5 juin 2010

رسائل الى اربع سيدات و الى طائفة من الرجال و النساء


الى زوجتي

هي مجرد صدفة أن يتزامن الاحتفاء الدولي بالمرأة بإحياء يوم عالمي للكلى؟
وهل هي مجرد صدفة أيضا أن تهبي إحدى كليتيك ذات 14 من شهر فيفري, أي يوم عيد الحب؟
هل هي مجرد صدفة أيضا أن أحرم ,بحكم جنسي , من سحر الحمل و الوضع ثم أحرم من أن أهب عضوا مني لمن حملتها وولدتها لي لأعطيها استمرار الحياة؟و أن تحظي أنت بسحر الحمل و الوضع فبسحر العطاء و التحمل؟
عزيزتي : أنا لا أغبطك ذلك وأن كنت في قرارة نفسي أحس بالغبن غبنين.
عزيزتي: أنا لا أشفق عليك و لا أحسدك و إن كنت أقرأ في عينيك المعاناة و السعادة.
عزيزتي: أحسك أعظم وأكبرو أنبل و أحسن حظا و أرحب قلبا مني و من كل الرجال.
عزيزتي: أحسك المرأة التي حبتها الطبيعة بالأنوثة و العطاء و النسل و النيل.
أحك في هذا اليوم المرأة الحياة , السماء, الغد, الاشراق.
أحسك: سيدتي.
و أريدك أن تهنئى بعيد المرأة عيدك, بيوم الكلى يومك.
إلى ابنتي
نادرا ما يولد المرء مرتين , و أندر من ذلك أن يولد المرء مرتين من نفس الرحم .
هذا ما أعطتك أمك سيدتي...
فلتنسي مرضك النادر, ومعاناتك القياسية, وحرمانك من أشياء كثيرة و لتذكري دوما أن أمك عرضت جسمها لمبضع الجراح مرتين
لتلدك, ثم لتهب عضوا منها, لم نكن لنعلم من قبل أنه أساسي ونبيل و حيوي, و معطاء و خطير, و مختال و مفاجئ. يعمل في صمت و يختل في صمت.؟
عزيزتي ها أنت وقد انفتح باب الحياة أمامك مجددا فلتندفعي في الحياة بشره و اقبال و لكن برصانة وروية..و لتحفظي لامك فيك ولادتيه...
ولتظلي لأطبائك و ممرضاتك,نساءا و رجالا شاهدا صامدا على أن بذلهم لا يذهب هباء.
و لتنعمي بهدية أمك لك في عيد الحب. و لتعتزي دوما انك امرأة بنت امرأة...
ولا تضيعي فرصة تسنح لتكوني خير شاهد على طب الكلى تحت شمسنا الرائقة.
عزيزتي: أحبك... لكن أمك, سيدتي ,و لا شك تحبك أكثر.

إلى أمي
مع تقدم العمر بدأت افهم بعضا مما كنت تسعين لغرسه في من قيم و أحاسيس.
و مع تقلب الأيام بين معاناة و إشراق و معاناة بدأت افهم شيئا من معاناتك و معاناتك و معاناتك...أو هكذا يخيل الي.
عزيزتي: كما رعيت طفولتي في صبر , وكما رعيت دراستي و أـنت " لا تفكين الحرف" رعيت في أشياء كثيرة لم أجدها لا في
الشعر و لا في الفلسفة , ولم أفقه كنهها الذي أجهدت نفسك لكي أدركه إلا بتقلبي في الحياة.
أمي : لأنك أمي أحب المرأة, أحب ابنتي , و أحب زوجتي, أحب رفيقات دربي كلهن , أحب كل نساء الكون , و أؤمن بان الخلاص في المرأة
إلى الأستاذة فاطمة الكوكي بن موسى
أرهقناك كثيرا و دللتنا كثيرا.
و كم من مرة أخجلتنا بعطائك و بعطفك و مداومتك.
أنا أعرف أن الطب في تونس أصبح أنثى... و أنا أعلم أننا ماضون نحو غلبة النساء في مختلف اختصاصاته و مهنه.
ولكنني كلما رايتك, رأيت زمنا و إن كان غير بعيد فان حظ المرأة فيه لم يكن كبيرا, رأيتك طفلة تسعى إلى العلم في حزم و مكابدة و إصرار...
كلما رأيتك رأيت الإيمان التلقائي و الراسخ بالعطاء و البذل و نكران الذات ؟
سيدتي العزيزة : هل هي مجرد صدفة أنك تخصصت في طب الكلى؟ و هل هي الصدفة وحدها التي جعلتك تصبحين أما أخرى لابنتي؟
سيدتي العزيزة الفاضلة: أنا أعزك كثيرا وأخجل منك كثيرا.
إلى الأسرة الطبية في مستشفى شارل نيكول جميعها:
لن أسمي فجميعكم جدير بأن اسميه و أقدسه : الأطباء و الممرضون و الاطار الوسيط و العملة و كل من يعمل في الصحة العمومية و في مستشفى شارل نيكول بالذات...
ولكنه يحلو لي أن أنوه بهؤلاء الأساتذة المبرزين و الأطباء و الأطباء المعاونين و المقيمين و المتمرنين و الفنيين و الاداريين و الممرضين الذين عاينت صدفة, و لكن لفترة طويلة, بذلهم و عطاءهم بل جودهم...
أنتم جميعا تعملون في ظروف صعبة, بل صعبة جدا... نحن نرهقكم جدا... و كفاءتكم لا تغفر لنا شحنا بل جحودنا...
أنتم الحياة تهبونها للمرضى و لعائلات المرضى.
انتم طيب, و شمس , وكرم, حلم,و زيت زيتون, وشفاء, وهدى, وحب,و نذر جميل,و حمد, وعدل, ورياض, ونبل, ورمز, وتصوف صادق...
أنتم الصمت المعلم, أنتم الصبر البهي , أنتم التحدي الخلاق...
نحن في عيد المرأة , و الرجل في يصر على أن يذكر الجمع... فهل هذا لأننا اعتدنا على أن المرأة تعمل في صمت و تعطي في صمت؟ تماما : كالكلى؟
الى القارئ:
وأنت:هل أنت متأكد من سلامة كليتيك؟

1 commentaire: