8 juil. 2016

شيء من وجدان عائد من مكافحة مع لا أمن منهم 3_4_5

شيء من وجدان عائد من مكافحة مع لا أمن منهم -3-
- أعترف و أصرّح و أبصم و أتحمّل التّبعات : منذ يوم الخميس ولحدّ السّاعة و أنا أشعر أنّي بالكاد أخرج من نفق سحيق حالك العتمة و أنّ مروري من مكتب المكافحة طال دهرا خانقا . "أوانا رئيس مركز المحكمة حذوه في مركزه و لم أحسّني في ظلمة رغم "الكلبشات" الّي رأيتها تقيّد رجلين و راوغني و راوغته لكنّ الحال كان أميل إلى الممازحة بل راوغته و راوغني...أمّا و أنا أحتمل، أخذا بخاطر القضاء و إجراءاته، الدّجل و التعنّت و مبطّن التّهديد و ظاهره و أرى بلادنا ما زالت ترزح مقهورة تحت عسف أرهاط من الجهلة الكافرين بالنّعمة المتسلّطين على رقاب النّاس المتنصّلين من خطاياهم المتحلّلين من إنسانيتهم المتمترسين خلف ادّعاءاتهم محاربة الإرهاب و منهم من الإرهاب قد غدا جبلّة فيه فلقد أحسست بأنّ التّونسيّ رخص و هان في عين السّلطة بل في فعلها و أنّ من المنسوبين لحفظ النّظام من همّهم نسف البلاد و إخضاع العباد ليس إلاّ...و في المكتب كان الهواء ثخنا لزجا رزينا كريه الرّائحة كهواء رواق الموت بالسّجن المدنيّ أيّام القتل...
- مقرف و مفزع و مفجع و اغتيال أن يراوح معتدون بين إنكار عسفهم و بين تبريره و بين التزلّف و بين الإيحاء ببراءة كبراءة الأطفال و بين ارتداء عباءة الأخلاق و بين التعدّي صراخا و مقاطعة و احتكار كلمة و بين قلب الحقائق و أن يتعمّدوا في نفس الحين ادّعاء الطّهر و إظهار تآزر كتآزر الضّباع تصطاد و أن لا تتغيّر سحنات ما حلّ محلّ الوجه منهم و هم ينهشون بعضهم لحم بعض متستّرين بتعليمات أو بفقر في التّعليمات منقلبين على رؤسائهم متهافتين على " القوادة" و حتّى على الافتراء فيما هو يسمعهم و "يذاريهم" و فيما أنت ملزم بأن "تأكلك نيران جأشك" و أن تصمت تصبر تتحجّر...
- أليس من نكد هذا العهد أن تقاد "بنيّة" كرّمها الوطن بل كرّمتها الدّنيا قاطبة و فاض مسكنها بجوائز و تكريمات و اعترافات ليست كتلك الّتي تعلّموا النّهش لتحصيلها بل ردّ جميل ، "بنيّة"
سمّيت لنوبل مرّتين و حازت على جائزة شين ماك برايد للسّلام و تكريمات كثيرة أخرى هم دون فقه معناها لتتحمّل ،و إن بصبر و جلد ،نهش من سبق أن نهشوها و كادوا يفتكون بها لولا هبّة لم يتوقّعوها و ليتحوّل جلاّدوها مساكين ضحاياها هتكت هي وداعتهم الطّفولية و لطفهم شائع الصّيت ؟
-أليس من علامات اندحارنا و تردّي أحوالنا أن يغدو الحمل ذئبا و الضّبع حملا؟ و أن يخرس من رأوا و عاينوا و حقّقوا و عاقبوا و هلعوا فتراجعوا عن عقوباتهم و و عدوا بعدل و إنصاف و اقترحوا التّعويض و طلبوا المغفرة و الصّفح و أكّدوا قناعتهم بحصول اعتداء بل مظلمة؟
- "بنيّتي" سامحيني إذ أعطيتك وطنا استشرى الظّلم فيه و غلبته المهانة . و اغفري لي أن عجزت عن أن أحميك من البغاة و الظّالمين و الهمّج .
- و للحديث بقيّة تأتي...



شيء من وجدان عائد من مكافحة مع معتدين همّج ينسبون إلى الأمن تقيّة أو تزلّفا أو تجاوزا -4-
- رغم مرور الوقت ما زلت أحسّني في ذاك المكتب و قد احتواني يتآزر"ليخضّني"فيه غوغاء يتقمّصون دور المصلح المعتدى عليه المسيطر العفوّ يبدو منحازا لغيّهم ذاك الّذي إنّما استجبت له احتراما لشخصه و لكنيته ليس إلاّ. أراني في مكتب بل في مخفر با في حفرة معتمة يحملق فيّ جبّ سحيق كم أقضّ مضجعي طفلا أقرا "يوسف" و تنهاني أمّي عن خرب الآبار واسعة الأشداق...تحلّ المصيبة الكريهة فنخفّف منها ننسبها إلى "القضاء و القدر" ...يغدو القضاء ظالما و القدر متجبّرا...أم أنّ ذاك من الأصل طبعهما؟
- غسّان كنفاني أنهى قصّته الشّهيرة يصرخ يبكي يحتجّ يلعن يستنكر لا يفهم :"لماذا لم يدقّوا جدران الخزّان؟"
في صهريج غدونا و الحرّصاهد و الهواء جهنّم و العسس الشّرط يتلهّون و السّلاطين "شائخون" ولا أفق في الأفق سوى عويل ضباع و أنين و وجع بلا حدّ... القاتل براءة و قتيله الانحراف بل الخطأ بل الخطيئة... لا تقم للمعلّم بل انحن اركع "طبّس" لل"زلاّط" يستفعل فيك بكلّ المعاني...
