12 mai 2019

الصادق بن مهني :خواطر أثارتها قراءة رواية ” ولد فضيلة ” لأميرة شرف الدّين


 
 
تردّدت أأقرأ هذه الرّواية أم لا أقرأها . ذلك أنّني، وإن كنت لا أرى في الكتابة بالتّونسيّة عيبا، نادرا ما أعثر على نصوص تقنع تونسيتها وتشدّ. اللهمّ أن يكون كتبها سيدي علي سعيدان أو رفيقي بشير جمعه أو النّابغة الطّاهر الضّيفاوي. ثمّ قرأت.
وأعجبتني اللّغة . ليس لأنّ فيها جمالية أو شعريّة أو لأنّها متقنة . بل لأنّني أحسستها اللّغة المناسبة للرّواية الّتي كتبت بها . ولشخصياتها. ولأحداثها.
وعنّ لي أن أحاول ترجمة أسطر من الرّواية إلى العربيّة الفصحى لأتثبّت. فوجدتني أعجز.
وطفت من ذاكرتي كلمات من ترجم من الأمريكية إلى الفرنسية رواية La Rage de vivre الّتي قصّ بها Mezz Mezzrow دنيا موسيقيي الجاز… وسمعته يعاني شظف لغة مقابل لغة تفجّرت في عالم لا حدّ لانفعالاته ولا قيد فيه .ولو لغة .
وعدا اللّغة شدّني في الرّواية جرأتها وتصدّيها لقصّ معاناة جنس إنسانيّ قسى عليه كونه أقلّية وهدّه عنف المجتمع. عنفه المادّيّ . وعنف صمته الرّهيب : إنكاره.
ووجدتني وأنا أقرأ أرى الحياة كما هي ببؤسها الشّديد ولكن بالسّعي الدّؤوب إلى الفرحة.
ووجدت تونس لا هي أفضل ولا هي أسوأ من غيرها.
واقتنعت مرّة أخرى أنّ في الاختلاف بهاء العيش.والحقيقة.
ولمست مرّة أخرى أن لا حدّ لظلم الدّولة الّذي هو أمرّ من كلّ ظلم … لمسته هذه المرّة من حيث لم أجرّبه. ومرويا في سلاسة تبعث على البكاء (ص.62 وص.200).
وكم أحببت تلك الصّداقة وأثّرت فيّ تلك العشرة بين الفاضل وصديقه القطّ.
 
غير أنّ شيئا في الرّواية بدا لي غريبا : أن لا نرى وراء قحابها طحّانة .
وشيئا آخر أفسد عليّ المتعة والاكتشاف : النّهايات البديعة أو الهابّي آند.
أتمنّى أن تعامل هذه الرّواية على أنّها فعلا حدث.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire