1 août 2015

الى لينا


إلى لينا 
لا تقنطي و لا تتركي لليأس سبيلا إلى نفسك و لا تحسبي الخيبات و لا الخيانات ، كبيرها و صغيرها
لاتدعي للشّكّ المشلّ مسلكا إلى فكرك بل تمسّكي بالشّكّ البنّاء وحده
لا تستسلمي للحلم إلاّ دافعا للفعل ولا تتركيه يغرّك فتحسبي الحاضر و الآتي أحلى ممّا كان و سدّي عليه شقوقا يرتادها ليتحوّل أضغاثا تنخر الأمل و تشلّ الإرادة
لا تنسي مكر التّاريخ و لا تغفلي عن التواءاته و تذكّري أبدا أنّنا في الدّنيا أصغر من هباءات و أن لا شيء دائم حتّى الخيبات و الانكسارات
فعلك تفعلينه لا طمعا في نتيجة و لا رغبة في اعتراف و لا اجتذابا ببريق شهرة و لا ردّ فضل لأحد و لا اصطفافا مع فصيل
كنت البراءة و التفرّد و الحقّ و المثابرة والسّخاء بلا حساب فظلّي البراءة و التفرّد و الحقّ و المثابرة و السّخاء بلا حساب
ستشعرين بالغبن و سيهرب منك من آويتهم و سيتنكّر لك حتّى بعض من لا مصلحة لهم في أن يتنكّروا لك و سيتمادى في استغلالك كثر و سترين البعض يستغفلونك أو يغافلونك
و يحسبونك في إغفاءة و يخالون صمتك قصر نظر لا سخاء و كبرياء نفس ، سينفضّ كثيرون من حولك و يحاصرك بعض ممّن فتحت لهم الأفق ، سينكرك بعض من أسهمت في صنعهم و ستقفل في وجهك أبواب لطالما تدافع أصحابها لاستمالتك إلى ساحاتهم و لا أقول رحابهم،
سترين المعاناة تظلّ هي المعاناة و سترين العنف هو العنف و سترين الفساد والظّلم يستشريان و سترين الكثيرين يهرولون إلى العهود القديمة و سترين من هبّوا يمدحوننا و يتطوّعون لنصحنا يحوّلون أنظارهم عنّا
سترين عجبا عجهبا و ما هو بالعجب العجاب
سترين و سترين و سترين أتعس و أمرّ وأسوأ و أشدّ و أقنى و أسود و أبلد ممّا رأينا
و لكنّ قدرك أن تكوني كما كنت و كما أنت و أن تظلّي رغم هشاشتك و لطفك و رقّتك الكبرياء و التّصميم و القدرة و الحلم الرّاقي و البذل و البسمة
أبوك السّعيد ،رغم كلّ شيء ، بأنّك ابنته

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire