة الجمعيّة و لا تنقلب عليها الأيّام اللاّحقة أو يتنكّر لها التّاريخ فيطرحها للخلاف و للنّقاش و للدّفع من جديد ، المصالحة الّتي لا تحتال و لا تناور و لا تغتال الحقيقة و لا تجامل و لا تجمّل و لا تغشّ و لا تهدي للسرّاق و للفاسدين و الجلاّدين و الأفّكين أقنعة البراءة و لقب المنقذين ( باستثمارات يتشدّقون بأنّهم لو تمّت مسامحتهم سيغدقون بها على البلد و كان أحرى أن يساءلوا عن امتناعهم عنها و عن مصادرها و عن المخابئ الّتي تحصّنها)...
إنّه لمن نكد الأيّام أن يحكمنا بعد هديّة شبابنا و منّة الزّمن أشباه ساسة همّهم الأوّل الاستثراء و مراضاة الماكرين و مغتالي الأمل و أن تتسلّط علينا زمرة لا يرتادها إلاّ خسيس و شاذّ و صلف و كذّاب و مخادع و محتال و دعيّ و متخفّ كذئب ينشد الانقضاض.
و إنّه لمن الباعث على الأمل (حتّى و الأمل قد غدا بفضلهم حتّى هوغدّارا و قاتلا ) أن تظلّ حناجر تدعو إلى صدق و حقّ و فعل يمضي باتّجاه التّاريخ لا ضدّه و أن يخرج من الجمهور من يعبّدون المسلك الصّحيح و يختارون المعارك الحقّة و يمضون قدما رغم نكد اليوم و بؤس السّاسة وتغوّل الآفات...
لن تمرّوا أيّها السرّاق و القتلة و الفاسدون و عملاء السرّاق و القتلة و الفاسدين و أذيالهم ... و إن طغيتم و مررتم هذه المرّة فالأيّام لا بدّ عليكم ستنقلب فتفرنقعوا و يسوء مآلكم ... و عندها ستنشدون مصالحة بل مسامحة بل عفوا و صفحا و تذلّون و تخسؤون و نراكم في مثل حالكم و قد أصاب الهلع أفئدتكم ذات جانفي - فيفري 2011.

8 juil. 2016

شيء من وجدان عائد من مكافحة مع لا أمن منهم 3_4_5

شيء من وجدان عائد من مكافحة مع لا أمن منهم -3-
- أعترف و أصرّح و أبصم و أتحمّل التّبعات : منذ يوم الخميس ولحدّ السّاعة و أنا أشعر أنّي بالكاد أخرج من نفق سحيق حالك العتمة و أنّ مروري من مكتب المكافحة طال دهرا خانقا . "أوانا رئيس مركز المحكمة حذوه في مركزه و لم أحسّني في ظلمة رغم "الكلبشات" الّي رأيتها تقيّد رجلين و راوغني و راوغته لكنّ الحال كان أميل إلى الممازحة بل راوغته و راوغني...أمّا و أنا أحتمل، أخذا بخاطر القضاء و إجراءاته، الدّجل و التعنّت و مبطّن التّهديد و ظاهره و أرى بلادنا ما زالت ترزح مقهورة تحت عسف أرهاط من الجهلة الكافرين بالنّعمة المتسلّطين على رقاب النّاس المتنصّلين من خطاياهم المتحلّلين من إنسانيتهم المتمترسين خلف ادّعاءاتهم محاربة الإرهاب و منهم من الإرهاب قد غدا جبلّة فيه فلقد أحسست بأنّ التّونسيّ رخص و هان في عين السّلطة بل في فعلها و أنّ من المنسوبين لحفظ النّظام من همّهم نسف البلاد و إخضاع العباد ليس إلاّ...و في المكتب كان الهواء ثخنا لزجا رزينا كريه الرّائحة كهواء رواق الموت بالسّجن المدنيّ أيّام القتل...
- مقرف و مفزع و مفجع و اغتيال أن يراوح معتدون بين إنكار عسفهم و بين تبريره و بين التزلّف و بين الإيحاء ببراءة كبراءة الأطفال و بين ارتداء عباءة الأخلاق و بين التعدّي صراخا و مقاطعة و احتكار كلمة و بين قلب الحقائق و أن يتعمّدوا في نفس الحين ادّعاء الطّهر و إظهار تآزر كتآزر الضّباع تصطاد و أن لا تتغيّر سحنات ما حلّ محلّ الوجه منهم و هم ينهشون بعضهم لحم بعض متستّرين بتعليمات أو بفقر في التّعليمات منقلبين على رؤسائهم متهافتين على " القوادة" و حتّى على الافتراء فيما هو يسمعهم و "يذاريهم" و فيما أنت ملزم بأن "تأكلك نيران جأشك" و أن تصمت تصبر تتحجّر...
- أليس من نكد هذا العهد أن تقاد "بنيّة" كرّمها الوطن بل كرّمتها الدّنيا قاطبة و فاض مسكنها بجوائز و تكريمات و اعترافات ليست كتلك الّتي تعلّموا النّهش لتحصيلها بل ردّ جميل ، "بنيّة"
سمّيت لنوبل مرّتين و حازت على جائزة شين ماك برايد للسّلام و تكريمات كثيرة أخرى هم دون فقه معناها لتتحمّل ،و إن بصبر و جلد ،نهش من سبق أن نهشوها و كادوا يفتكون بها لولا هبّة لم يتوقّعوها و ليتحوّل جلاّدوها مساكين ضحاياها هتكت هي وداعتهم الطّفولية و لطفهم شائع الصّيت ؟
-أليس من علامات اندحارنا و تردّي أحوالنا أن يغدو الحمل ذئبا و الضّبع حملا؟ و أن يخرس من رأوا و عاينوا و حقّقوا و عاقبوا و هلعوا فتراجعوا عن عقوباتهم و و عدوا بعدل و إنصاف و اقترحوا التّعويض و طلبوا المغفرة و الصّفح و أكّدوا قناعتهم بحصول اعتداء بل مظلمة؟
- "بنيّتي" سامحيني إذ أعطيتك وطنا استشرى الظّلم فيه و غلبته المهانة . و اغفري لي أن عجزت عن أن أحميك من البغاة و الظّالمين و الهمّج .
- و للحديث بقيّة تأتي...



شيء من وجدان عائد من مكافحة مع معتدين همّج ينسبون إلى الأمن تقيّة أو تزلّفا أو تجاوزا -4-
- رغم مرور الوقت ما زلت أحسّني في ذاك المكتب و قد احتواني يتآزر"ليخضّني"فيه غوغاء يتقمّصون دور المصلح المعتدى عليه المسيطر العفوّ يبدو منحازا لغيّهم ذاك الّذي إنّما استجبت له احتراما لشخصه و لكنيته ليس إلاّ. أراني في مكتب بل في مخفر با في حفرة معتمة يحملق فيّ جبّ سحيق كم أقضّ مضجعي طفلا أقرا "يوسف" و تنهاني أمّي عن خرب الآبار واسعة الأشداق...تحلّ المصيبة الكريهة فنخفّف منها ننسبها إلى "القضاء و القدر" ...يغدو القضاء ظالما و القدر متجبّرا...أم أنّ ذاك من الأصل طبعهما؟
- غسّان كنفاني أنهى قصّته الشّهيرة يصرخ يبكي يحتجّ يلعن يستنكر لا يفهم :"لماذا لم يدقّوا جدران الخزّان؟"
في صهريج غدونا و الحرّصاهد و الهواء جهنّم و العسس الشّرط يتلهّون و السّلاطين "شائخون" ولا أفق في الأفق سوى عويل ضباع و أنين و وجع بلا حدّ... القاتل براءة و قتيله الانحراف بل الخطأ بل الخطيئة... لا تقم للمعلّم بل انحن اركع "طبّس" لل"زلاّط" يستفعل فيك بكلّ المعاني...
- دققنا جدران الصّهريج الخزّان الجحرالنّفق الجبّ ...و ها نحن ندقّها...و سنظلّ ندقّ حتّى و إن قتلونا وقد قتّلونا...
- حبال سفاهتهم طويلة طويلة و غرورهم لا بدّ قاتلهم.
- قال الشّاعر :"نطيل حبالهم لا كي نطيل حياتهم بل لتكفيهم لينشنقوا". لن يشنقهم أحد .سينشنقون بهتانا و صلفا و تباغضا و تعجّلا ...سيغدرهم غدرهم .
- حتّى القدر و القضاء لن يرهبنا .
- و لنا عودة ...

شيء من وجدان عائد من مكافحة مع من يخالون أنفسهم و أفعالهم فوق القانون و النّاس-5-
- بفضل المكافحة و حمدها تبدّل مسار الأمور و الأشياء و من مساءلة همّج معتدين انتقلنا إلى مساءلة المعتدى عليهم و تبرير الاعتداء بل و حتّى إلى تحويل المعتدى عليهم إلى معتدين... و انحسرت المسألة أو كادت إلى البحث في ما إذا كان الاعتداء فعلا أو ردّ فعل و إلى تعليله في الحالتين و إن بإلقاء مسؤوليته على رأس المعتدين بل رئيسهم الّذي اعتبر مجرّد شاهد ليس إلاّ رغم أنّ أعوانه جعلوه المذنب الأوّل خلال المكافحة و في بيان نقابتهم الآساسية...
- و الغريب في الأمر ( إن كان ما يزال في بلادنا أمر يمكن أن يستغرب) أن لا أحد لا في الإدارة و لا في ردهات المحكمة و لا في تفقّدية الدّاخلية و لا لدى أعلى السّلطات أراد أن يلتفت إلى أصل القضيّة ... و أصل القضيّة -كما عشناها- أنّ مواطنة تعيش تحت الحماية بقرار فوقيّ قد تمّ الاعتداء عليها في أرفع مقرّ للشّرطة و من قبل الشّرطة ذاتها... و فيما يبدو لا أحد يهتمّ بالإجابة على أسئلة من قبيل لماذا أخذ المرافق المعتدى عليها إلى منطقة الأمن؟ و لماذا تركها في السّيارة قدّام المقرّ و لم يطلب إدخالها إلى المأوى الدّاخليّ ؟ و لماذا قبل حارس المقرّ أن تركن السيّارة بمن فيها حيث ركنت ( و هذا أمر مثبت ضمن أقوال الشّرطة ذاتها... كما أنّ إنكاره يعني وجود ما لا يقلّ عن خطأين خطأ ارتكبه المرافق و خطأ ارتكبه الحارس الّذي لم ير شيئا و هو في موقعه الحسّاس أو تعمّد عدم التدخّل في الإبّان...)ثمّ لماذا تحوّل فجأة من نائب للمرافق يعوّضه إلى مهاجم معتد على من كان يحميها نيابة و أصلا؟
- ثمّ لنفترض أنّ صاحبة السيّارة ارتكبت خطأ في ركن سيّارتها ( أقول نفترض لآنّ الأبحاث تثبت أنّ المرافق هو من كان يقود السيّارة و هو من ركنها) ألم يكن في وسع الحارس و من هبّوا يؤازرونه في اعتدائه أن يعمدوا لحلّ الوضع بمجرّ د المناداة على زميلهم المرافق؟ لماذا أشاحوا عن هذا الحلّ الأمثل و الحال أنّهم لم يكونوا أمام ,ضعية خطرة أو مستعجلة أو معقّدة؟ لماذا فضّلوا العنف و الإرغام و لم يميلوا إلى التصرّف بحكمة و وفق الحقّ و القانون؟... من حقّي بل من واجبي أن أتساءل هنا أحصل ذلك لأنّ الاعتداء كان في الأصل متعمّدا و مدبّرا أم لأنّ المعتدين انقادوا لمناصرة زميلهم الحارس الّذي لم تسعفه لا ثقافته و لا اطّلاعه على واقع الأمور في الوطن و لا عقده ليستسيغ أن تكون "بنيّة" تحت الحماية و رأى في ذلك إجراء يستنقص من قيمته و أمثاله فتمرّد عليه ؟ و لماذا لم يعالج الوضع من قبل واحد أو اثنين من بين الحاضرين ( و منهم رؤساء يتبجّحون بالخبرة و كان عليهم أن يتقيّدوا و يفرضوا التقيّد بنظام العملو احترام التّراتبية)بدل تهافت كلّ من تهافتوا...
- في تصريحات الشّرط يظهر جليّا أنّ اعتداء حصل ... هم يسعون إلى الإنكار حينا و إلى التّبرير حينا و إلى القول أنّهم إنّما ردّوا الفعل حينا و لا يقرّون باستعمال العنف حينا لكنّ في أقوالهم ما يستشفّ منه أنّهم إنّما استخدموا عنفا هو عنف في الواقع و القانون و فعل عادّي في نظرهم و ممارستهم... و من دلائل ذلك قول بعضهم تصريحا مكتوبا أنّه اقتاد المعتدى عليها "عنوة". و تصريح آخر أنّ المعتدى عليها قد تمّ جرّها من كتفها...ثمّ أليس في الشهادة الطبية الآصلية الّتي وضعت بناء على تسخير ما يثبت آثار الاعتداء؟ ثمّ ألا يحمل بيان النّقابة الآساسية( و إن قال من أجريت المكافحة معهم أنّه لا يمثّلهم) ما يثبت الاعتداء و إن هو قد هوّن منه بالقول أنّه لو حصل لكانت المعتدى عليها قد قتلت باعتبار بنيتها و حالتها الصحّية؟ ( سأنشر نسخة من هذا البيان في الإبّان)...
- ألا يمثّل بيان النّقابة الأساسية اعترافا بحصول الاعتداء حيث أنّه يظهر أنّ الأعوان مدعوّون للتصدّي لقرار إداريّ قضى بمعاقبة بعض من زملائهم و حيث أنّ فيه اتّهاما لرئيسهم الأوّل (رئيس المنطقة) بالتّواطئ مع المعتدى عليهم؟...و يبدو أنّ ضغط النّقابة قد أفلح فعلا في إجبار صاحب القرار على التّراجع عن العقاب... ثمّ ألا يمثّل ما ورد في بيان النّقابة عن بنية المعتدى عليها اعترافا صريحا باستحالة أن تكون قد اعتدت و لو من باب ردّ الفعل عن أيّ كان...هذا علاوة على أنّ المعنية لا تحتاج لشهادة في الموضوع إذ أنّ في تاريخها و نضالها السلميّ الشفّاف و الاعترافات و التكريمات الوطنية و الدّولية ما يكفي و أكثر ليكذّب المفترين...
- لم أفهم لماذا لم يحضر أو لم يدع للمكافحة سوى ستّة شرطيين في حين أنّ من هاجمونا و اعتدوا علينا كانوا كبحر أسود كقطيع متراصّ ؟
- اتّضح أنّ الاعتداء ( على البنيّة و هو أوّل اعتداءات ثلاثة تتابعت) قد طال أمرهوقتا تمدّد و أنّه قد حضره أكثر من رئيس و غابة من الآعوان و أنّ المعتدى عليها كانت تصرخ ألما و حسرة و استهجانا و استنكارا فلماذا لم يسع أحد للتّهدئة و للسيطرة بلياقة على الوضع ؟و في أيّة غياهب كان مرافق المعتدى عليها؟ و في ذمّة من كانت المعتدى عليها حينها؟ و الحال أنّها كانت في حماية مرافق بقرار من وزير الدّاخلية ذاته و بمبادرته كما كانت في حماية شرطة جربة بمن فيها المعتدون عليها منذ أن نزلت من البطّاح... و لقد تبجّح سائق حافلة الشّرطة الّتي هاجمت فيما بعد والد المعتدى عليها فوالدتها بأنّه يعرفها و يعرف سيّارتها و تولّى خفرها من البطّاح حتّى مسكن والديها و [أنّه يعرف جيّدا والدها الّذي تابعه عسرين سنة ...
- يفهم من الآبحاث أنّ الشرطة المعتدية قد سارعت بطلب الإذن بفتح تحقيق ( و إذن بإيقاف المعنية فوريا؟) فلماذا لم يتمّ ذلك ؟ و لماذا لم يتمّ إيقاف و استنطاق(أستعمل هذه الكلمة لأنّها تحلو لهم و لأنّهم لا يعرفون الاستماع) والديها و هم يعتبرونهما مهاجمين؟ و لماذا طلب من المعتدى عليها و من والديها أن يقبلا بالصفح عن المعتدين و غلق الملفّ؟
- و لماذا أقرّت التفقّدية بحصول الاعتداء على الأقلّ ضمنيا. فهي قد أكّدت للينا و لأبيها بعد يوم طويل من البحث و الاستماع أنّها ستستدعيهما لو وجدت في أقوالهما ما يتناقض مع الوقائع و لم تستدعهما و هي قد اقترحت في ختام تقصّيها إحالة الملفّ على و كيل الجمهورية أي أنّها لم تقم لا بتبرئة المتّهمين و لا باعتبار أعمالهم مجرّد أخطاء بسيطة لا تستدعي سوى عقاب إداريّ ...
- و للحديث مواصلة...

3 juil. 2016

بعض من وجدان عائد من مكافحة مع معتدين كانوا يرتدون زيّ الحماة.

- أعود من مدنين مرهقا أحسّ بأنّنا لا نبني بلدنا بل مستمرّون في تقويضه. لكنّي لا أعود من مدنين محطّما أو يائسا بل أحسّني أصلب و أعتى . المعتدون استمرّوا في اعتدائهم و رغم كلّ ما جرى و يجري في بلادنا هم ما يزالون على غيّهم و صلفهم لا يريدون أن يقبلوا بوظيفتهم الحقيقية كمكلّفين بالإسهام في إنفاذ القانون و حفظ حقوق النّاس و يفعلون ما في جهدهم و أزيد كي يكونوا "حاكما" بل حاكمين بل طغاة يتأمّلون ذواتهم في غنج و "تقزدير" و ينتفخون ضفادعا ،يرهبون متخفّين في لبوس الدّعاة مصرّين على البهتان و الزّور و التعدّي تزيّن لهم نفوسهم بل ما بقي لهم منها أنّهم هم الحقّ الفاصل و السّيف البتّار و الآباء الّذين لا يناقش لهم فعل أو تجاوز ، يزهقون الأنفس و الأنفس لا نفيس في أنفسهم و لا حياء في أعينهم و لا حياة ترجى من فعلهم ، همّهم في جيوبهم و في ادّعائهم و في ما خيّلتهم لهم الدّكتاتوريات المتتابعة من جاه و نفوذ وسلطان و هم الخاضعون أبدا المتجبّرون عن غيّ و الأسرع دوما إلى التّباكي و المذلّون إصرارا لما فيهم من هباء إنسانية يحصدونها دهرا في النّاس.
- أعود من مدنين و أنا أكثر حيرة و تساؤلات بشأن لينا صحّتها و سلامتها و أمنها و لكنّني أحسّني الآن أقرب إليها ألصق بأحلامها و أفقه خيرا أحلامها و إصرارها و صحّة العزم فيها و أهوى فيها عشقها للحياة الحقّة الّتي لا يفهم كنهها صغار النّفوس و إن تغطرسوا. أعود من مدنين و قد أحببت لينا أكثر و زاد احترامي لأنفتها و إصرارها و تساميها و فهمت أزيد لما يتهافت عليها الكلاب و المتعصّبون و الأذلاّء و القتلة. لا أقول للينا "بدمي و روحي أفديك "بل أغنّي لها " لا يهمّ المناضل حين يضحّي إن يرى لحظة الانتصار" و أقسم أنّنا سنرى الانتصار و إن بعد حين و بأعين القادمين مندفعين من جراحات إخفاقاتنا و عزم أحلامنا البهيّة.
- أعود من مدنين حزينا على قضائنا ظروف عمل و "وهرة " أو هبة و قدرة على الفعل و المضيّ قدما . غير أنّ في نفسي فرحا لانتصارات حقّقها و إن لم تكن كالانتصارات.هو انتصار ليس كالانتصارات و لكنّه في هيئتنا الرّديئة انتصار أن يخرج من جحورهم "حاكمون بأمرهم "و يساءلوا و يخرق صلفهم و يصطدمون بأنّ من ضحاياهم من يواصل التحدّي و إن استمرّوا في جورهم و من في وسعه أن يركّع عيونهم و إن هم تدافعوا يهدّدون جهرا و إيحاء. قد تكون لاحقتني و تجسّست عليّ فعلا عشرين سنة كاملة لكنّك على أيّ حال لم تخضعني و لم ترهبني بل إنّني و أنا أعي أنّ على البسيطة من أرهاطك ما يعسر عدّه لم أهتمّ حتّى لمجرّد خطاك. و هذه منك شهادة لي .

- و أنا أعود من مدنين أعود مهموما أكثر فوطني تمزّقه الذّئاب المتجمّعة و يهدّده المتكالبون و الكلاب ويسهى "نواطيره" عنه. و لكنّ وطني يتغيّر و فيه في ملّ أنحائه و من كلّ أصنافه أناس طيّبون.
- أعود من مدنين و "نوّارتي" و لما أخجل أن أقولها نوّارة هذا الوطن لينا متّهمة بهضم جانب يا ليته مجتمعنا يهضمه حقّا و يلفظ منه ما عسر و ما لا فائدة ترجى منه.
- أعود من مدنين و محكمة مدنين و أنا أتحسّر على وقت نهدره و ساخطا على إجراءات و فقه إجراءات تجبرك على الوقوف و جلاّديك في نفس المقام تسمع ما اختلقوه من مزاعم و أكاذيب و افتراءات و يبرقشون سلاطتهم و تعدّيهم و يسعون أن يجرّوك من موقعك ليجعلوك المتّهم و يتحوّلوا خرافا ذبحتها.
- أعود من مدنين أحمل وسام عمر أرادوه علامة اهتراء و سيرونه شبابا يهدّ جشعهم و ظلمهم و يفضح ألاعيبهم و تعدّيهم. نعم أنا مسنّ و لا شيء يضيرني في سنّي و كما تحدّيت أضرابكم يانعا سأبذل لاما في وسعي لأسهم في هتك بلادتكم و جور مساعيكم و سوء أحوالكم و أخلاقكم. و إن كان في وسعكم أن تسمعوا و تعوا أروي لكم قصّة عمّي (اسمه مهنّي بن مهنّي و كان "يهنّي") سمعته يردّ على متحذلق جاء يشري حاجة من حانوته بنهج الباشا و ناداه في استهزاء يا عمّي الرّاجل الكبير اأن قال له مرحبا بك و إن شاء الّله لا كبرت...أضيف أنّ عجرفتكم تهلككم و أتمنّى لكم أن لا تكبروا أكثر فثقلكم قد أهلك أنفاسنا لكنّي أريدكم أن تبقوا حتّى تعجزوا و أزيد.
- أعود من مدنين و أنا على استعداد أفضل لكلّ المكافحات و المواجهات و التّصدّي و أضع نفسي تحت تصرّف كل ّ أصحاب القضايا العادلة في كامل ولاية مدنين لأسندهم بكلّ ما أقدر عليه...
- أعود من مدنين و أنا فخور بمحاميّ أكبر رفعة أخلاقه و صبره و عزمه.
- و للحديث بقيّة....

شيء من وجدان عائد من مكافحة مع شرطيين -2-


- أليس من نكد الزّمان و نذر هذا العهد الجاثم على الوطن أن تضطرّ لينا بن مهنّي ،لأنّها تتشبّث بحلم قضاء ناجز و عادل و معلّم ،إلى مغالبة وضعها و التحوّل إلى مدنين لتجد نفسها تواجه بعضا ممّن اعتدوا عليها و كان يمكن أن يتسبّبوا في موتها لو أتيح لهم أن يستمرّوا في عسفهم و لو لم تمنعهم هبّة نساء و رجال صدقوا عزما و مقاومة للطّغيان أن يحشروها ليلتها في فظاعة زنزانتهم البشعة و لتسمع أحدهم "يتغنّى" بها لكنّه يبرّر فعلتهم الكريهة بأنّها كانت ترتدي ملابس خليعة، ومن هو و بأيّ حقّ يحكم على لباس النّاس و يعاقبهم و زمرته عليه؟ و أليس من علامات العسر الّذي يعيشه قضاؤنا أن يترك للمعتدي مرّة بل مرّات الحبل على الغارب فتضطرّ لينا إلى الاحتجاج و تصدع مرّة أخرى بحقّها في أن تكون كما تريد هي أن تكون لا كما يريد الطّغاة و البغاة و المتجبّرون و خدّام الطّغاة و البغاة و المتجبّرين؟ و أليس من علامات حظّنا العاثر أن يتباهى بأنّه يعرفني منذ عشرين عاما و أنّه أحصى عليّ خطواتي بجربة كلّما جئتها ثمّ يقول إنّه قد رافق لينا إلى مسكن أهلها عند حلولها بجربة زمن واقعة الاعتداء و يردّ على إنكاري ادّعاءه بأنّه كان يتبعنا خلفنا من دون أن نشعر فيثير تساؤلات كان على غيري أن يسألها و لكنّه لم يفعل من مثل : "هل يصحّ أن نطمئنّ بعد هذا لحماية و مرافقين لم ينتبهوا حتّى لسيّارة تتبع من يحمونها؟" و"ما حكاية السّيّارة الّتي قال مرافق لينا حينها أنّه انتبه إليها الليلة السّابقة للاعتداء تحوم حول المسكن؟ و السيّارة الّتي طلب منّي ملاحقتها بعد لأي من عودتنا بعد الاعتداء؟"
- هل بدعوى المكافحة يحقّ لمتّهم بالاعتداء أن يصيح كما يشاء و يتبجّح كما يشتهي و يتحوّل من مظنون فيه إلى صاحب حقّ يتّهم؟ و هل أنا ملزم بعنوان الإجراءات أن أعيش مرّة أخرى إرهاب شرطيين ما يزالون يحسبون أنفسهم مطلقي الحصانة يملكون حقّ الرّبط و الحلّ والنّقض و يحكمون حتّى الأنفس و الأنفاس و ينطقون إذ ينطقون بما يشبه النّباح بل يتعدّاه؟
- لماذا تحرّك القضاء الآن بالذّات بعد سبات طويل؟ و لماذا تم يستجب الشّرطيون لاستدعاءات القضاءإلاّ الآن بالذّات و بعد تغاض دام ؟ أللأمر علاقة بتقارير اللجنة الآممية المهتمّة بمناهضة التّعذيب و توصياتها و بالذّات ما تعلّق منها بالاعتداء الّذي تعرّضت له لينا و عائلتها؟ إن كان الأمر كذلك أتمنّى أن يغتنم القضاء الفرصة ليتقدّم أكثر و أرجو أن لا يكون إنجاز المكافحة مجرّد عمل دعائيّ أذنت به السّلطة للتّدليل على حصول حلحلة للملفّ و سرعان ما سيتلوه سبات جديد.
- واحد من المعتدين الأساسيين على لينا نفى أنّه عنّفها لكنّه قال أيضا أنّه "اقتادها عنوة".! ألا يعني هذا أنّ على شرطيينا أن يقرؤوا و يتعلّموا تسمية الأشياء بأسمائها و يكفّوا عن تطويع القانون و السّلطة و الأشياء و أن يدركوا أنّ الأرانب و القطط حتّى هي أضحت لها حقوق و هويّة.
- أحد المعتدين الأساسيين على لينا نقل بمثل خطّته إلى معتمدية مجاورة. و قد تكون النّقلة قد حصلت كإجراء إداريّ اتّخذ بعد التفقّد الّذي طلبناه. و حسب ما يشاع قد تعود أسباب النقلة إلى تعدّيات أخرى ارتكبها. و هو على أيّ حال يواصل صلفه و عنجهيته و تعدّيه حتّى على التّراتيب و زملائه. و يبدو أنّ الصّورة المنتفخة التي افتعلها له إعلاميّ مضحك لم تفعل سوى أنّه اغترّ بها أكثر.
- لمّا سمعت ما سمعته عن جملة الاعتداءات التي نسبها إلينا من اعتدوا علينا بل بعضهم و لمّا أصرّوا على أنّ لينا عنّفتهم و نعتتهم بأبشع النّعوت و على أنّني كنت في حالة هجوم على عرينهم لمّا قصدته لأقابل رئيسهم عجبت من تهاون شرطة لم تحبسنا جميعا ليلتها !!
- و أنا أرى بعضا من الشّرطيين المظنون فيهم في عمرما يزال يتصارع فيه الجسم بين طفولة و بين شباب ترى على سيمائهم تردّدا بين الشّهادة بالحقّ و بين الانجرار إلى مبتذل الطّغيان أشفقت عليهم و خفت عليهم و تحسّرت على طموح و توق تحوّلا شراسة كواسر مغرورة.
- و للحديث بقيّة و مواصلة.