15 mars 2016

خاطرة


[في زمن ماض أكلته الأحداث كان صنم بل كانت "صنبة" تنتصب في قلب المدينة
و لم يكن بعضنا يراها تخليدا لماض و اعترافا بقيمة بل كنّا نحسّها وعيدا و تهديدا و تأبيدا
كنّا نقرؤها غزوا و تهافتا إن تحرّكت المدينة و بطشا يريد أن يشلّ كلّ من يفكّر و يفتح فاه
و كنّا نسمعها تقول "برغم أنوفكم بنينا مملكة الجمهوريات و جعلنا الحكم أبديا و منعنا عن تونس ألوان الطّيف و الفسيفساء و جعلنا رؤوسكم دون حوافر الحصان يعطي الإشارة أنّى شئنا لتسحقكم جحافل دائمة الاستعداد تنظر راكب الحصان المتعنّت تستقرئ غضباته و جوعه إلى التفرّد و جنوحه إلى قصف تطلّعات الشّباب و دوس الزّهر المتوثّب ليينع "
و لأنّ التّونسيّين كانوا حينها قد بدؤوا يتعلّمون كيف يسخرون حتّى من أنقسهم و كيف يحوّلون الغمّ ضحكا راجت في المقاهي و البارات عادة استهدفت الحصان و في بالها راكبه
كان الواحد منّا يسأل كلّما رام قطع نقاش احتدّ أو ترطيب أجواء بدأت تتعكّر " من يجيبني ألحصان الصّنبة خصيتان أم واحدة أم أنّه بدون؟"
و رغم أنّ السّؤال و الجواب قد تواترا و تكرّرا كم مرّة لم يكن أحد يعطي جوابا واثقا يصدّقه الجميع بل كنّا نهرع كلّنا أو بعضنا وسط الشّارع نتثبّت و إن عن بعد
و أقسم أنّني انتبهت أكثر من مرّة لبعضنا يتلمّس ما بين فخذيه يتثبّت

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire