30 janv. 2011

يتعيّن على الحكومة الانتقالية أن تعتذر

إن لم تعتذر الحكومة الانتقالية بصفة واضحة و حقيقة عن القمع الذي تمّ تسليطه على المعتصمين في ساحة القصبة ثمّ في شوارع تونس و عن تجدّد خروج الفئران القذرة من جحورها (ميليشيات الدستور و البوليس السياسي و البوليس المتخفي في ملابس مدنية) و تسليطها لعنف شديد على المعتصمين و عامّة المتظاهرين و المارة بشارع الحبيب بورقيبة و الأنهج المتفرّعة عنه,فإنّه لن يتبقّى لنا إلاّ أن نتبنّى دون أيّ نقاش و أيّ نقد أو اعتراض موقف المعتصمين من هذه الحكومة و أن ننادي معهم بتأكّد التمسّك بالإلغاء الكلّي لحزب الدستور و برفض وجود أيّ وجه قديم في أجهزة الدولة و في نفس المعنى يتعيّن على نجيب الشابي و أحمد إبراهيم تقديم اعتذار شخصي و مخصوص و السعي إلى تيسير أعادة تجمّع من يريدون الاعتصام في الموقع الذي سبق أن وجدوا به قبل تسليط العنف على المعتصمين

28 janv. 2011

نصوص بعض الأصدقاء

عندما يعود الأحرار إلى الدار تخرج الفئران من الغار

                                                     عمار العربي الزمزمي


وأخيرا خرج الصامتون عن صمتهم فهل من مقارنة بين الناطقين ؟
منذ أن اتخذت الحركة الشعبية طابعا سياسيا واتسمت تحركات الشعب (إضراباته ومسيراته) بالشمولية والتواصل وأظهرت قوات الأمن عجزها عن السيطرة على الوضع رغم كل ما أظهرته من بطش أعمى سجل الجيش حضوره الذي بدأ محدود ثم تحول إلى انتشار في حدود ما يسمح به عدده المحدود. ولم يقابل الشعب حضور الجيش على الساحة بالنفور والرفض اللذين قابل بهما حضور قوات الأمن بل حصل بين الطرفين تفاعل إيجابي وجد ترجمته لا في التحية العابرة المتبادلة بين الجنود والمارة ولا حتى في العناق الحار أحيانا فحسب وإنما تجلى أيضا في تقديم المواطنين الطعام للجنود خصوصا في المدن الصغرى حيث لا توجد ثكنات تزودهم بالطعام وتجلى أكثر في الشعارات المرفوعة في المسيرات والتي تغيرت من لحظة إلى أخرى من اللحظات التي مرت بها الثورة – فقد رفع المتظاهرون في البداية  شعار "جيشنا لك التحية والبوليس هو القضية" وفي ذلك إكبار لموقف الجيش الذي نأى بنفسه عن قمع الشعب وجنّب البلاد حمام دم.
وفي مرحلة ثانية رفعوا شعار "جيشنا لك التحية وبن علي هو القضية". ولما سقط بن علي وعبر الشعب عن عزمه على التخلص من بقايا الدكتاتورية رفعوا شعار "جيشنا لك التحية والتجمع هو القضية" أو "والغنوشي هو القضية..."
كان الشعب إذن يكبر موقف الجيش لكنه كان بحاجة إلى موقف صريح من قيادته التي لازمت الصمت. كل ما تسرّب هو أنّ الجنرال رشيد عمار قائد جيش البر رفض الانصياع لأوامر بن علي الذي دعا إلى الزج بالجيش في الصراع الدموي بين النظام والشعب وراجت حتى إشاعة حول إقالته وربما تصفيته جسديا وهذا طبيعي في ظل التعتيم الإعلامي- ولم يخرج الجنرال رشيد عمار عن صمته إلا يوم 24 جانفي حين وقف بين وزارة الدفاع وساحة الحكومة المكتظة بالمعتصمين يلقي كلمة بلغت الشعب عن طريق الفضائيات. ولئن أعلن صراحة انحياز الجيش إلى الشعب ووعد بحماية ثورته فإنه دعا إلى إخلاء الساحات وهذا ما لم ترتح له جموع المعتصمين.
وقد شهدت الفترة الأخيرة أيضا ارتفاع صوت مدير التجمع الدستوري الديمقراطي الذي فاجأ الشعب التونسي بموقف غريب. قال بأن أمثاله من التجمعيين كانوا ضحايا دكتاتورية بن علي . قد يقبل الناس هذا الكلام من منخرط عادي يرى في انخراطه شرطا للحصول على شغل يضمن له لقمة العيش أو حتى للتمتع بأيام "عمل" في حظائر البطالة مقابل مبلغ زهيد لا يرتقي إلى مستوى الأجر. وقد يقبل هذا الكلام أيضا من إطار قاعدي محدود الثقافة والتكوين لكنه لا يقبل من إطارات الحزب العليا فضلا عن مديره. فهؤلاء لم يصمتوا فحسب عن الفساد الذي استشرى في مفاصل الدولة وفي نسيج المجتمع بأكمله وتحول إلى ممارسة مؤسساتية وعن القمع الذي طال قطاعات واسعة من الشعب وتجاوز الحالات الفردية والتجاوزات إلى ممارسة منظمة ممنهجة وإنما تصدوا بقوة إلى كل من شخّص أوضاع البلاد ورفع صوته بالنقد وألصقوا به النعوت المعهودة منذ عهد بورقيبة (الصائدون في الماء العكر-المشككون في سلامة مسيرة البلاد-الذين في قلوبهم مرض- المأجورون – الشرذمة الضالة التي لا تحب الخير لتونس"...) و قد صمّوا أذانهم حتى آخر لحظة عن صوت الشعب الذي نزل إلى الشوارع وتحدثوا عن الجموع بوصفها "شرذمة مناوئة" وحالما تم الإعلان عن مغادرة بن علي للبلاد شهدت بعض المدن ومنها العاصمة محاولة تكرار مهزلة قديمة هي "فبركة" مسيرات الولاء والتأييد. فبدل الهتاف المعهود "يحيا بن علي" سمعنا مجموعات قليلة قدمت في إخراج مبتذل على أنها الشعب وهي تهتف "نعم للديمقراطية و تعم للحكومة المؤقتة" معتبرة تولي محمد الغنوشي لمهام الرئاسة منتهى ما يطمح إليه الشعب التونسي . ولكن سرعان ما غطت أصوات الشعب الحقيقية هذه الأصوات غير الأصيلة فصمت أصحابها إلى حين ولازموا جحورهم ولكنهم بدأوا يطلون برؤوسهم من جديد يوم 25 جانفي حين نزلوا إلى شارع بورقيبة بقلب العاصمة ومعهم أطفال مدارس صغار مرددين "العمل، الوطن" وكأن البقية ضد العمل وغير وطنيين والحال أن المعلمين والأساتذة قرروا استئناف الدروس. وقد أثار حضورهم بهذا الشكل الاستفزازي غضب الشباب المتحمس للثورة فانتظمت مسيرة مضادة على عجل وبشكل تلقائي والحمد لله أن الأمر لم يفض إلى حصول تصادم بين الطرفين.
ويضاف إلى ذلك حصول موجة  هجومات على مقرات الإتحاد ببعض الجهات.
لذلك نقول بأن الدعوة إلى إخلاء الساحات والعودة إلى الديار سيوفران حتما الفرصة لخروج قوى الردة من الغار بعد أن اختبأوا به أياما. وبقاء الشعب في الشوارع والساحات رد فعل على تعنت الحكومة المؤقتة وعلى الذين يرغبون في عودة الأمور إلى نصابها واستئناف الناس لأعمالهم بشكل عادي- وهذا ما يهدف إليه الجميع في النهاية- أن يوجهوا نداءاتهم إلى المتعنتين الذين قال فيهم الشعب كلمته.
هل المعتصمون يمثلون الشعب حقا ؟
فوجئ كثير من الناس بخطاب غريب وارد على لسان عضوين من أعضاء الحكومة المؤقتة لا يمثلان كما يتبادر إلى الذهن التجمع الدستوري وإنما حزبين من أحزاب المعارضة المعترف بها نأيا في وقت ما بنفسيهما عن موالاة السلطة.
فهذا أحمد ابراهيم أمين عام حركة التجديد يتحدث عن أقلية تتظاهر في الشوارع وهذا أحمد نجيب الشابي زعيم الاتحاد الديمقراطي التقدمي يقول بأنّ مئات المعتصمين بساحة الحكومة والمتظاهرين في الشوارع لا يمثلون الشعب وإنما الحركات السياسية.
صحيح أنه لا يجوز لأحد أن يدعي تمثيل الشعب قبل أن تقول صناديق الاقتراع كلمتها وإن كانت صناديق الاقتراع لا تعكس دائما بالضرورة إرادة الشعب على الوجه الأكمل ولا يستطيع أحد أن يدعي التحدث باسم الشعب ولا حتى باسم فئة أو قطاع من قطاعاته في غياب مؤسسات حقيقية انتخبت بكل حرية- ولكن لا يجب أن يقودنا ذلك إلى التشكيك في تمثيل المعتصمين بساحة الحكومة والموجودين بالشوارع والساحات لقطاعات واسعة من الشعب التونسي. فهم عبارة عن وفود جاءت من جهات مختلفة . وكل وفد هو امتداد للجموع الثائرة في جهته.
والذين يقولون بأن بضعة آلاف لا يمثلون الشعب التونسي ينسون أنهم –بفعل عدم إنصاتهم لنبض الشارع- فقدوا هم أنفسهم ثقة الآلاف الذين تعاطفوا معهم في وقت من الأوقات ولا يخفى على الملاحظ الفطن أن تلك الجموع عيّنة من الشعب التونسي. فقد ضمت الشباب الذي لا ينتمي إلى أي حزب أو منظمة من منظمات المجتمع المدني كما ضمت فئات مختلفة من الجنسين ومن كل الأعمار وذوي حساسيات سياسية متنوعة لا يرفعون حاليا بشكل صريح شعارات حزبية و نقابيين و مناضلين و مساجين.....سياسيين من مختلف التوجّهات والأجيال.
شبابنا هو الذي أضرم نار الثورة ... لكن.
بات من المسلم به أن الشرارة التي أوقدها الشهيد محمد البوعزيزي سرت أولا في الشباب فأوقد نار الثورة وظل الشباب  في الصفوف الأمامية معرضا صدوره للرصاص ولولا تضحياته الكبيرة ما كانت الدكتاتورية لتندحر . وسيظل الشباب درعا للثورة وطلائع متقدمة سائرة على طريق استكمال مهام الثورة وتصفية بقايا الدكتاتورية. ويضاف إلى هؤلاء الثائرين الذين واجهوا الرصاص جنود خفاء وفروا للثورة تغطية إعلامية وتعبئة ضروريتين لنجاحها معرضين أنفسهم للإيقاف والقمع خصوصا في المرحلة الأولى قبل أن تفلت الأمور من يد السلطة التي حبست البلاد وراء ستار حديدي يصعب اختراقه.
لكن ليدرك شبابنا بأن جذوة الثورة ما كانت لتظل ملتهبة وتحقق أهدافها لولا التحاق بقية فئات الشعب وفعاليات المجتمع المدني بها. صحيح أن هذا الالتحاق كان متأخرا نسبيا وأن هذه القوى لم تتمكن من تأطيرها وقيادتها على الوجه الأكمل لكن ما كان لها أن تتسع وتثبت لولا الفضاءات التي وفرتها هياكل الإتحاد العام التونسي للشغل والتنسيق الذي قامت به إطاراته والزخم الشعبي الذي ولدته الإضرابات العامة خصوصا إضراب يوم الجمعة بتونس العاصمة الذي كان حاسما في إسقاط بن علي. ثم هل يجوز الحديث عن ثورة فئة سواء كانت اجتماعية أو عمرية ؟ فثورتنا ليست ثورة عمال ولا فلاحين ولا شباب فقط وإنما هي ثورة شعبية انخرطت فيها كل فئات المجتمع الرافضة للدكتاتورية والمتمسكة بالحرية.
عندما نصل إلى مرحلة الاستحقاقات سيكون للشباب استحقاقاته في الشغل وللجهات المهمشة استحقاقاتها في التنمية المتوازنة وللفئات الشعبية استحقاقاتها في العيش الكريم وللمستثمرين استحقاقاتهم في الاطمئنان على ممتلكاتهم وتوظيف أموالهم دون خوف من الشراكات المريبة.  
لذلك على الشباب أن يكون يقظا وأن لا ينسى لحظة بأنه جزء لا يتجزأ من شعب بأكمله وأن الثورة وصلت مرحلة دقيقة تحتاج إلى كثير من تنسيق الجهود وتوظيفها فيما يخدم أهدافها وهذا يعني الابتعاد عن بعض الشعارات التي قد يفهم منها الإقصاء والاستبعاد وهذا لا يعني السماح لبعض من يحاولون ركوب الموجة من جني ثمار الثورة وترك الشعب على الهامش.
      


                                               27 جانفي 2011
" العربان " يخيمون ساحة الحكومة
ما أشبه اليوم بالأمس لكن التاريخ لا يعيد نفسه
عمار العربي الزمزمي
سجين سياسي سابق وناشط في المجتمع المدني

سبحـــــــان مغير الأحوال :
حتى الأمس القريب كان المار بساحة الحكومة يتفادى تلقائيا الاقتراب من الحراس الوقفين بباب الوزارة الأولى و إذا حصل سهو أو نسيان يجابهه هؤلاء بغلطة و يطلبون منه بلهجة آمرة زاجرة أن يمر بالجانب الآخر للساحة  أين هؤلاء الحراس اليوم؟ و أين مسافة الأمان التي كانوا يؤمنونها لهذا المقر السيادي الذي كانت تلتئم فيه الاجتماعات لتصدر أخطر القرارات؟ لقد بات الوزير الأول محمد الغنوشي الذي صم أذنيه على أصوات الشعب المنادية برحيله عاجزا عن الدخول إليه لم يسمع هدير الشوارع فجاءته الجموع إلى مقر وزارته لتسمعه صوتها. و الأغرب من ذلك بل المذهل أن شباب تونس لا بل أطفاله و رجاله و نساءه كهولهم و شيوخهم أصبحوا يزاحمون جنودا أو ضباطا يتحركون بصعوبة بالغة بسبب الزحمة و ضيق المكان مظهرين لحد الآن صبرا و سعة صدر يحسبان لهم.
من كان يتصور أن تزول الرهبة من القلوب إلى هذا الحد و أن يتحطم جدار الخوف بهذا القدر؟ كانت الجموع فيما مضى تقرر في هبات غضبها التوجه إلى سفارة لا يعجب موقف حكومتها من هذه القضية أو تلك أو إلى الإذاعة و التلفاز التي تثير برامجها السخط لأنها هي في واد و نبض الشارع في واد أخر . وقلما كانت تصل إلى المكان . فماذا حصل لترابط جموع الشعب بساحة الحكومة ؟
أكثر من واحد يقول أقرصوني حتى أتأكد بأنني في حال اليقظة لا في حلم . إنها لحظة تاريخية نادرة يصعب تكرارها أنها مثل تلك الحظة التي اكتسحت فيها جموع الشعب الفرنسي سجن الباستيل و جموع الشعب الروسي قصر القيصر و هدمت فيها جموع الشعب التونسي لا تحمل سلاحا و لا معاول و لا حتى عصيا بل حولت رموز القوة إلى شيء تتندر به فقد طاف بعض الشبان بخوذة أحد أعوان الأمن مرفوعة على عود و لا أقول عصا . فالجموع لا تتوعد أعداءها بالقتل لا شنقا و لا سلاحا و لا رميا بالرصاص إنها ببساطة ترفض القصاص العاجل و عدالة الشارع.
ولا يحد عنك مشهد الشبان الذين يتسلقون الأسوار العالية و يتشبثون بحواجز النوافذ الحديدية السميكة . إنهم لا يهاجمون مقرا سياديا تحصن به صاحبه بل هم يعلقون لافتاتهم و يلصقون معلقاتهم التي تحمل شعاراتهم متخيرين لها ابرز الأماكن حتى تثير اهتمام المصرين لا المحترفين فحسب و إنما الهواة أيضا و كل الناس أصبحوا من هواة التصوير.
ما أشبه اليوم بالأمس: عندما يطلع النهار و تبدأ الحركة تدب في العاصمة يأخذ الناس في التقاطر على ساحة الحكومة محاولين التسلل عبر المنافذ القليلة التي يقم عليها الجيش الذي عوض قوات الأمن حواجز . و ينضم هؤلاء إلى المرابطين أو المعتصمين بالساحة الذين جاء أغلبهم من المناطق الداخلية من تونس الأعماق لا الأفاق كما كانو يسمون و نصبوا خيامهم و قد تفتقت قرائحهم على طرق طريفة في تثبيتها في أرض مبلطة لا تراب فيها و قد وضع كل وفد معلقة تشير إلى هويته. فهذا وفد الحامة وهذا وفد القصرين و ذاك وفد سيدي بوزيد و الأخر وفد قفصة الخ... و ما هؤلاء إلا أحفاد " العريان" و هي تسمية تحقيرية كانت تطلق على أهالي الأرياف التونسية ذوي التركيبة القبلية أي بني زياد و الفراشيش و ماجر و دريد و الهمامة و زلاص و غيرهم.
فقد كان هؤلاء " العربان"  كلما هبوا و انتفضوا يحاصرون " الحاضرة " و يخيمون حولها و يشيدون السبل على "المحلة" فيمنعونها من الخروج لجمع "المجبى " ( أي الضرائب ) و يضغطون على البايات لجعلهم يتراجعون عن هذا القرار أو ذاك.
لكن التاريخ لا يعيد نفسه :كل هذا الإرث الثوري حاضر في أذهان من قرأ التاريخ من هؤلاء المعتصمين وحاضرا أيضا في التركيبة النفسية لبقي بصفة غير واعية لكن التاريخ لا يعيد نفسه و إن اعتقد البعض ذلك.فأحفاد العربان يتحركون اليوم بوعي أرقى صنعته تجارب الأمس البعيد و القريب و تراكمات النضال و الدروس المستقاة من الخيبات و الانكسارات و المغالطات. أحفاد " العربان" يعرفون ماذا يريدون . إنهم ليسوا جياعا دفعتهم سنوات القحط  أو ارتفاع الضرائب إلى المجيء للتظلم كان يطلبوا التراجع عن رفع المجبى . لن نسمع منهم نداءات الاستغاثة " يا سيدنا نحن جياع" و سيدة القصر التي فرت لن تطل عليهم من شرفاتها لترد عليهم بقولتها المشهورة : " كولوا حتى المحمصى بالقديد"
أحفاد "العربان" يطالبن بالحرية التي لن تتحقق إلا برحيل رموز العهد السابق و تخليهم عن السيطرة على مفاصل الدولة بعد أن رحل بن علي رأس هرم السلطة الدكتاتورية و لن يطيب خاطرهم كلام معسول و لا وعود لم يعودوا يثقون بها.
لقد وقف بالنسبة إليهم ساعة الحساب و هم مصرون على نيل استحقاقاتهم كاملة و إقامة العدالة بالوسائل السلمية معولين على قواهم الذاتية رافضين كل استنجاد بالخارج. فهم لا ينتظرون مثل أجدادهم تدخلا  من باب العلي ( الخلافة العثمانية) لا يأتي و هم يرفضون رفضا قاطعا تدخل الشقيق البعيد و القريب قبل تدخل " الصديق " التقليدي و الغريب و يحذروك كل الذين يحاولون في العلن و الخفاء التدخل في شؤونهم الداخلية لسرقة ثورتهم و إجهاضها.
 
ما أجمل أن نلتقي حول الوطن

hedibag@yahoo.comالهادي غيلوفي:باحث في التاريخ
 ما أجمل أن نلتقي مجدا حول الوطن بعد أن فرقتنا الاديوليجيات والصراعات ، تشهد ساحة القصبة هذه الأيام أجمل أيامها حيث إنها جمعت أبناء تونس من مختلف الجهات والفئات والايديوليجيات ، من شباب ورجال وكهول ونساء وفتيات في حلقات ومسيرات في جوا يسوده الوئام والحوار والذكريات . الكل يعبر عن رأيه دون إقصاء ولا قمع والكل يجمع علي رفض الالتفاف علي الثورة ومكتسباتها وأهمها الحريات التي حرم منها الجميع علي امتداد 55 سنة من دولة الاستقلال والاستبداد ، عهدين رفع فيهما الصوت الواحد وهيمن فيهما الرأي الواحد و الحزب الواحد . هنا في ساحة الشعب كما يحلوا للشباب تسميتها حاليا حلقات نقاش بين مختلف الفيئات شباب وكهول  ومختلف الحساسيات والتيارات الفكرية والسياسية من مختلف الأجيال المناضلة فكمي الثروات تورث فالثورات تورث فما أجمل أن يلتقي مناضلين اختلفوا في الماضي ويتذكرون سنوات الجمر التي أحرقت الكل من يساريين وقوميين وإسلاميين وحقوقيين. سنوات تميزت بالسجون وكم الأفواه وقمع الحريات والإقصاء.
ما أجمل أن تلتقي الأجيال السابقة من المناضلين مع أبطال ثورة التحرير ثورة جانفي 2011 هؤلاء الشباب الذي مل جلهم نظام ولدوا وترعوا فيه ولم ينالوا منه سوي الوعود الكاذبة . أرهقهم نظام الجنرال وسد أمامهم الأفاق فقرروا أن يكسروا القيود وينتفضوا ليحرروا أنفسهم ووطنهم كانت لهم الجرأة علي انجاز ما عجز عليه جيلنا والأجيال التي سبقتني . لكن هذا الجيل في أمس الحاجة لينهل من التجارب السابقة من الأجيال التي سبقته لكي لا يقع في أخطائهم هذه الأجيال التي اختلفت واصطدمت وتصارعت في حروب مجانية كان النظام يغذي هذه الصراعات .
ما أجمل إن تلتقي هذه الأجيال لتتصارح وتتصالح لتستخلص الدروس من أخطاء الماضي المتمثلة في ثقافة الإقصاء ورفض الأخر التي مكنت النظام من تصفية كل الأطراف الواحد تلو الأخر وكل واحد ينئي بنفسه أما خوفا أو شماتة  ليتجرع الجميع من نفس الكأس كأس السجون وكم الأفواه لكي لا يبقي علي الساحة سوي عبدت الصنم أولائك الانتهازيين من مختلف الحساسيات الذين أعلنوا الولاء والطاعة إما بالتحاقهم بالحزب الحاكم أو الذين فتحوا دكاكين(أحزاب) تعود ملكيتها له ليشاركوا في حفلة النهب المنظمة لممتلكات الشعب الكل ينال نصيبه وعلي قدر أهل العزم تأتي العزائم.
ما أجمل أن نستخلص دروس الماضي لنبني عليها المستقبل بأقل الأخطاء أن نتجاوز الفرقة والاختلافات الصراعات الهامشية لقد تصارعت كل التيارات والحساسيات وأمطرت بعضها بعضا بشتي التهم  والشتائم والنعوت من الإلحاد إلي الضلامية إلي الشوفينية هذه الصراعات هي التي مكنت النظام من الهيمنة علي البلاد وقهر العباد وخلف تركة ثقيلة من الفقر والديون والتصحر السياسي والثقافي والفكري علينا أن نعمل علي محو أثاره جميعا . فعلينا جميعا أن نعمل علي بناء وطن لكل أبناءه بلد تسوده ديمقراطية توافقية تقوم علي تبني نظام سياسي يكفل حق المشاركة ، نظام برلمانا لا رئاسيا نظام تحكمه حكومة برلمانية تقوم علي المحاسبة والمسائلة وتكفل الحريات السياسية والفكرية والثقافية . فلنتوقف عن عبادة الأفراد والزعامات التي لا تقود ألا إلي الاستفراد.
لقد آن الأوان لنقول بأننا جميعا شركاء في الوطن ونعمل علي الحفاظ عليه وعلي ثورته ولا نتركه بأيدي عصابات النهب الاقتصادي والسياسي . لقد ناضلت أجيال تلو الأجيال لنصل إلي هذا الانجاز التاريخي الذي أنجزه الشباب الذي تبين بالفعل بأنه هو الحل ولكننا جميعا مطالبين بمد العون له دون وصاية علي أفكاره وطموحاته فالنعمل علي  فتح الفضاءات والمنتديات والمنابر لنجذر تجربتنا الديمقراطية القائمة علي القطيعة مع الماضي الأليم تجربة تقوم علي احترام إنسانية الإنسان فعلا لا قولا . وليدرك الجميع أن لا وطنية بدون مواطن و إن هذا الوطن يتسع للكل لجميع أبناءه ، فالتعش تونس حرة دون وصاية وليعمل الجميع علي حماية هذه الثورة ومكتسبانها ولعل أبرزها هو كسر الانفراد والاستفراد وحق حرية التعبير والتنظم وكفالة حق الحريات لكل الفيئات والحساسيات تلك الحريات التي تطلق العرين للإبداع في مختلف المجالات الفكرية والثقافية والاقتصادية وليبقي شعارنا دائما :
 تونس حرة حرة والطغاة علي برة.                      


أبناء تونس الأعماق يحررون البلاد من الطغاة hedibag@yahoo.com الهادي غيلوفي: باحث في التاريخ  http://atunisiangirl.blogspot.com/2011/01/hedibagyahoocom.html

لقد انتفضت تونس الأعماق (سكان المناطق الداخلية) لتثور عن الواقع الذي تعيشه البلاد . هذه الثورة الشعبية التي قادها الشارع الذي فاق نبضه تحاليل النخب والباحثين والسياسيين .
فتونس الأعماق كانت ولا تزال خزان للثورات والانتفاضات الاجتماعية الرافضة لكافة أشكال التسلط والقهر مهما كان مصدرها محلية الصنع (نظام البايات) أو أجنبيا الاستعمار .
فتونس الأعماق هي التي خرجت منها ثورة علي بن غذاهم سنة 1864 وما تركته تركت في الذاكرة الجماعية من أمل . ومن بعدها ثورة انتفاضة الفلاحين سنة 1906 ثورة الفراشيش ليتمرد بعد ذلك أبناء الأعماق من الهمامة إلي الودارنة مرورا ببني زيد إبان الحرب العالمية الأولي بقيادة البشير بن سديرة وعبد اللطيف الدبابي ومحمد الدغباجي .وصولا للثورة التحررية ما بين 1952و1956 التي شارك فيها أبناء تونس الأعماق بكثافة دون أن نغفل مشاركة أبناء بقية المناطق بشتي أشكال المقاومة السياسية والعنيفة .
فتونس الأعماق تختزل إذا ذاكرة شعبية مليئة بالصور الناصعة لتاريخ الأجداد فالثوار والمتمردين والصعاليك الشرفاء يمثلون منارات مضيئة للأجيال اللاحقة ومنها شباب ثورة جانفي 2011 . فلا شك إن أبناء الأعماق من همامة وفراشيش وبني زيد تستحضرهم صور أبطالهم من البشير بن سديرة والدغباجي وغيرهم لقد شكلت هذه الصور احدي انصع الذاكرة الجماعية التي يغلب عليها العاطفة، وتأثيرات الحدث الماضي وذيوله . كما إنها تتأثر بالحدث الراهن (الحاضر ) فتندفع الذاكرة لالتقاط صور من الماضي مريحة وايجابية.صور الماضي وما تحمله من ايجابية إضافة إلي الإحساس بالغبن والحيف من سوء تنمية وبطالة وتهميش وانسداد الأفق السياسي هذا الشباب الذي أمطروه بالوعود و الأوهام من إذاعة الشباب للسنة الدولية للشباب إلي شعار "الشباب هو حل وليس بالمشكل" هذا السباب الذي قرر أن يكون بالفعل هو الحل بتصديه لآلة القمع البوليسي الذي جثم علي قلوب التونسيين وخاصة الشباب الذي ولد وترعرع في ضل هذا النظام الذي بدأ تروج لما بعد 2014 لتغلق أمام أحلامه أية إمكانية للتنحي سلميا فعندها اتخذ هذا القرار بأنه هو الحل ولكن بدون بن علي الذي يقوم علي نظام يتسم بالكذب والفساد والسرقة والمحسوبية. هذا الشباب الذي واجه آلة القتل بصدور عارية لتنافس أبناء الأعماق في الشهادة بدل إظهار صور الولاء الكاذبة التي كان يروج لها زبانية بن علي لقد تأكد إن الشعب من الشمال إلي الجنوب بن علي ليس هو المحبوب بل الوطن هو المحبوب. لقد اعتقد هذا النظام خطأ إن هذا الشعب جبان بعد أن أرعبه خلال 23 سنة وقد تبين ان النظام قدم خدمة جليلة لهؤلاء الشبان عندما استخدم الرصاص الحي (الكرطوش) واسقط الضحية تلو الضحية عندها فقط قرر شباب تونس إن لا تراجع دون إسقاط هذا النظام واقتلاعه من جذوره في صورة دراماتيكية عندما انقلب السحر علي الساحر عندما ارتعب بن علي وهربا هائما فتأكدت رؤية شباب تونس والمتمثلة في الشعار الذي رفعه " بن علي يا جبان الشعب التونسي لا يهان " .هذه الثورة التي قادها شباب ليس لديه ما يخسر فهو يعاني من البطالة التهميش والإقصاء وسوء توزيع الثروة في مقابل شباب العائلة الحاكمة الذين نهبوا ثروة البلاد وامتلكوا السيارات الفارهة والقصور واغتصبوا أملاك الشعب الخاصة والعامة . شباب فهم الدرس إن لا حل مع الطاغية سوي اللغة التي يفهم هو العنف والعنف المضاد فحقق هذا الانتصار علي الطاغية الذي حاول إيهام هؤلاء الشباب انه فهمهم في محاولة لاشتجدائهم ولكن ذنبه انه أن الأحداث تجاوزته ولم يعد هو من يقرر بل إرادة شعب سلبت إرادته واسترجعها له شبابه . لقد حرر هؤلاء الشبان إرادة الشعب والنخب السياسية التي تتحمل مسؤولية 23 سنة من الهوان وبيع الضمائر نخب ثقافية وانتليجنسيا مهزومة تمت رشوة بعضها بالمال وشرد بعضها ورهب ليصمت عن إهانات الطاغية .لم تكن لتحقق هذه الثورة لولا تلك الدماء التي سالت بغزارة وألهبت شعور الجميع ودفعت كل الفيئات للتحرك من محامين ونقابيين وغيرهم خجلا من صمتهم أمام هذا الشارع الذي جعلهم يلتحقون به في منتصف الطريق . لقد حرر هؤلاء الشباب الكل وأنا من بينهم لتصحوا ضمائرنا لأننا سكتنا علي القهر والهوان لأننا فضلنا أحيانا لعب دور الجمهور الصامت. لقد كتبنا وتكلمنا أحيانا ولكننا لم ندرك إن هؤلاء القوم الطغاة لا يقرؤون ولا يسمعون ولا يفهمون سوي لغة الرصاص والقنص . لقد جعل هذا الطاغية البلد صحراء قاحلة ثقافيا وسياسيا فقد نصب اتحاد الكتاب ونقيب الصحفيين ورئيس جمعية القضاة وقيادة الاتحاد العام التونسي للشغل لقد صنع ونصب بعض رؤساء الأحزاب وأغدق عليهم من أموال المجموعة الوطنية ليشتركوا معه ككمبارس في مسرحية الديمقراطية سيئة الإخراج لقد هيمن علي حزب وطني عريق استنفذ تاريخه النضالي وحوله عن وجهته من حزب يناضل من اجل تحرير البلاد إلي حزب يمكنه من إرادة الشعب الكريم ومن ثروة البلاد بعد أن طهره من شرفاءه ويجعله وكرا لكل الانتهازيين من كل الاتجاهات .
لقد حررت هذه الثورة الكل من مواطنين عاديين إلي مثقفين إلي أعوان الأمن الذين رفعوا صوتهم مطالبين باعتبارهم آدميين لهم الحق في العيش الكريم ككافة أبناء الشعب لقد حققت هذه الثورة أحلام الأجيال السابقة من الشبابي ومحمد علي الحامي وكل رواد النهضة لقد صدقت رؤية الشابي:
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد أن للقيد أن ينكسر
وكأني بالشابي يعود اليوم ليقول أن ذلك اليوم هو يوم 14 جانفي 2011 لا بد في هذا الخضم من التأكيد بأن هذه الثورة لم تكن لتتحقق لولا وطنية الجيش التونسي الذي انحاز للشعب ورفض الانقياد إلي رغبة الجلاد الذي أراد أن يلوث أيديهم بدماء الشهداء هذا الجيش وقف موقف يليق بماضيه المشرف فجنوده كانوا عامل اطمئنان لدي الشعب فهن منه واليه .كل ما نخشاه اليوم هو أن تتعرض هذه الثورة السرقة من بعض عصابات النهب السياسي التي تعمل علي سرقة الثورة من الشعب بعد أن سرق منه الطاغية وعصابته الثروة ليجد هذا الشعب نفسه بدون ثورة ولا ثروة لقد ظهرت أخيرا وجوه قديمة جديدة تتسابق علي التصريحات علي شاشات الفضائيات لتحلل وتزايد . لا شك أن هذا الجو من الحرية يعد أهم انجازات الثورة وهذا الجو من الانفتاح السياسي من منح التراخيص للأحزاب التي شكلها أصحابها علي عجل وبمن حضر في ضل جوا من التسرع وهو ما يمكننا من تشبيهه بالنهب الذي تعرضت له بعض الفضاءات التجارية وكأن احدهم سيتدخل ويوقف عملية النهب . لقد تعرضت البلاد خلال هذا الشهر الذي يعد شهر الأحداث الكبير في تونس إلي حالة نهب اقتصادي ستكون لهذا ذيول خطيرة علي اقتصاد البلاد وكن كل الخوف من ذيول النهب السياسي .لا شك إننا ضد كل أشكال الإقصاء و التهميش والإبعاد فالتفتح البلاد إما التعددية الإعلامية والسياسية والثقافية فجميعنا أبناء تونس فلا فضل لأحد علي احد لكن الخشية هي من حالة الانفلات وتصفية الحسابات التي يمكن أن تجر البلاد إلي معارك هامشية إلي فوضي هدامة تحقق رغبة أعداء تونس في الداخل والخارج وتكون مبررا لتدخلاتهم واستقدامهم بديلهم علي ظهر دباباتهم علي النمط العراقي.لا شك إن أبناء الأعماق بقومهم في قوافل سيارة من كل الجهات ومرابطتهم أمام قصر الحكومة رمز السلطة يعبر عن عدم ثقتهم بالنخب السياسية التي سرقت انجازات ثورة التحرير سنة 1956 التي شاركوا فيها ولم يستفيدوا من خيراتها وهم كما اهدي لهم الهادي التيمومي كتابه انتفاضة الفلاحين قائلا " إلي نساء تونس الأعماق ورجالها، إلي أبطال تونس " الصامتين" الذين لم تنصفهم الطبيعة ولا البشر ولا التاريخ" فأبناء الجهات الداخلية الذين يعانون من البطاله والفقر والذين لم ينلهم من سياسة الطاغية سوي الأوهام انتفضوا وثاروا ليقولوا لا ظلم بعد اليوم لقد انتهي عهد الذل لقد تحرر الشعب لقد سقط النظام البوليس الذي حكم البلاد منذ الاستقلال لقد تحررت تونس من جديد فإذا كانت سنة 1956 سنة الاستقلال والتحرر من الاستعمار فإن سنة 2011 هي سنة تحرر الشعب من الاستبداد والتفرد والاقصاء فالعيش فيها كل أبناءها أحرار متساوين في الحقوق والواجبات.
فتونس حرة حرة

23 janv. 2011

facebook encore une fois

tout à l'heure ZOUHEYR EL MOUTHAFFER,le ministre RCD qui a démissionné du nouveau gouvernement a insisté sur NESSMA sur le fait que la révolution glorieuse que nous vivons est l'oeuvre des jeunes et sutout des jeunes de FACEBOOK
il a même dit que l'apport des chaines tv et notemment aljazira et alarabia n'était pas important
il a dit aussi qu'il avait pris sa decision de démissionner suite à ce qui a été écrit le concernant sur FB

excuses de frederic mitterrand

>
> Je m'incline devant le deuil des familles qui ont perdu des êtres chers au cours de la répression sauvage, je
> prends part à l'inquiétude des citoyens devant les agressions et les pillages par des éléments incontrôlés, je
> partage totalement l'enthousiasme pour l'avènement de la liberté et l'espoir en la démocratie.
>
> Les Tunisiens savent que je travaille au service de la Tunisie et notamment dans le domaine culturel depuis
> trente ans. Comme beaucoup d'autres je l'ai fait en essayant de privilégier le dialogue avec les autorités et
> souvent en allant jusqu'aux limites de ce qui était acceptable. Alors que le peuple tunisien est parvenu par ses
> seuls forces à se débarrasser de la chape de plomb qui pesait sur lui, je regrette profondément que mon
> attitude et les expressions qu'il m'est arrivé d'utiliser aient pu offenser des gens que j'ai toujours voulu aider et
> que j'admire et que j'aime.
>
> Puissent ceux qui me connaissent bien et savent ce que j'ai accompli réellement me comprendre et accepter
> mes regrets.
>
>
> Frédéric Mitterrand

monsieur Friaa vous avez été maladroit!

la prestation de M.Friaa est vraiment décevante,consternante même,et indélicate.On dirait qu'il a sciemment voulu verser de l'huile sur le feu des mécontents de tous bords,et perdre encore plus les sceptiques et les jusqu'au boutistes.En s'attelant à gagner la confiance de ses subordonnés,il a ,me semble-t-il,perdu celle de beaucoupdes acteurs effectifs de la révolution de notre peuple.En voulant se montrer ferme(sur les questions de souveraineté et d'appartenance au RCD),il a donné une image de quelqu'un qui n'est pas habitué au dialogue et à l'écoute et qui préfere la menace.

humeur et espoir

ce qui me parait important dans l'annonce de ce soir ce n'est pas l'équipe gouvernementale ,c'est plutôt la constitution des trois commissions .
à. mon avis c'est sur le travail des dites commissions que notre attention doit être fixée .
le gouvernement n'est que transitoire ,sa vie est très courte et il n'aura à gérer que du quotidien,c-à- d,qu'il n'aura pas à concevoir ou à mettre en oeuvre des stratégies.
et puis ce n'est pas important qu'un tel y soit et qu'un tel autre n'y soit pas:il ne s'agit pas de distribution de gateau.
par contre le travail de la commission de réforme politique est primordial et décisif et elle est bien chapeautée.
les deux autres commissions sont importantes aussi mais sans avoir la même portée.
je pense que si ces commissions-la première surtout- font leur boulot comme il faut on réussira bien à construire une deuxième république qui répondra au maximum aux objectifs de la révolution des jeunes.
si l'avenir immédiat est assombri par des appréhensions et desdangers évidents,il me semble qu'à terme la jeunesse tunisienne ne peut qur réaliser son rêve ,ses objectifs plutôt puisqu'elle est si décidée que ça et puisqu'elle représente la majorité du peuple et qu'elle est ,malgré ses couleurs de l'arc-en-ciel,suffisemment unie autour de ses objectifs.

que dire, que faire,

des ministres de l'ancien régime qui se targuent de détenir l'experience,l'expertise et les relations et qui veulent faire comprendre à tout le monde que sans eux se sera le déluge et qui ne sont même pas capables de s'exprimer correctement et dans le respect du sang des martyrs;des barons de l'ancien régime qui se comportent -dès qu'il s'agit de conserver le pouvoir- comme s 'ils valaient réellement quelque chose et qui s'autojustifient-dès qu'il s'agit des vilainités de l'ancien régime-en proclamant à cor et à cri qu'ils n"etaient rien d'autres que des muets,des soufifres, des sourds-muets:des ministres qui n'osent même pas reconnaitre qu'ils n'ont rien vu venir ,que tout ce qu'ils ont fait pour endiguer la déferlante n'a fait que la renforcer et qui ne reconnaissent pas que cette vague les a bien libérés de leur mauvais patron et de leur petitesse mais qui se présentent en sauveurs,en genies et qui ,tout en se terrant continuent à brandir la menace contre le peuple;des ministres qui ne font que gagner du temps en éspérant qu'une force occulte ou le pourrissement des choses les libérent des masses et de ceux qui viennent discuter avec eux pour les contenir et qui ne font que rêver que la vague passe sans dévoiler leur forfaits,mais qui veulent faire croire que la destinée du pays sans eux ne sera que sombre;des ministres qui ont perdu leurs langues aujourd'hui comme hier et qui prêchent le silence aux masses
un pays de jeunes qui montrent qu'il est possible de décrocher la lune géré par une poignée de seviles ,peureux et égocentriques!

blogueuses et blogueurs de tunisie

les blogueuses et blogueurs de Tunisie ont -malgré ou à cause de leur diversité et de leur différence-enregistré encore une fois une performance qui appele à la reflexion et qui devrait inciter les acteurs envahissant la rue à revoir plein de choix;-
les blogueuses et blogueurs TU ont choisi pour leur action d'hier soir une heure qui n'est pas une heure de travail
-elles et ils ont choisi une forme d'action pacifique et fortement expressive:se recueillir e-à la mémoire des martyrs en allumant des bougies encadrées de fleurs dans le silence et en brandissant des pancartes(très modestes ) pour près de 2 heures de temps.La seule voix qui s'est exprimé pour eux était tous AMEL MATHLOUTHI QUI A CHANTE ana horr ou kalmti horra
-ils ont su bien gérer les agressions qu'ils ont eu à affronter.Et quels que soient leurs agresseurs(ivrognes,intégristes,miliciens,policiers en civils ou autres) ils ont su les débouter et les faire partir d'une façon ferme ,digne et non violente à la fois.
-ils ont été tolérents et ouverts: ils ont donné la possibilité à tous ceux qui se sont joint à eux à exprimer leur recueillement comme ils l'entendaient
mais dans le silence
l-l'objet de leur évènement était exclusif :aucun slogan (écrit biensûr puisqu'il n'y avait pas de slogans dits) n'a touché une question autre que celle de la fidélité aux martyrs
-l'intensité de leur souffrance mais aussi de l'espoir était tellement naturelle et tellement exclusive que leur silence était vraiment prolixe
-ayant choisi de venir en familles leur sit-in a -me semble -t-il - été l'expression belle et sincére d'une TUNISIE plurielle;généreuse et rayonnante

BONHEUR§

En1973 les étudiants ont déclaré la cité de Ras tabia zone libéréé et y ont organisé une grève de la faim et des comités de défense

En2011 plusieurs parmi ceux qui ont vécu cet évènement- qui était à l'époque une grande première -étaient dans l'avenue avec leurs enfants qui prenaient -mais pacifiquement et sans aucune autre défense que leur courage-l'avenue symbole du pouvoir et ,comme sur un nuage, conduisaient notre peuple à la conquéte de leur dignité

Dans la vie d'un humain il ya sûrement beaucoup de joie,mais des moments de bonheur intense comme ceux-là sont indéniablement une exception et une chance

blanc seing

je ne comprends pas qu'est-ce qui a poussé Najib Chabbi à donner en public un blanc seing aux ministres du RCD faisant partie du gouvernement.La commission créée pour enquêter sur la corruption a-t-elle déja présenté son rapport,?et puis Najib CHABBI L AVOCAT NE LISAIT IL PAS LE JOURNAL OFFICIEL?5OCTROI DE PRIVIL2GES ET INCITATIONS?MODIFICATIONde la vocation de terrains,cession de terrains appartenant au domaine de létat...)

respectez le peuple et la jeunesse quand vous ouvrez vos bouches!

il y a comme une légère amélioration-me semble-t-il- dans le discours officiel.En tout cas FOUAD M a mieux parlé(lu) que M G et A F
.Il me semble toutefois qu'on est loin des paroles qui pourraient répondre à l'attente du peuple qui s'est soulevé et surtout des jeunes qui ont osé le bonheur.
Le discours désastreux de Friaa ne pourra s'estomper un tant soit peu dans la mémoire collective que s'il a le courage suffisant pour présenter ses excuses au peuple .Sinon il vaudrait mieux qu'il déguerpisse!

16 janv. 2011

Quelques réflexions que je soumets au débat


il me semble qu'il devient urgent de passer à une étape supérieure;prendre le levier de la décision des mains du régime déchu. On ne doit plus discuter avec M GHANNOUCHI  comme avant et des mêmes positions il devrait comprendre que même si on l'accepte pour continuer un moment il devrait être conscient qu'il n'est plus dans la position de donneur d'ordre mais dans celle d'un serviteur de l'ancien régime qui doit faire repentence et servir de son mieux les aspirations du peuple en s'y pliant.Il faudrait aussi lui demander d'accelèrer les procédures d'arrestation des criminels de toutes catégories,de prise en main réelle de ce qui reste d'honnête parmi les forces de sécurité(y compris en les rappelant à l'ordre et en offrant le pardon aux repentismais peut-être aussi en annonçant des chatiments),d'organiser l'approvisionnement en matières de première nécessité(y compris en affectant des compétences dans les postes de décisions et de mise en oeuvre),en permettant de façon claire et préçise le fonctionnement ouvert des comités de quartiers ( à'encadrer par des compétences de l'armée) et en les orientant à l'extension de leur activité à d'autres taches comme l'organisation des différents aspects de la vie quotidienne des gens(approvisionnement,soins,réouverture des administrations et entreprises...)
il me semble que la situation est une situation de rupture
si en novembre 87 tout a continué à fonctionner normalement c'est que le changement s"etait fait de l'intérieur du régime
dans la situation présente ce sont des forces nouvelles et non organisées qui ont initié l'éviction de zaba
toutes les forces politiques anciennes ou presque ont été surprises par les événements et surtout par l'écroulement du système et ont été en deça du rôle qui leur incombe
ZABA et son entourage ont organisé de façon évidente l'écroulement du pays et ils ont chargé leur sbires de faire regner le chaos
les départs,fuites,entrée dans la clandestinité,démission de fait des responsables appartenant aux premir et deuxiéme rang dans les ministères,dans l'administration
,dans les différents services et notamment ceux assurant la sécurité des citoyens et du pays sont entrain de faire basculer le pays dans le vide
il faudrait prendre l'initiative d'appeler les fonctionnaires quel que soit leur rang à assurer dès aujourd'hui la marche de leurs services(dans les départements non politiques même les ministres déchus devraient le faire)

il faudrait lancer un appel solennel à tout le monde pour se remettre immédiatement au travail
la situation est exceptionnelle et inédite
elle nécessite donc le recours à des démarches inédites et exceptionnelles
tous les barons de l'ancien régime prêts à jouer le jeu de façon franche (comme M  GHANNOUCHI  lui-même) devraient être assurés de l'immunité tous les patriotes qui sont en exercice,à la retraite ou à l'étranger devraient être appelés à assurer la bonne marche des services ,institutions entreprises et autres constituants du fonctionnement du pays
les syndicalistes,les enseignants devraient être appelés à s’organiser immédiatement pour faire revenir les écoliers ,les lycéens et les étudiants  à leurs études
les problèmes de sécurité ne doivent plus nous forcer à l’attentisme,à l’inertie et aux discussions et tergiversations interminables.Au contraire nous devrions faire le constat que la contradiction la plus importante à présent n’est pas entre l’état d’une part et les masses d’autre part mais bien entre l’état(en instance de remodelage)et le peuple tout entier,les deux ensemble, d’une part et les forces du chaos de l’autre part
ce n’est pas grave si l’on ne  respecte pas les stipulations de la constitution en vigueur,ce n’est pas important si la constitution du gouvernement nous parait injuste
l’essentiel est d’assurer
on pourrait dire que le gouvernement à proclamer n’est qu’une commission d’urgence chargée de faire tourner le pays
même le président actuel pourrait continuer  pour quelque temps encore ou être remplacé par un comité
la formation du gouvernement,les élections présidentielles et législatives et le partage politique et du pouvoir ne sont pas les priorités de l’heure
il est plutôt primordial d’empêcher le pays de sombrer dans le chaos ou de retomber sous la
dictature des mêmes ou d’autres
l’armée et les citoyens pourraient prendre en charge la sécurité et l’organisation de la vie quotidienne les fonctionnaires ,les hommes d’affaires,les prestataires de services devraient jouer  le rôle qui leur incombe
les politiques et les diverses forces vives dont notamment les jeunes qui ont fait éclater cette joie qu’il faudrait préserver et pousser de l’avant peuvent de leur côté continuer à préparer une nouvelle constitution, les élections et toute quanti
une chose est aussi urgente :faciliter le débat en ouvrant les lieux publics pour la cause,en ciblant mieux le couvre-feu,en démocratisant les discussions sur les médias(ce n’est pas aux animateurs d’orienter le déroulement des discussions,leur rôle devrait se limiter à la facilitation),permettre toutes les initiatives d’utilité publique,faire entendre aux forces de l’ordre que nous sommes maintenant du même côté de la barricade et les convaincre que leur rôle n’est plus de briser les élans,
A suivre…