3 juil. 2016

بعض من وجدان عائد من مكافحة مع معتدين كانوا يرتدون زيّ الحماة.

- أعود من مدنين مرهقا أحسّ بأنّنا لا نبني بلدنا بل مستمرّون في تقويضه. لكنّي لا أعود من مدنين محطّما أو يائسا بل أحسّني أصلب و أعتى . المعتدون استمرّوا في اعتدائهم و رغم كلّ ما جرى و يجري في بلادنا هم ما يزالون على غيّهم و صلفهم لا يريدون أن يقبلوا بوظيفتهم الحقيقية كمكلّفين بالإسهام في إنفاذ القانون و حفظ حقوق النّاس و يفعلون ما في جهدهم و أزيد كي يكونوا "حاكما" بل حاكمين بل طغاة يتأمّلون ذواتهم في غنج و "تقزدير" و ينتفخون ضفادعا ،يرهبون متخفّين في لبوس الدّعاة مصرّين على البهتان و الزّور و التعدّي تزيّن لهم نفوسهم بل ما بقي لهم منها أنّهم هم الحقّ الفاصل و السّيف البتّار و الآباء الّذين لا يناقش لهم فعل أو تجاوز ، يزهقون الأنفس و الأنفس لا نفيس في أنفسهم و لا حياء في أعينهم و لا حياة ترجى من فعلهم ، همّهم في جيوبهم و في ادّعائهم و في ما خيّلتهم لهم الدّكتاتوريات المتتابعة من جاه و نفوذ وسلطان و هم الخاضعون أبدا المتجبّرون عن غيّ و الأسرع دوما إلى التّباكي و المذلّون إصرارا لما فيهم من هباء إنسانية يحصدونها دهرا في النّاس.
- أعود من مدنين و أنا أكثر حيرة و تساؤلات بشأن لينا صحّتها و سلامتها و أمنها و لكنّني أحسّني الآن أقرب إليها ألصق بأحلامها و أفقه خيرا أحلامها و إصرارها و صحّة العزم فيها و أهوى فيها عشقها للحياة الحقّة الّتي لا يفهم كنهها صغار النّفوس و إن تغطرسوا. أعود من مدنين و قد أحببت لينا أكثر و زاد احترامي لأنفتها و إصرارها و تساميها و فهمت أزيد لما يتهافت عليها الكلاب و المتعصّبون و الأذلاّء و القتلة. لا أقول للينا "بدمي و روحي أفديك "بل أغنّي لها " لا يهمّ المناضل حين يضحّي إن يرى لحظة الانتصار" و أقسم أنّنا سنرى الانتصار و إن بعد حين و بأعين القادمين مندفعين من جراحات إخفاقاتنا و عزم أحلامنا البهيّة.
- أعود من مدنين حزينا على قضائنا ظروف عمل و "وهرة " أو هبة و قدرة على الفعل و المضيّ قدما . غير أنّ في نفسي فرحا لانتصارات حقّقها و إن لم تكن كالانتصارات.هو انتصار ليس كالانتصارات و لكنّه في هيئتنا الرّديئة انتصار أن يخرج من جحورهم "حاكمون بأمرهم "و يساءلوا و يخرق صلفهم و يصطدمون بأنّ من ضحاياهم من يواصل التحدّي و إن استمرّوا في جورهم و من في وسعه أن يركّع عيونهم و إن هم تدافعوا يهدّدون جهرا و إيحاء. قد تكون لاحقتني و تجسّست عليّ فعلا عشرين سنة كاملة لكنّك على أيّ حال لم تخضعني و لم ترهبني بل إنّني و أنا أعي أنّ على البسيطة من أرهاطك ما يعسر عدّه لم أهتمّ حتّى لمجرّد خطاك. و هذه منك شهادة لي .

- و أنا أعود من مدنين أعود مهموما أكثر فوطني تمزّقه الذّئاب المتجمّعة و يهدّده المتكالبون و الكلاب ويسهى "نواطيره" عنه. و لكنّ وطني يتغيّر و فيه في ملّ أنحائه و من كلّ أصنافه أناس طيّبون.
- أعود من مدنين و "نوّارتي" و لما أخجل أن أقولها نوّارة هذا الوطن لينا متّهمة بهضم جانب يا ليته مجتمعنا يهضمه حقّا و يلفظ منه ما عسر و ما لا فائدة ترجى منه.
- أعود من مدنين و محكمة مدنين و أنا أتحسّر على وقت نهدره و ساخطا على إجراءات و فقه إجراءات تجبرك على الوقوف و جلاّديك في نفس المقام تسمع ما اختلقوه من مزاعم و أكاذيب و افتراءات و يبرقشون سلاطتهم و تعدّيهم و يسعون أن يجرّوك من موقعك ليجعلوك المتّهم و يتحوّلوا خرافا ذبحتها.
- أعود من مدنين أحمل وسام عمر أرادوه علامة اهتراء و سيرونه شبابا يهدّ جشعهم و ظلمهم و يفضح ألاعيبهم و تعدّيهم. نعم أنا مسنّ و لا شيء يضيرني في سنّي و كما تحدّيت أضرابكم يانعا سأبذل لاما في وسعي لأسهم في هتك بلادتكم و جور مساعيكم و سوء أحوالكم و أخلاقكم. و إن كان في وسعكم أن تسمعوا و تعوا أروي لكم قصّة عمّي (اسمه مهنّي بن مهنّي و كان "يهنّي") سمعته يردّ على متحذلق جاء يشري حاجة من حانوته بنهج الباشا و ناداه في استهزاء يا عمّي الرّاجل الكبير اأن قال له مرحبا بك و إن شاء الّله لا كبرت...أضيف أنّ عجرفتكم تهلككم و أتمنّى لكم أن لا تكبروا أكثر فثقلكم قد أهلك أنفاسنا لكنّي أريدكم أن تبقوا حتّى تعجزوا و أزيد.
- أعود من مدنين و أنا على استعداد أفضل لكلّ المكافحات و المواجهات و التّصدّي و أضع نفسي تحت تصرّف كل ّ أصحاب القضايا العادلة في كامل ولاية مدنين لأسندهم بكلّ ما أقدر عليه...
- أعود من مدنين و أنا فخور بمحاميّ أكبر رفعة أخلاقه و صبره و عزمه.
- و للحديث بقيّة....

شيء من وجدان عائد من مكافحة مع شرطيين -2-


- أليس من نكد الزّمان و نذر هذا العهد الجاثم على الوطن أن تضطرّ لينا بن مهنّي ،لأنّها تتشبّث بحلم قضاء ناجز و عادل و معلّم ،إلى مغالبة وضعها و التحوّل إلى مدنين لتجد نفسها تواجه بعضا ممّن اعتدوا عليها و كان يمكن أن يتسبّبوا في موتها لو أتيح لهم أن يستمرّوا في عسفهم و لو لم تمنعهم هبّة نساء و رجال صدقوا عزما و مقاومة للطّغيان أن يحشروها ليلتها في فظاعة زنزانتهم البشعة و لتسمع أحدهم "يتغنّى" بها لكنّه يبرّر فعلتهم الكريهة بأنّها كانت ترتدي ملابس خليعة، ومن هو و بأيّ حقّ يحكم على لباس النّاس و يعاقبهم و زمرته عليه؟ و أليس من علامات العسر الّذي يعيشه قضاؤنا أن يترك للمعتدي مرّة بل مرّات الحبل على الغارب فتضطرّ لينا إلى الاحتجاج و تصدع مرّة أخرى بحقّها في أن تكون كما تريد هي أن تكون لا كما يريد الطّغاة و البغاة و المتجبّرون و خدّام الطّغاة و البغاة و المتجبّرين؟ و أليس من علامات حظّنا العاثر أن يتباهى بأنّه يعرفني منذ عشرين عاما و أنّه أحصى عليّ خطواتي بجربة كلّما جئتها ثمّ يقول إنّه قد رافق لينا إلى مسكن أهلها عند حلولها بجربة زمن واقعة الاعتداء و يردّ على إنكاري ادّعاءه بأنّه كان يتبعنا خلفنا من دون أن نشعر فيثير تساؤلات كان على غيري أن يسألها و لكنّه لم يفعل من مثل : "هل يصحّ أن نطمئنّ بعد هذا لحماية و مرافقين لم ينتبهوا حتّى لسيّارة تتبع من يحمونها؟" و"ما حكاية السّيّارة الّتي قال مرافق لينا حينها أنّه انتبه إليها الليلة السّابقة للاعتداء تحوم حول المسكن؟ و السيّارة الّتي طلب منّي ملاحقتها بعد لأي من عودتنا بعد الاعتداء؟"
- هل بدعوى المكافحة يحقّ لمتّهم بالاعتداء أن يصيح كما يشاء و يتبجّح كما يشتهي و يتحوّل من مظنون فيه إلى صاحب حقّ يتّهم؟ و هل أنا ملزم بعنوان الإجراءات أن أعيش مرّة أخرى إرهاب شرطيين ما يزالون يحسبون أنفسهم مطلقي الحصانة يملكون حقّ الرّبط و الحلّ والنّقض و يحكمون حتّى الأنفس و الأنفاس و ينطقون إذ ينطقون بما يشبه النّباح بل يتعدّاه؟
- لماذا تحرّك القضاء الآن بالذّات بعد سبات طويل؟ و لماذا تم يستجب الشّرطيون لاستدعاءات القضاءإلاّ الآن بالذّات و بعد تغاض دام ؟ أللأمر علاقة بتقارير اللجنة الآممية المهتمّة بمناهضة التّعذيب و توصياتها و بالذّات ما تعلّق منها بالاعتداء الّذي تعرّضت له لينا و عائلتها؟ إن كان الأمر كذلك أتمنّى أن يغتنم القضاء الفرصة ليتقدّم أكثر و أرجو أن لا يكون إنجاز المكافحة مجرّد عمل دعائيّ أذنت به السّلطة للتّدليل على حصول حلحلة للملفّ و سرعان ما سيتلوه سبات جديد.
- واحد من المعتدين الأساسيين على لينا نفى أنّه عنّفها لكنّه قال أيضا أنّه "اقتادها عنوة".! ألا يعني هذا أنّ على شرطيينا أن يقرؤوا و يتعلّموا تسمية الأشياء بأسمائها و يكفّوا عن تطويع القانون و السّلطة و الأشياء و أن يدركوا أنّ الأرانب و القطط حتّى هي أضحت لها حقوق و هويّة.
- أحد المعتدين الأساسيين على لينا نقل بمثل خطّته إلى معتمدية مجاورة. و قد تكون النّقلة قد حصلت كإجراء إداريّ اتّخذ بعد التفقّد الّذي طلبناه. و حسب ما يشاع قد تعود أسباب النقلة إلى تعدّيات أخرى ارتكبها. و هو على أيّ حال يواصل صلفه و عنجهيته و تعدّيه حتّى على التّراتيب و زملائه. و يبدو أنّ الصّورة المنتفخة التي افتعلها له إعلاميّ مضحك لم تفعل سوى أنّه اغترّ بها أكثر.
- لمّا سمعت ما سمعته عن جملة الاعتداءات التي نسبها إلينا من اعتدوا علينا بل بعضهم و لمّا أصرّوا على أنّ لينا عنّفتهم و نعتتهم بأبشع النّعوت و على أنّني كنت في حالة هجوم على عرينهم لمّا قصدته لأقابل رئيسهم عجبت من تهاون شرطة لم تحبسنا جميعا ليلتها !!
- و أنا أرى بعضا من الشّرطيين المظنون فيهم في عمرما يزال يتصارع فيه الجسم بين طفولة و بين شباب ترى على سيمائهم تردّدا بين الشّهادة بالحقّ و بين الانجرار إلى مبتذل الطّغيان أشفقت عليهم و خفت عليهم و تحسّرت على طموح و توق تحوّلا شراسة كواسر مغرورة.
- و للحديث بقيّة و مواصلة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire