الصّادق بن مهني

"رسائلكم هي تليدورة"
رسائلكم و مكاتيبكم و عرائضكم و تحرّكاتكم هي على أقلّ تقدير "تلّيدوره" يستنير بها المظلومون من المحبوسين و
المتخفّين و الفارّين و اللاجئين و الملاحقين كلّما ادلهمّت الأفق و عمّت الظلمة و ضاقت فسحة الأمل...
رسالة وحيدة تصل سجينا أو يسمع عنها تمنحه نفسا يوسّع عليه حيث يضيق النّفس و أملا حيث يغيّب الأمل و تفتح له في معزله سماوات يحلّق فيها و رحابا يرتادها و بحرا يجدّف فيه بلا موانع ...
رفاقي، رفيقاتي
شمعتكم شمس – قمر – قناديل – مصابيح تضيء أنفس المظلومين و المتصدّين للعسف و المكافحين من أجل أن يحسب الإنسان إنسانا أيّا كان موطنه و أيّا كان جنسه و أيّا كانت اختياراته ... شمعتكم قبس منه ترد الأنفس المعذّبة نور يضيء كينونتها فتهزم الدّياجير المحيطة وتظلّ واقفة شامخة أيّا كان عواء العواصف و نكد النّوائب...
رفيقاتي ، رفاقي
أشدّ على أياديكم أشكر مساعيكم ...و أنهي بأنّني بالأمس كنت في مبنى آخر كم أفرح وأنا أرتاده حتّى و إن كان الارتياد شبه يوميّ لأنّ به شقّة تأسّس فيها الفرع التّونسيّ للعفو الدّولية دون ترخيص و رغم أنف البوليس الّذي كان يحاصرنا...اليوم غدا لي عند طرفي الشّارع الكبير مزاران : مزار للتّحدّي و مزار انتصار... و بينهما تجمع شمعتكم النّورانية.
ولا تسهوا أبدا عن أنّ "كلماتكم- كلماتكنّ تدفّئ برد جدرانهم ."
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire