15 juil. 2016

لماذا أشارك في تحرّك "مانيش مسامح"؟


من المعلوم أنّني أرفض رفضا باتّا أن أحصل على تعويضات لقاء ما تعرّضت له من عسف الدّولة و أنّني لا أبتغي الحبس و العذاب لأيّ مذنب و صاحب جريرة. و رغم ذلك أنا ذاهب لأشارك في مسيرة "مانيش مسامح" و فعلت ذلك من قبل. فحركة "مانيش مسامح" لا تقول أنّها ترفض المصالحة و ليست شحيحة العفو. كما أنّني لم أرها تلهث وراء منحة أو تعويض أو مقايضة. بل إنّ حركة "مانيش مسامح" تدعو إلى أن تسطع الحقائق و أن تعرّى الجرائم و التعدّيات و يفرز بين الجاني و بين المجنيّ عليه ،و إلى أن تفكّك آليات الجريمة و منظومات الفساد بأنواعها و إلى أن ننظر بعمق في ماضينا و حاضرنا لنعرف كيف نبني جيّدا مستقبلا مغايرا لأبنائنا و بناتنا ... حركة "مانيش مسامح" تدعو إلى استرجاع ما يمكن أن يتسنّى استرجاعه من مقدّرات شعبنا الّتي نهبت و ما تزال تنهب ، و إلى أن يعترف المذنبون بجرائرهم و يعلنوا على الملإ أنّهم يطلّقونها... حركة "مانيش مسامح" تدعو إلى المصالحة الحقّة ، المصالحة المبنيّة على الشّفافية و العدل و التّجاوز المنصف و الإقرار بالمسؤولية و الجرم ، المصالحة التي لا تجازي قاهرا على قهره و لا تغمد حقّ مقهور على ما أصابه من قهر،المصالحة الّتي لا تنبني لا على خداع مفضوح أو مبطّن و لا على استغباء لأصحاب الحقّ و لا على كلمة حقّ تحمي باطلا...حركة أو حراك أو تحرّكات "مانيش مسامح" تبتغي المصالحة الحقّ و المستدامة و الّتي تتمّ في العلانية ، المصالحة الّتي يبتغيها و يقبل بها الطّرفان و تحفظها الذّاكرة الجمعيّة و لا تنقلب عليها الأيّام اللاّحقة أو يتنكّر لها التّاريخ فيطرحها للخلاف و للنّقاش و للدّفع من جديد ، المصالحة الّتي لا تحتال و لا تناور و لا تغتال الحقيقة و لا تجامل و لا تجمّل و لا تغشّ و لا تهدي للسرّاق و للفاسدين و الجلاّدين و الأفّكين أقنعة البراءة و لقب المنقذين ( باستثمارات يتشدّقون بأنّهم لو تمّت مسامحتهم سيغدقون بها على البلد و كان أحرى أن يساءلوا عن امتناعهم عنها و عن مصادرها و عن المخابئ الّتي تحصّنها)...
إنّه لمن نكد الأيّام أن يحكمنا بعد هديّة شبابنا و منّة الزّمن أشباه ساسة همّهم الأوّل الاستثراء و مراضاة الماكرين و مغتالي الأمل و أن تتسلّط علينا زمرة لا يرتادها إلاّ خسيس و شاذّ و صلف و كذّاب و مخادع و محتال و دعيّ و متخفّ كذئب ينشد الانقضاض.
و إنّه لمن الباعث على الأمل (حتّى و الأمل قد غدا بفضلهم حتّى هوغدّارا و قاتلا ) أن تظلّ حناجر تدعو إلى صدق و حقّ و فعل يمضي باتّجاه التّاريخ لا ضدّه و أن يخرج من الجمهور من يعبّدون المسلك الصّحيح و يختارون المعارك الحقّة و يمضون قدما رغم نكد اليوم و بؤس السّاسة وتغوّل الآفات...
لن تمرّوا أيّها السرّاق و القتلة و الفاسدون و عملاء السرّاق و القتلة و الفاسدين و أذيالهم ... و إن طغيتم و مررتم هذه المرّة فالأيّام لا بدّ عليكم ستنقلب فتفرنقعوا و يسوء مآلكم ... و عندها ستنشدون مصالحة بل مسامحة بل عفوا و صفحا و تذلّون و تخسؤون و نراكم في مثل حالكم و قد أصاب الهلع أفئدتكم ذات جانفي - فيفري 2011.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire