11 août 2011

لو كنت الوزير الأول في الحكومة المؤقتة لحرصت على أن أحافظ على ما تبقى من ماء الوجه و ...

عندما عيّن السيد الباجي القايد السبسي و زيرا أوّلا في الحكومة المؤقّتة أفلح في أن يستميل قطاعات واسعة من الشعب ، بل و خيّل لكثيرين  أنّه "الرجل المناسب للموقع المناسب" اعتبارا لخبرته، و لسنّه الذي يحول بينه و بين أن يطمع في مزيد جاه أو مال أو نفوذ ... و خلال الأيّام الأولى لحكمه هدأ شباب كثيرون و مرح البعض انقيادا لروحه المرحة، و أعجب معجبون بطريقته في الكلام و "ضماره"...
غير أنّ الرجل سرعان ما بادر إلى التكشير عن "بورقيبيته" : بدأ يستعرض عضلاته ... و اتّخذ "هيبة الدولة" همّا أوّلا له ... ثمّ استحضر بورقيبة هيئة و خطابا و إشارات بل و لم يتردّد ، هو و من عاضده في ذلك، حتّى في أن يحاولوا تحويل الثورة إلى مجرّد ثأر لبورقيبة و البورقيبية ... و على شاكلة مرجعه الأوّل و الأخير انطلق يهدّد و يتوعّد ، و يذكّر بمناسبة و بدون مناسبة أنّه يحكم بمفرده و أن لا أحد يشاركه صنع القرار ... و تعملق و استأسد و لم يتورّع حتّى عن استعمال العبارات السوقيّة حتى في محضر الهيئة التي سبقته إلى سدّة السلطة و التي أريد لها أن تمثّل الشعب و تحمي حقوقه في إنفاذ ثورته و انتقاله الديمقراطي و إصلاحاته السياسية ... و سيرا على خطى المستبدّين جميعا و المستبدّ الذي هو مثله الأعلى تحامل على الإعلام الحابي شتما و استحقارا و تهجّما و اعتداء ... و رغم كلّ  ذلك لم يفقد السيّد الباجي قايد السبسي كلّ وهجه، بل حافظ على شيء من ألقه رغم الصدإ المتسارع ... و ظلّ قسم كبير من الرأي العام يرى فيه الرجل المناسب للبلوغ بالبلاد إلى مجلسها التأسيسيّ الموعود ...   غير أنّ انكفاء حسّ الرجل و انحسار حرصه على هيبة الدّولة عند حدّ إطلاق الغازات و الهراوات و الكلبشات على المسيرات و الاعتصامات التي تتقدّمها الورود و القبلات و الأهازيج السلميّة، و إطلاق أيدي خفافيش الظلام ليعيّنوا من يريدونه في مفاصل الإدارة و هياكل اقتصادية و سياسية محورية، و حدّ التذرّع باستقلالية السلطات لترك القضاء يعمل و فق آلياته و خياراته و ممارساته الموروثة، و حدّ التعلّل بالتمسّك بمبادئ حقوق الإنسان لفسح المجال أمام فاسدين لا شكّ في فسادهم –السياسي و / أو المالي و/ أو الاجتماعي و / أو الأخلاقي-   و ليستمرّوا طلقاء، و لرفض تفكيك المنظومات التّي ركزّها الفاسدون النهّابون الخونة... و مضى الرجل يتدحرج على منزلق التسلّط و الاستهتار بمطالب عامّة النّاس و الاستخفاف بمواقف و أراء الهيئات التي لا تزيد شرعيته على شرعيتها و صمّ أذنيه عن مناشدات أهالي الشهداء و الضحايا، و نداءات المجتمع المدني و نصائح أحرار البلد... فسكت عن القوى الخفيّة التي أشار إليها أكثر من مرّة و التي تعمل جاهدة على تخريب البلاد و نسيجها الاجتماعي... و لم يمتنع عن تخويف الناس و تهديدهم بالويل و الثبور بإطلاق فزّاعات التدهور الاقتصادي و تهويل المخاطر الأمنية
و أخيرا ها أّنّنا نراه يرأس حكومة:
-لا تحكم حقيقة، و لا يرأسها حقيقة ، ولا تصبّ جهدها باتجاه تصريف الأمور الذي هو دورها .
-لا تشتغل وفق مبدإ التضامن و التآزر و التناغم بل تتناحر و تتبادل الاتّهامات، و تعمل عناصرها كلّ وفق هواه.
-لا تحقّق للشعب مطالبه، و لا تصغي لصرخاته، و لا تعمل على تهدئته إلاّ بمسكّنات المغالطة  و الخداع التي ثبت فشلها.
-لا تسيطر على مفاصل القرار الأمنيّ و العدليّ و الاقتصاديّ و لم ترس لمرحلة حكمها خطّة تضمن تحقيق و لو حدّ أدنى من أغراض الثورة و إنجاح التحوّل نحو الديمقراطية ، بل تركت الحبل على الغارب للفاسدين ليلتحقوا ب"زميمهم" و للمارقين كي لا يحاسبوا، و لم تمدّ يدها للهيئات الاستثنائية التي أحدثت بدعوى التقصّي و المساءلة و المحاسبة فحال الصّد و الاستئساد بين إحداها و بين إتمام أعمالها، و شلّ الانفراد بالرأي و القرار و العمى الإستراتيجي و انعدام الحسّ المنهجيّ واحدة أخرى منها حتّى حادت –أو كادت- عن أهدافها و رميت بأنّها تسعى إلى وأدها:
-لم تعمل شيئا لتبوّء الشباب مكانة تناسب قدره وعدده و حرمانه و نضالاته و انتظاراته.
 و ها أنّنا نراه :
- يتخلّى عن عرينه بالقصبة – التي يصرّ إلحاحا و هراوات  على الاستئثار بها دون أبناء الوطن الذين لا يشاطرونه الرأي- ليؤوي مسرحيات هزليّة لا محلّ لها تؤجّج التضاد بين أجنحة حكومته، و تستصغر تضحيات الشّعب، و تستهتر حقيقة بهيبة الدّولة.
-لا يحرّك ساكنا حتّى تنشط حقيقة عمليات مسائلة و محاسبة رموز العهد البائد و الفاسدين و من أجرموا في حقّ الوطن بتعطيل فعله التنمويّ، و نهب مقدّراته، تكميم أفواه أبنائه و تقييد جميع الفاعلين فيه أيّا كان موقعهم في عملية الإنتاج و التطوير.
- لا يطلّ على الناس إلاّ ليزيد حيرتهم حيرة و أساهم أسى و إحباطهم إحباطا حتّى لكأّنّ همّه أصبح غلق أبواب الأمل أمامهم و سدّ كلّ منافذ التطّلع إلى أفق بهيّ... و في المقابل هو يصمت عن الأسئلة الحارقة و يغضّ الطرف عن كثير ممّا يستوجب التمعّن فيه... و كأنّ الحفاظ على هيبة الدولة لا يعني قبلا و خصوصا حماية الدّولة من تطاول المارقين و فرعنة قوى الظلام، و ديمومة الفساد و استشراء المضاربة بقوت الشعب، و تواصل الاستكراش و مخاتلة الفاسدين في الإدارة و اجهزة الدّولة...
-لا يتصرّف بما يبيّن عدم صحة ما يقال عن ابتزاز القرار من قبل جهات داخلية و خارجية يكتنف الغموض ملامحها.
 و في ما هو مفصل أعلاه ما يفسّر علامات اندثار الهالة التي أحيط بها السيد الباجي قائد السبسي أيّام تنصيبه الأولى و بدء تعالي أصوات تنادي بإزاحته...
و لأّنّني تربّيت على احترام الأكبر سنّا، أجدني أقول للسيد الباجي قايد السبسي: " لو كنت مكانك لاخترت بين أمرين: أن أطلع على الناس فأصارحهم و أكاشفهم بما يشبه عمل السيد فرحات الراجحي أو بما يشبه ما فعله السيد محمد الغنوشي و هو يغادر أو أن انسحب –ومن معي أو وحدي- و لو على أطراف الأصابع".
الصادق بن مهنّي
10 أوت 2011

13 commentaires:

  1. bsara7a ma ta3rach tekteb mekech mawhoub

    RépondreSupprimer
  2. @Anonyme ki ta3ref enti tekteb yezzina mahouch yestanna fi jebène kifek met5obbi ta7t kalimet anonymous bech y7otlou commentaire

    RépondreSupprimer
  3. Bravo pour ce texte mais malheureusement les RCD istes sans couilles sont toujours là pour mettre leurs commentaires à la con . Espérons qu'Ils dégageront l 'un de ces jours

    RépondreSupprimer
  4. klem ma39oul. Ya3tik essa7a.
    et par la meme occasion, contrairement à l'avis de anonymous, je trouve que vous écrivez plutot bien.
    @lina, c'est mimi de défendre son père et de l'encourager quand il vient faire un tour dans "ton territoire" Internet :)

    Tounsi aux USA

    RépondreSupprimer
  5. bravo si sadok. pour lina, essaye d avoir le sang froid de ton pere.

    RépondreSupprimer
  6. olfa ben ghorbal12 août 2011 à 11:09

    @ sadok: bravo! j'aime toujours ce que tu écris
    @ anonyme: "bsara7a ma ta3rach tekteb mekech mawhoub" n'a jamais été une bonne critique ou un argument! sois plus rigoureux et montre quels sont les points négatifs de l'article! ça sera beaucoup plus instructif je pense.
    @lina: et la caravanne passera!

    RépondreSupprimer
  7. الاستهزاء والتندر والمسرحيات الهزلية حول القناصة والأيحاء أن الشهداء ماتوا عبثا تلك هى المدرسة البورقيبية المقيتة وكما قال أمفكرنا هشام جعيط منذ سنين "لنعدها ألف مرّة:ان الديمقراطية أخلاق والسياسة ليست فن المهارة.
    النص ناصع حول أقنعة اللستبداد فللقهر وقت اذا ما تجاوزه صار فخّا

    RépondreSupprimer
  8. klem behi ama ennes elkol ta3rfo w t9oul fih fil 9hawi lil w nhar

    RépondreSupprimer
  9. Ce commentaire a été supprimé par l'auteur.

    RépondreSupprimer
  10. شخص يدري ويدري أنه يدري فذلك عالم فاسألوه
    و
    شخص يدري ولا يدري أنه يدري فذكك ناس فذكروه
    و
    شخص لا يدري ويدري أنه لايدري فذلك جاهل فعلموه
    و
    شخص لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذلك ضال فاجتنبوه

    وينطبق المثل الأول على سي الصادق

    RépondreSupprimer
  11. ena 7kit 3al ousloub khaterni met3awda na9ra lness 3andha ousloub rae3 ki ta9ralhom article wella kteb 7atta ken elmawdhou3 ma3rouf ykhallik ta9ra winti 3amel kif mais les textes de si sadok sama7ni ken t9ouli illi fihom fan en tt cas pour moi lektiba fan ma houch mawjoud 3and enness lkoll. @leena menich RCD ema ydhorli inti illi ykhalfek eray ma3netha RCD

    RépondreSupprimer