6 oct. 2016

-خواطر الأيّام الصّعبة - 3

خواطر الأيّام الصّعبة - 3 -
من فرط تهاونهم بالحقيقة و الحقوق و عدم انضباطهم لواجباتهم و تعوّدهم على الافتراء و الكذب و البهتان و الاعتداء دون خوف محاسبة من فرط ما تأخّرت لم تعد تثنيهم لم يتردّد المعتدون على لينا و أهلها و من هناك على الدّولة و نقابة أساسية دعمتهم في أن يدلوا بتصريحات متضاربة تناقضت بين هذا و ذاك و تناقضت حتّى ضمن تصريحات هذا أو ذاك...
النّقابة قالت أنّ ممّا يؤكّد أن لا اعتداء حصل على لينا أنّها لم تمت وهي المعروفة بهشاشة صحّتها (ألا يمكن أن يعني هذا أنّهم و هم يضربونها كانوا يدركون خطورة ما يفعلون و رغم ذلك لم يرعووا عنه) ثمّ عرّفت لينا و والدها بأنّهما من أزلام النّظام السّابق و من المتاجرين بحقوق الإنسان عكسهم هم ثمّ مضت حتّى إلى اتّهام المسؤول الأوّل الّذي حصل الاعتداء في عقر دارهم بأنّه تواطأ مع لينا و عائلتها... بعض المعتدين ردّدوا كالببّغاوات أنّه لا سابق معرفة لهم بلينا ( و هم قد استبطنوا هنا القول بأنّ الاعتداء قد حصل على نكرة وكأنّه من المرخّص لهم أن يعتدوا على النّكرات )... بعضهم قال أنّه لا يعرف لا لينا و لا والد لينا ثمّ تبجّح بأنّه سار خلفهما حتّى منزلهما يوم وصولهما و أنّه كان يتتبّع خطى الوالد كلّما جاء جربة طوال عشرين عاما... بعضهم قال إنّ لينا اقتحمت مقرّ المنطقة و بعضهم قال إنّها أدخلت إليه عنوة و بعضهم قال إنّها دفعت إليه ممسوكة من كتفيها... و جميعهم سعوا إلى أن يخلطوا بين اعتداءات ثلاثة حصلت ( على لينا فعلى والد لينا و من معه ثمّ على والدة لينا و من معها) و حاولوا الإيحاء بأنّ الاعتداءات الثّلاثت حصلت في نفس الآن و معا... و في تناقض مع ذلك تحدّث بعضهم عن أنّهم تصدّوا لمهاجم غير معروف يدخل المقرّ عنوة ثم ّ لمهاجمتين جاءتا تبغيان دخول المقرّ دون إذن بدعوى أنّ ابنتهما موقوفة فيه... و في تناقض آخر أكّد بعضهم خلال المكافحة و في تصريحات أنّ رئيس المنطقة لم يعلمهم بأنذ والد لينا و والدتها قادمان و بالتّالي فقد تعاملوا معهما كمهاجمين... و من مهازل الدّهر البوليسيّ أنّ بعضهم ادّعى أنّه تمّ تعنيفهم من قبل لينا و والدة لينا ...أمّا التناقضات في الأوقات و الوقائع و غيرها فقد أخصّص له خاطرة لاحقة...و إلى هذا ألاحظ أنّ شكوانا الّتي رفعناها ليلة الواقعة ظلّت محبوسة لديهم زمنا مديدا...
يا الدّاخلية عيب و ألف عيب أن تسكتي عن هذه الفضيحة و أن تشيحي بعينيك عن اعتداء طالك فينا وأن لا تتحرّكي لإيقاف غطرسة رجالك و مقرّك و تعليماتك أكثر المتضرّرين منها و أن لا تبذلي جهدا لوضع حدّ لفظاظة و عجرفة و غطرسة تهلك البلاد و العباد أمام أنظارك...
إضافة : لم أتحدّث بعد عن الظّروف الحافّة بالاعتداء و لاعمّن يكون أوحى به و لا عمّن قاده و مآثره السّابقة و اللاحقة... فلكلّ أجل كتاب.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire