19 avr. 2011

أيا السيّد الباجي قائد السبسي : لا تغتل فرحنا بالتناصف !

مسألة المساواة بين الرجل وبين المرأة ليست شأنا نسائيا فحسب وهي لم تكن يوما كذلك. فالمرأة أخت الرّجل وقرينته وزميلته وصديقته. وهي قبل كل شيء أمّه. ثمّ إنّها بنته...
والمرأة التونسية حتّى متى كانت محرومة من الدّراسة ومن العمل خارج المنزل كانت على الدّوام مربّية الناشئة، والحانية على الجميع، والعاملة من الفجر حتّى حلول المساء وبعد الحلول : تعمل في المسكن وفي المطبخ وفي الحقل وفي المنسج وفي المزرعة... وهي إلى ذلك تعمل مقتصدة ومدبّرة وراعية للصحّة وللرّاحة وللنجاح بل حتّى لمجرّد تأمين البقاء !
ولم يكن إصدار مجلّة الأحوال الشخصية انتصارا للمرأة فحسب، بل كان نصرا لكامل المجتمع... وهو لم يكن أبدا وليد رغبة فردية -وإن كان لسداد رأي فرد وكذلك لحساباته السياسية دور هامّ في توليده- بل إنّه نتاج تراكمات ثقافية واجتماعية وحضارية أسهم فيها المجتمع التونسيّ بأجياله المتعاقبة.
ولولا مجلّة الأحوال الشخصية لما حقّق وطننا ما حقّقه من رقيّ ونماء ورخاء ولما استطاع الصمود –ولو سلبيا- ثمّ الانتفاض على من امتصّوا رقيّه وعطّلوا نماءه ونهبوا رخاءه... فالفاعلون في ثورة الشباب لم يكون رجالا فقط بل كان منهم فتيات ونساء كثيرات... العديد منهنّ كنّ في الطليعة، والعديد منهنّ دفعن ضريبة الدمّ وتعرّضن للاغتصاب والتعذيب والملاحقة... فنساء تونس لم يكنّ كنساء غزوات العرب : يسرن في هوادجهنّ أو على ظهور الدوابّ خلف صفوف المقاتلين يشجّعنهم على القتال ويمنعنهم من التراجع، بل كنّ في الصفوف الأماميّة للمظاهرات والتجمّعات والاعتصامات، وقضّين الأيام والليالي بالقصبة رغم أنف العسس والمندسّين وفلول التجمّع والبوليس السياسي قاطع الأنفاس...
نعم بنات تونس واجهن الغاز والهراوات والرصاص وقدن وصنعن الحدث بل الأحداث، وتقدّمن أقرانهن... نعم : بنات تونس صرخن ضدّ الطاغية وعرّضن أنفسهن وأسرهنّ وأطفالهن لجنونه وغضب زبانيته... نعم : بنات تونس واجهن مخاطر مواجهة النظام المتهاوي وعرّضن أنفسهنّ لاعتداءات الزبانية المندسين في مظاهراتهنّ ولسوقية المتاجرين بالدّين المهرولين إلى الشارع للاستحواذ عليه باطلا بعد أن زال الخطر أو كاد.
 لولا ما حقّقته المرأة التونسية وما حقّقه مجتمعنا من انفتاح وتفتح لما كانت مستشفياتنا عامرة بالأطبّاء والطبيبات، ولما كانت جامعاتنا ومعاهدنا ومدارسنا تربّي وتكوّن، ولما كانت مؤسساتنا الإدارية والخدماتية والإنتاجية تعمل كما هي تعمل...
النّساء، يا سيّدي هنّ الذين يعملن في اليوم مرّتين : مرّة بل مرّات في المنزل، ومرّة وبأكثر تفان في عملهنّ الرسمي... وعلى من لا يدرك هذا أن يتجوّل في أريافنا لير من يعمّرها ويزرع خيرها، وليزر مصانعنا ولير من يدير سلاسل إنتاجها، وليسأل غيره ونفسه كم يرجع من ذاته له هو ذاته وكم يرجع لأبيه ولأمّه ؟
النساء يا سيّدي لسن لا ناقصات عقل ولا دين ولا دراية ولا دهاء.
بناتنا-أخواتنا-أمّهاتنا-قريناتنا، يا سيدي، صنعننا وصنعن بلادنا ولا تنقصهنّ الكفاءة ولا الخبرة ولا الجرأة... نعم نساؤنا قادرات مؤهّلات وفي وسعهنّ أن يكنّ في المجلس التأسيسي وفي البرلمان وحتّى أن تترأس إحداهنّ الدّولة الجديدة.
نساؤنا، يا سيدي، يزغردن لنا لكنهن لا يكتفين بالزغاريد... نساؤنا، يا سيدي، بشر كالبشر، إنس كامل الأوصاف... نساؤنا لم يعدن ولايا وعورات وخادمات-جاريات للرجال...
نساؤنا، يا سيّدي، -أيّها الوزير الأوّل بالنيابة- يمكنهنّ أن يتقدّمن لكلّ الانتخابات في كلّ المدن والبلدات والقرى والأرياف : فحتّى في المناطق النائية توجد مثقّفات –مدرّسات-ممرّضات-مهتمّات بالشأن العام.
وإذا كان من الأحزاب وشظايا الأحزاب من لا يقدر على تجنيد بعضهنّ فالأمر يعنيه وليس علينا أن نخصص جوائز أو عونا لمن هو مدّع قاصر... خصوصا متى كانت الجوائز وكان العون حقوق فلذات أكبادنا وفرحهنّ بأداء الواجب...
نساؤنا، يا سيّدي –أيّها الوزير الأوّل بالنيابة- لسن كمّا يترك للبعض من عشّاق المناورة والمداورة ، ولسن سلعة تسلّم للبعض الآخر من المتهالكين على الاستثراء مراكنة واحتكارا، ولسن ضعيفات  -غير عاقلات- قاصرات يقبلن أن يولّى عليهنّ...
نساؤنا، يا سيّدي –أيّها الوزير الأوّل بالنيابة-  كما أنت وكما هم وهو ونحن وأنا، لا فرق بينهنّ وبيننا... نساؤنا أرضنا المعطاءة وسماؤنا الزاهية... نساؤنا مستقبلنا الواعد- ألواننا البهيجة- سعدنا...
نساؤنا، يا سيّدي –أيّها الوزير الأوّل بالنيابة-  أمّك التي أعجبني  بل أبهرني وأنا الطالب القادم إلى عاصمة البلد من ريفنا القصيّ أن أراك تنتقل إلى شقّتها قبل مكتبك كل صباح .
نساؤنا، وبلدنا، وأرضنا، ونحن جميعا نرجوك :
"لا تغتل فرحنا وفخرنا بأن تحبط قرار التناصف !"


                                                                                                                                       19 أفريل 2011

7 commentaires:

  1. Je pense que Mr الباجي قائد السبسي ce brave homme de 84 ans a raison. Car si on n'a pas de manière spontanée 50% de femmes candidates, ce qu'on aura des femmes convaincues par des hommes. Donc des voies supplémentaires d'hommes. Donc une pièce de théâtre

    RépondreSupprimer
  2. bonne analyse s'il y avait pas un peu d'exagération dans la description de la tache féminine .ici j'interviens pour dire à l'écrivain qu'en langue arabe on attribue pas aux femmes يا سيّدي هنّ الذين
    mais "èllèti".n'importe qui peut se tromper,mais pas quelqu'un a votre niveau .cordialement.

    RépondreSupprimer
  3. Mes meilleures salutations a M Sadok Ben Mhenni, je partage entièrement. C est une belle résolution du haut comité, et ce serait dommage de passer outre. Femme S MILI. un petit message a mon precedent:votre correction de langue etait de trop, et en plus erronee: ellewety mouch ellety,

    RépondreSupprimer
  4. Imposer un quotas de femme serait insulter leur intelligence et leur engagement politique. C'est aussi une façon de voir les choses non ?
    C'est simple, la femme qui fait de la politique ne aura jamais si on l'a élue pour ses compétences ou pour son sexe. Les femmes, et ce dans le monde entier, ont toujours été moins impliquées dans la vie politique mais plus active dans le monde associatif.
    La parité imposée n'est pas naturelle et prouvera son inefficacité.
    Je suis un féministe de la première heure mais je ne pratique pas le féminisme pour le féminisme mais bien pour servir la cause des femmes.

    RépondreSupprimer