- دققنا جدران الصّهريج الخزّان الجحرالنّفق الجبّ ...و ها نحن ندقّها...و سنظلّ ندقّ حتّى و إن قتلونا وقد قتّلونا...
- حبال سفاهتهم طويلة طويلة و غرورهم لا بدّ قاتلهم.
- قال الشّاعر :"نطيل حبالهم لا كي نطيل حياتهم بل لتكفيهم لينشنقوا". لن يشنقهم أحد .سينشنقون بهتانا و صلفا و تباغضا و تعجّلا ...سيغدرهم غدرهم .
- حتّى القدر و القضاء لن يرهبنا .
- و لنا عودة ...

شيء من وجدان عائد من مكافحة مع من يخالون أنفسهم و أفعالهم فوق القانون و النّاس-5-
- بفضل المكافحة و حمدها تبدّل مسار الأمور و الأشياء و من مساءلة همّج معتدين انتقلنا إلى مساءلة المعتدى عليهم و تبرير الاعتداء بل و حتّى إلى تحويل المعتدى عليهم إلى معتدين... و انحسرت المسألة أو كادت إلى البحث في ما إذا كان الاعتداء فعلا أو ردّ فعل و إلى تعليله في الحالتين و إن بإلقاء مسؤوليته على رأس المعتدين بل رئيسهم الّذي اعتبر مجرّد شاهد ليس إلاّ رغم أنّ أعوانه جعلوه المذنب الأوّل خلال المكافحة و في بيان نقابتهم الآساسية...
- و الغريب في الأمر ( إن كان ما يزال في بلادنا أمر يمكن أن يستغرب) أن لا أحد لا في الإدارة و لا في ردهات المحكمة و لا في تفقّدية الدّاخلية و لا لدى أعلى السّلطات أراد أن يلتفت إلى أصل القضيّة ... و أصل القضيّة -كما عشناها- أنّ مواطنة تعيش تحت الحماية بقرار فوقيّ قد تمّ الاعتداء عليها في أرفع مقرّ للشّرطة و من قبل الشّرطة ذاتها... و فيما يبدو لا أحد يهتمّ بالإجابة على أسئلة من قبيل لماذا أخذ المرافق المعتدى عليها إلى منطقة الأمن؟ و لماذا تركها في السّيارة قدّام المقرّ و لم يطلب إدخالها إلى المأوى الدّاخليّ ؟ و لماذا قبل حارس المقرّ أن تركن السيّارة بمن فيها حيث ركنت ( و هذا أمر مثبت ضمن أقوال الشّرطة ذاتها... كما أنّ إنكاره يعني وجود ما لا يقلّ عن خطأين خطأ ارتكبه المرافق و خطأ ارتكبه الحارس الّذي لم ير شيئا و هو في موقعه الحسّاس أو تعمّد عدم التدخّل في الإبّان...)ثمّ لماذا تحوّل فجأة من نائب للمرافق يعوّضه إلى مهاجم معتد على من كان يحميها نيابة و أصلا؟
- ثمّ لنفترض أنّ صاحبة السيّارة ارتكبت خطأ في ركن سيّارتها ( أقول نفترض لآنّ الأبحاث تثبت أنّ المرافق هو من كان يقود السيّارة و هو من ركنها) ألم يكن في وسع الحارس و من هبّوا يؤازرونه في اعتدائه أن يعمدوا لحلّ الوضع بمجرّ د المناداة على زميلهم المرافق؟ لماذا أشاحوا عن هذا الحلّ الأمثل و الحال أنّهم لم يكونوا أمام ,ضعية خطرة أو مستعجلة أو معقّدة؟ لماذا فضّلوا العنف و الإرغام و لم يميلوا إلى التصرّف بحكمة و وفق الحقّ و القانون؟... من حقّي بل من واجبي أن أتساءل هنا أحصل ذلك لأنّ الاعتداء كان في الأصل متعمّدا و مدبّرا أم لأنّ المعتدين انقادوا لمناصرة زميلهم الحارس الّذي لم تسعفه لا ثقافته و لا اطّلاعه على واقع الأمور في الوطن و لا عقده ليستسيغ أن تكون "بنيّة" تحت الحماية و رأى في ذلك إجراء يستنقص من قيمته و أمثاله فتمرّد عليه ؟ و لماذا لم يعالج الوضع من قبل واحد أو اثنين من بين الحاضرين ( و منهم رؤساء يتبجّحون بالخبرة و كان عليهم أن يتقيّدوا و يفرضوا التقيّد بنظام العملو احترام التّراتبية)بدل تهافت كلّ من تهافتوا...
- في تصريحات الشّرط يظهر جليّا أنّ اعتداء حصل ... هم يسعون إلى الإنكار حينا و إلى التّبرير حينا و إلى القول أنّهم إنّما ردّوا الفعل حينا و لا يقرّون باستعمال العنف حينا لكنّ في أقوالهم ما يستشفّ منه أنّهم إنّما استخدموا عنفا هو عنف في الواقع و القانون و فعل عادّي في نظرهم و ممارستهم... و من دلائل ذلك قول بعضهم تصريحا مكتوبا أنّه اقتاد المعتدى عليها "عنوة". و تصريح آخر أنّ المعتدى عليها قد تمّ جرّها من كتفها...ثمّ أليس في الشهادة الطبية الآصلية الّتي وضعت بناء على تسخير ما يثبت آثار الاعتداء؟ ثمّ ألا يحمل بيان النّقابة الآساسية( و إن قال من أجريت المكافحة معهم أنّه لا يمثّلهم) ما يثبت الاعتداء و إن هو قد هوّن منه بالقول أنّه لو حصل لكانت المعتدى عليها قد قتلت باعتبار بنيتها و حالتها الصحّية؟ ( سأنشر نسخة من هذا البيان في الإبّان)...
- ألا يمثّل بيان النّقابة الأساسية اعترافا بحصول الاعتداء حيث أنّه يظهر أنّ الأعوان مدعوّون للتصدّي لقرار إداريّ قضى بمعاقبة بعض من زملائهم و حيث أنّ فيه اتّهاما لرئيسهم الأوّل (رئيس المنطقة) بالتّواطئ مع المعتدى عليهم؟...و يبدو أنّ ضغط النّقابة قد أفلح فعلا في إجبار صاحب القرار على التّراجع عن العقاب... ثمّ ألا يمثّل ما ورد في بيان النّقابة عن بنية المعتدى عليها اعترافا صريحا باستحالة أن تكون قد اعتدت و لو من باب ردّ الفعل عن أيّ كان...هذا علاوة على أنّ المعنية لا تحتاج لشهادة في الموضوع إذ أنّ في تاريخها و نضالها السلميّ الشفّاف و الاعترافات و التكريمات الوطنية و الدّولية ما يكفي و أكثر ليكذّب المفترين...
- لم أفهم لماذا لم يحضر أو لم يدع للمكافحة سوى ستّة شرطيين في حين أنّ من هاجمونا و اعتدوا علينا كانوا كبحر أسود كقطيع متراصّ ؟
- اتّضح أنّ الاعتداء ( على البنيّة و هو أوّل اعتداءات ثلاثة تتابعت) قد طال أمرهوقتا تمدّد و أنّه قد حضره أكثر من رئيس و غابة من الآعوان و أنّ المعتدى عليها كانت تصرخ ألما و حسرة و استهجانا و استنكارا فلماذا لم يسع أحد للتّهدئة و للسيطرة بلياقة على الوضع ؟و في أيّة غياهب كان مرافق المعتدى عليها؟ و في ذمّة من كانت المعتدى عليها حينها؟ و الحال أنّها كانت في حماية مرافق بقرار من وزير الدّاخلية ذاته و بمبادرته كما كانت في حماية شرطة جربة بمن فيها المعتدون عليها منذ أن نزلت من البطّاح... و لقد تبجّح سائق حافلة الشّرطة الّتي هاجمت فيما بعد والد المعتدى عليها فوالدتها بأنّه يعرفها و يعرف سيّارتها و تولّى خفرها من البطّاح حتّى مسكن والديها و [أنّه يعرف جيّدا والدها الّذي تابعه عسرين سنة ...
- يفهم من الآبحاث أنّ الشرطة المعتدية قد سارعت بطلب الإذن بفتح تحقيق ( و إذن بإيقاف المعنية فوريا؟) فلماذا لم يتمّ ذلك ؟ و لماذا لم يتمّ إيقاف و استنطاق(أستعمل هذه الكلمة لأنّها تحلو لهم و لأنّهم لا يعرفون الاستماع) والديها و هم يعتبرونهما مهاجمين؟ و لماذا طلب من المعتدى عليها و من والديها أن يقبلا بالصفح عن المعتدين و غلق الملفّ؟
- و لماذا أقرّت التفقّدية بحصول الاعتداء على الأقلّ ضمنيا. فهي قد أكّدت للينا و لأبيها بعد يوم طويل من البحث و الاستماع أنّها ستستدعيهما لو وجدت في أقوالهما ما يتناقض مع الوقائع و لم تستدعهما و هي قد اقترحت في ختام تقصّيها إحالة الملفّ على و كيل الجمهورية أي أنّها لم تقم لا بتبرئة المتّهمين و لا باعتبار أعمالهم مجرّد أخطاء بسيطة لا تستدعي سوى عقاب إداريّ ...
- و للحديث مواصلة...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire