9 mars 2011

في اليوم العالمي للكلى 10 مارس : رسالة إلى متبرّعة سهوت أن أسألها عن اسمها.


وأنا أتابع حدثا من أحداث الثورة اقتربت منّي في خفر وحياء وحشمة وبصوت خفيض سألتني :
"هل هذه هي ابنتك لينا ؟  وهل يمكنني أن أثير معها موضوعا شخصيا ؟".
وإذ اطمأنّت إلى قسمات وجهي تشجّعها أضافت :" أريد أن أسألها عن أمر لا علاقة له لا بالثورة ولا بالسياسة ولا بالتّدوين : أريد أن تعطيني فكرة عن زرع الأعضاء"...
انتبهت لينا لحديثنا وانخرطت فيه بلا مقدّمات وبحماس بالغ...
سمعتهما تتهامسان في ودّ وألفة وتكادان تنسيان وجودي قربهما...
هي فتاة –امرأة في عزّ الشباب جميلة ومتوثّبة وتبدو عليها علامات عيش رخيّ... لها قريبة من درجة ثانية تعاني فشلا كلويا ولم يعد يشدّها إلى الحياة إلاّ آلات تصفية الدم... وهي تريد أن تتبرّع لقريبتها بإحدى كليتيها...
بنفس الخفر والحياء والحشمة خاطبتها لينا : لم تشجّعها، ولم تحرّضها ولم تدفعها أو تزد في اندفاعها... حدّثتها عن حياتها قبل الزرع وبعده. حدّثتها عن أمّها التي وهبتها الكلية... قالت لها أنّ أمّها ولدتها هكذا مرّة ثانية... روت لها انعتاقها وانطلاقها تعيش كغيرها من أندادها وأكثر...
بعد أن شكرت وامتنّت عادت تخاطبني أنا. قالت لي إنّ أسئلتها مجرّد فضول إضافيّ... وأنّها أجرت بعدُ التحاليل اللازمة وتأكّدت من التوافق العضويّ... وأنّه لا مشكل عقائديا يكبّلها... وأنها ستستكمل قريبا الإجراءات اللازمة لإجراء العملية...
أشفقت عليها من تخلّف قد تجده في قاض ستصرّح أمامه بأنها ترغب من تلقاء نفسها ودون إكراه أو إغراء، ومن لامهنية طبيب نفسيّ يجب عليه أن يثبت صحّة مداركها وحريّة قرارها.
وساءلتُ نفسي : هل هي الصّدف وحدها التي جعلتني أعرف متبرّعات أكثر ممّا عرفت متبرّعين ؟ وهل هي الصدفة وحدها التي جعلت عيد المرأة واليوم العالمي للكلى يتجاوران ؟
حظّا سعيدا لك آنستي – سيّدتي – أختي، وحياة حبلى بالأفراح لك ولنصفك الثاني.
                                                      
                                                               الصادق بن مهني
                                                       7 مارس 2011

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire