4 févr. 2011

إلى ابنتي و أخواتها المدوّنات و رفاقهن المدوّنين

لطالما اعتقدنا أنّ الياغورت و الشكولاطة و اللّحم المجمّد و السندويتش قد جعل منكم ليّنين و ليّنات  تعصرون و تدهسون و تمعسون ,و لا يهمّكم إلاّ أن 'تشيخوا...وتشيخوا في المقاهي و البارات و سهرات الحمّامات و قمرت, و لا تعرف أمخاخكم السفر إلاّ نحو الغرب المتهالك ...و لطالما أحسسنا بالنحس و التعس و البخس لأنّنا أنجبنا مسوخ ديدان لا يهمّها إلاّ أن تبقى و تتبحبح...
و فجأة اكتشفناكم:
اكتشفناكم فجرا منيرا,زخما بألوان الطيف, نسمات تدفع برفق لكنّها  تدفع تدفع , مدّا هادئا يزحف خيرا,شدّة ليّنة أو لينا شديدا يجذب يجلب يهزّ يدزّ يسحب يدفع
ثمّ انفجرتم :
انفجرتم سيلا مزمجرا بصوت واحد عذب يغنّي يصرخ يبدع يصنع معجزات يهدم الهدم يبني من عدم صروحا منيرة تدكّ العتمة تفتح في السدود المنيعة شروخا يندفع منها  البشر و البشر يهرب منهم المستدام العصيّ الثقيل الطاغوت و المستحيل.
فجأة رأيناكم:
رأيناكم غير ما كنّا نراكم: نفحات طيب عتيق حديث معا, شذى كرامة صلدة كريمة, حدشا يرسم ملامح المشرق الآتي,قدرة  ابتكار  و خلق ,براعة مناورة ومداورة ,دقّة رمل خصب يتسرّب  يتسلّل  ينطلق, فنّ بقاء و نماء, اندفاع عزم لا يعصر و لا يكسر , اشتهاء تاريخ جديد يقطع يتجاوز  يتعدّى يتحدّى , فرح طفولة عذبة  بكر يتصدّى  يكبر يينع يزهر يثمر...

فجأة حاصرتمونا:
حاصرتمونا حصار المحبّ العاشق الصبّ , خلخلتم ركودنا, عطّرتم الآسن منّا , لملمتم ما ساح منّا , شبّبتم ما شاب منّا , أطلقتم عنان نفوسنا نزعتم كآبتها تشاؤمها خنوعها...
و من دون أن ندري:
من دون أن ندري أخذتمونا إلى شبابنا طفولتنا حلمنا عشقنا أيّامنا العصيبة الحلوة...
ومن دون أن نعي ما يخضّنا يدغدغنا يهزّنا  يسحبنا يدفعنا وحدنا كياناتنا تنجذب إليكم تتوّحد معكم تنصهر في تيّاركم.
و الكشهد كالزهر كابنة الكرم و الكرم حلّقتم بنا نحو الغيم الطيّب , الصفاء الصافي , العزّة الأبيّة , النّور النيّر المنير , البهاء الأبهى...
فطردنا:
طردنا الخوف و الرهبة ورجفة الركبتين و إشفاق من له شيء من شحك و مصلحة, و تردّد المرهق المتعب المنهك المتهالك المرتاح مع دونيّته
و استعدنا:
استعدنا عزّة النفس و النزوع إلى السؤدد و التعلّق بالقمر.

و حلّقناّ:
حلّقنا معكم و إيّاكم .
و قلتم:
قلتم: فليكن. فكان .كان و يكون. و سيظلّ يكون.
قدتمونا:
قدتمونا إلى نهايات كففنا عن الحلم ببلوغها. قدتمونا إلى بدايات أعادت إلينا بسمة الرضيع , ضحكة الحامل, فرحة الشيخ, توّثب الفتى,
فرجاء:
رجاء كما قدتمونا قودونا و لا تنقادوا لادّعائنا و زيفنا و خرفنا و هلعنا و مناورتنا و تعسنا. و لا تنخدعوا بنا.
فأنتم:
أنتم الأمل و الثمل و العزم و الفعل و ... تحقيق الحلم المستحيل البهيّ البليغ الشهيّ الممكن.
01-02-2011

3 commentaires:

  1. لك أن تكون فخورا بلينا ,حفظها الله لك و لتونس

    RépondreSupprimer
  2. monsieur,j'ai tombé par hasard sur votre blog,je suis tunisienne qui habite en france tous les matins je regarde les infos j'ai entendu il y'a quelque jours qu'une synagogue a brulé alors automatiquement je regarde la télé tunisienne mais il n'ont pas parlé; hier soir la même chose 2tunisiens brulé dans un poste de police la télé tunisienne ce matin ne dit rien sur ça;le ministre des affaire étrangers française prend un avion de cartago pour passer des vacances pendent la révolution tunisienne tous les chaines française parle de ça mais pas les média tunisienne ,peut il avoir un vrai changement si notre télé ne répond pas a nos question parce que on a eu la foie dernièrement sachant que ça fait 10ans qu'on a pas regarder et dés qu'on commence a faire confience ya personne de l'autre coté .est ce notre paye va vers la démocratie ou se n'est qu'une ulusion est que nos martyrs sont morts pour ça.s'il vous plait répondez moi .merci d'avance

    RépondreSupprimer