15 avr. 2012

لسان العرب لسان الفايكنغ

مقال صادر في العدد14 لجريدة ضد السلطة

يوم تكلّم الباش مهندس عن الاشارات الربانية,و أعلن باسم الله تعالى أنّهم الخليفة السادس, و ادّعى أنّهم موكّلون ليبسطوا الراية (السوداء طبعا( لا على تونس فحسب بل حتى تخوم
العالم الاسلامي (كما يرونه) جميعا , يومها لم أصدّق ما ذهب اليه البعض من أنّه كلن منتشيا أو يحادث نفسه أو من أنّه انزلق لغويا دون سابق تقدير أو تدبير ...كما لم تقنعني تبريرا مسّاح كلامهم الأوّل
ووجدته متعثّراللغة و الفقه و الانشاء...
 بل انّني رأيت عتمة تخيّم كعتمة القبور القديمة ,ونتونة كنتونة الأقبية الرطبة المهجورة تغشاهم فتضلّهم فينتفشون و ينتفخون و يتغوّلون و تملؤهم السلطة إشارات و خزعبلات و توجيهات و تخيّلات فيداهموننا ركلا و لكما و تكميما و تقييدا و اعتقالا و غدرا و طعنا و رميا في غياهب التاريخ.
و طوّعت ابنتي الاقدار و أجبرتها أن تشاء فشاءت فوجدتني أتجوّل في أوسلو عاصمة النرويج ...و هناك مابين البحر و قصر البلدية و مركزنوبل للسلام ,باغتتني أنا أيضا إشارات ,وأحسستني واسطة خير بين باعث الاشارات إيّاها و بين الباش مهندس الذي لم يهندس شيئا ـو هو لن يهندس شيئا فقراراته لا تأتيه إلاّ و هو يرتعد رغم تدثيره,وهو في التيه حتى يكلّمه مرشده أو تلهمه الرعدة ـ...خاطبني طيف أو خيال أو روح أو غمامة أو جان أو ملك  قال :-هم يبحثون عن الثواب أطنانا و عن النهي عن المنكر و الامر بالمعروف كلّ ان و لحظة و عن دخول الناس دينهم أفواجا بل بالملايين ,فلماذا لا يتركونكم وراءهم و أنتم بعد مسلمون و إن على غير هواهم و يعبرون البحر أو السماء إلى هنا فهنا الخلاعة , و هنا الاصنام في كلّ فجّ وركن عارية حتى ما بين فخذيها و أزيد, و هنا الناس يشربون جهارا, وهنا حفنة ينادون بطرد المسلمين , و هنا شعب مسالم و هادئ لكنّه لم  يسلم لانّ لا أحد دعاه الى الاسلام ...هنا يمكن للواحد أن يحطّم صنما كلّ يوم بل كلّ ساعة , وأن يشوّه رسما كلّ لحظة فالمتاحف و المعارض و أروقة الفنون كالفقاع ...و هنا يمكنهم أن يلاقوا استلطاف أناس يؤمنون بالانسان فيسكتون عنه و إن عن مضض , و لا يردون الاذى بالاذى ...هنا يمكنهم أن يكونوا أكثر نجاعة و فعالية ...هنا يمكنهم أن يعايشوا الثلج دون ضرّه أو أن يكرعوا من كلّ خير عميم , و أن يجدوا من القماش ما يكفي خياما كالحة  تئد بالحياة كلّ النساء و من هنا يمكنهم أن ينطلقوا كالفيكنغ قديما يوّسعون امبراطورياتهم جنوبا سلاحهم السلاح و الابيض منه خصوصا (فهو أقربه الى أفئدتهم و خيالاتهم العتيقة ( و تكبير تكبير حتى الاغماء ...هنا لا أحد سيجادلهم أو يعارضهم أو يقول غير قولهم أو يجتهد بغير ما أقرّوه ...
و فجأة انقطعت الاشارات ...ووجدتني أمام خيمات ثلاث متدرّجة الطول : جدة و ابنتها و ...الحفيدة . ارتعبت و انخلعت و .... ثبت الى رشدي ... هم هنا أيضا لم ينتظروا وساطتي ليتلقّوا الاشارات ...هم هنا , و هنالك  و في غير الهنا و الهنالك ...هم ...ريح صرصر و عواصف هوجاء ...و طاعون أسود ...و في كلّ مكان ...و خارج الزمان و عدت الى كامو أغرق في روايته الطاعون التي كانت قد غمزتني و انا اعدّ نفسي للسفر فاصطحبتها . 

 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire